إعلان

لماذا يعد الإرهابي هشام عشماوي صيدًا ثمينًا؟

د.إيمان رجب

لماذا يعد الإرهابي هشام عشماوي صيدًا ثمينًا؟

د. إيمان رجب

* زميل أبحاث مقيم بكلية الدفاع التابعة لحلف الناتو بروما

ورئيس الوحدة الأمنية والعسكرية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية

09:00 م الإثنين 03 يونيو 2019

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

إبحث عن لوجو مصراوي داخل الموقع يومياً خلال شهر رمضان للفوز بجائزة

تسجيل الدخول

ارتبط اسم هشام عشماوي طوال السنوات السبع الماضية بعدة عمليات إرهابية أفادت بأن شمال أفريقيا لا يزال أحد مسارح عمل خلايا القاعدة، وذلك بعد أن كان قد تراجع تأثير القاعدة في هذه المنطقة لصالح أفكار تنظيم داعش الإرهابي، واقتصر وجودها على جنوب ليبيا وجنوب الجزائر ومنطقة الساحل والصحراء.

شارك عشماوي، أو كما أطلق على نفسه "أبوعمر المهاجر"، في تخطيط وتنفيذ عدد من العمليات الإرهابية في مصر وليبيا، بمعاونة عناصر إرهابية عدة دربها خاصة بعد انتقاله لليبيا.

واللافت للنظر في هذه العمليات أن الجزء الأكبر منها استهدف بصورة رئيسية من كانوا رفاقه أو من تخرجوا في نفس المؤسسة العسكرية التي تخرج فيها، ومنها حادث واحة الفرافرة يوليو ٢٠١٤ وحادث كرم القواديس أكتوبر ٢٠١٤ وهجوم الكتيبة ١٠١ فبراير 2015 المعروف باسم "مذبحة العريش الثالثة"، وهي عمليات ارتبطت بمشاهد النعوش الجماعية لإخوتنا من شهداء الجيش.

وما يميز هشام عشماوي عن غيره من القيادات الإرهابية التي ذاع صيتها في شمال أفريقيا في الفترة التالية على ثورة 2011، أنه أولا إرهابي من نوع خاص، فإلى جانب إيمانه الشديد بالأفكار المتطرفة والتي كانت سببا في إنهاء خدمته في الجيش المصري بقرار من المحكمة العسكرية 2011- 2012، فإنه بحكم تكوينه العسكري وتدريبه لديه مهارات عسكرية تمكنه من تخطيط محكم لعمليات إرهابية متميزة نوعيا عما ينفذه نظراؤه الإرهابيون، خاصة في شمال سيناء التي لديه معرفة جيدة بها بحكم خدمته فيها لفترة من الزمن قبل فصله من الجيش.

هو ثانيًا إرهابي إقليمي، حيث تنقل عشماوي كما تشير المعلومات المعلنة عنه بين تنظيمات إرهابية عدة باعتباره خبير فنون القتال وبين مسارح جغرافية متنوعة، على نحو يجعله إرهابيا متعدد الخبرات في مسارح متنوعة عابرة للحدود. فبعد فترة ما قضاها في سوريا كما يتردد، انضم لتنظيم أنصار بيت المقدس، وأعلن من خلال فيديو سجله بصوته عن تكوين جماعة "المرابطون" في يوليو 2015، ثم انتقل إلى ليبيا وتحولت منطقة الحدود المشتركة بين مصر وليبيا لمسرح رئيسي لتحركاته وعملياته.

ثالثًا هو إرهابي "مدرسة"، فتأثر عشماوي بفكر القاعدة بداية، ثم إعلانه اعتناقه له كما يكشف عن ذلك الفيديو الخاص به والذي أعلن من خلاله عن تشكيل جماعة "المرابطون" في يوليو 2015، سهل له جذب عناصر عدة للعمل على مقربة منه، مثل صفوت زيدان وبهاء علي وعمر سرور ومرعي زغيبة لا سيما وأن تكوينه جماعة "المرابطون" تزامن مع تكشف أبعاد وحشية تنظيم داعش وجعل من القاعدة البديل الأقل وحشية، وتنوعت هذه العناصر التي نجح في تجنيدها بين عناصر مصرية وليبية وعربية كان بعضها من خلفيات عسكرية وأخرى كانت تنتمي لخلايا إرهابية أخرى نشطة في ليبيا وفي المناطق المجاورة.

رابعا من الواضح أن عشماوي لم يعمل من خلال جماعة "المرابطون" فقط، وإنما ساعد في تشكيل خلايا أخري مرتبطة بجماعته بصورة ما، بعضها عمل داخل ليبيا وبعضها خرج منها، وتتبع توجيهاته وأسلوبه في العمل، فعلى سبيل المثال يروي الإرهابي الليبي عبدالرحيم المسماري الذي ألقت القوات المصرية القبض عليه أثناء عملية الواحات أكتوبر ٢٠١٧، بأنه سعى ورفاقه الذين دخلوا صعيد مصر منذ ٢٠١٦ لتشكيل خلية قاعدية تحمل اسم "أنصار الإسلام"، ووفق رواية المسماري فإن من جنده هو الشيخ حاتم، وهو الاسم الحركي لعماد عبدالحميد الذي يعد الذراع اليمنى لهشام عشماوي.

إن تفرد الإرهابي هشام عشماوي على هذا النحو، جعل منه "الصيد الثمين" للقوات المسلحة الليبية ثم للسلطات المصرية بعد تسليمه لها هو وأحد رفاقه، باعتباره حامل أسرار خلايا القاعدة في شمال أفريقيا، ويملك معلومات عن الجماعات الإرهابية والمسلحة الأخرى الموجودة في ليبيا بصورة رئيسية. ولكن تظل هناك أسئلة معلقة حول كيفية تعامل خلايا القاعدة مع القبض علي العشماوي ورفاقه، وهل ستختفي من المشهد في شمال أفريقيا أم ستعيد إنتاج نفسها بمسميات وولاءات مختلفة.

إعلان