إعلان

ماذا تخبرنا استطلاعات الرأي عن الأخبار الكاذبة؟

د.إيمان رجب

ماذا تخبرنا استطلاعات الرأي عن الأخبار الكاذبة؟

د. إيمان رجب

* زميل أبحاث مقيم بكلية الدفاع التابعة لحلف الناتو بروما

ورئيس الوحدة الأمنية والعسكرية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية

09:01 م الإثنين 24 يونيو 2019

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

إبحث عن لوجو مصراوي داخل الموقع يومياً خلال شهر رمضان للفوز بجائزة

تسجيل الدخول

د. إيمان رجب

تزداد قابلية الأخبار الكاذبة "fake news" للتصديق في أوقات الأزمات أو في الظروف غير الاعتيادية، التي تمر بها المجتمعات، خاصة المتعلقة بحالات الحرب أو التعرض للهجمات الإرهابية، أو كما تكشف عن ذلك خبرة العديد من الدول في حالات الانتقال السياسي، مثل عقد الانتخابات.

وأصبح تأثير الأخبار الكاذبة (الشائعات) على المزاج العام في المجتمعات موضوعًا للدراسة والتحليل من مراكز أبحاث عديدة، خاصة تلك المرتبطة بدوائر صنع القرار؛ وذلك بهدف تطويرها سياسات تهدف للتقليل من تأثير الأخبار الكاذبة على المجتمع، وتكون قابلة للتطبيق من قِبل الجهات الحكومية المعنية.

وتكتسب في هذا السياق استطلاعات الرأي التي تسعى لقياس تأثير الأخبار الكاذبة ومدى انتشارها في العالم أهمية متزايدة، ويشير استطلاع الرأي الخاص بشركة إبسوس، الذي نفذ على 25 دولة ممثلة للمناطق الجغرافية المختلفة في العالم، من خلال عينة بلغ حجمها 25 ألف مستخدم للإنترنت، خلال الفترة (ديسمبر 2018- فبراير 2019)- إلى أن 75% من العينة رأت أن مواقع التواصل الاجتماعي هي السبب الرئيسي في تراجع ثقة المستخدمين بالإنترنت كمصدر للمعلومات، وبلغت نسبة هؤلاء 89% في كندا وبريطانيا، و88% في نيجيريا و87% في الولايات المتحدة و83% في أستراليا، و60% في تونس.

وبلغت نسبة من تأثروا بالأخبار الكاذبة المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي مرة على الأقل 86% من العينة، وأشار 77% منهم إلى "فيسبوك" باعتباره المصدر الذي نُقلت إليهم من خلاله الأخبار الكاذبة، وذهب 62% إلى أن "تويتر" هو المصدر، و74% إلى أن مواقع أخرى للتواصل الاجتماعي هي المصدر.

وحول الجهة المسئولة عن تصنيع وانتشار هذه الأخبار الكاذبة، تشير نتائج الاستطلاع إلى أن 35% من العينة ترى أن الولايات المتحدة هي من تقوم بخلق ونشر هذه الأخبار، بينما ذهب 12% إلى أن روسيا هي من تقوم بذلك، و9% إلى أن الصين هي من تنشر تلك الأخبار ابتداءً.

وتقع مصر ضمن فئة الدول الأكثر التي تنتشر فيها الأخبار الكاذبة على مواقع التوصل الاجتماعي، حيث أكد ذلك نسبة 81% من العينة، بينما رأى 78% أن الإنترنت بصفة عامة تنتشر فيه الأخبار الكاذبة.

بالنظر لكون "فيسبوك" الأكثر شعبية في مصر، فقد بلغت نسبة من اعتبروه المصدر الذي نقلت إليهم من خلاله الأخبار الكاذبة في مصر 81%، في حين بلغت نسبة من رأوا أن "تويتر" هو المصدر 59%.

وحول نسبة التعرض للأخبار الكاذبة في مصر، أشارت آراء المشاركين في العينة إلى أن 6 من بين كل 10 في مصر يتعرضون للأخبار الكاذبة التي تنقل من خلال وسائل إعلامية متنوعة، وذهب 60% منهم إلى أنهم قرأوا أخبارًا كاذبة في الوسائط الإعلامية المطبوعة، وهو ما يتخطى المتوسط العالمي وفق استطلاع "إبسوس" 44%.

وقد اهتم هذا الاستطلاع بآراء العينة حول السياسات التي تتبعها الحكومات في الدول التي شملها الاستطلاع في مواجهة الأخبار الكاذبة، وهي تحديدا الشراكة مع الشركات المالكة لمنصات التواصل الاجتماعي؛ بهدف حذف الأخبار الكاذبة وما يتعلق بها من مقاطع فيديو، وإغلاق الحسابات التي تروّج للأخبار الكاذبة، وتطوير تدابير إلكترونية تتولى الحذف التلقائي لأي محتوى يتضمن أخبارًا كاذبة، والمراقبة الحكومية للمحتوى المتداول على الإنترنت، وقد كانت نسبة تأييد العينة لكل من هذه السياسات هي 85% و84% و79% و61% على التوالي.

تحتاج الأخبار الكاذبة لمناقشة جادة لتحديد أبعاد تأثيرها في المجتمع المصري والطرق الأكثر فعالية في مواجهة تأثيرها واحتوائه، فمنع تلك الأخبار بصورة كلية أصبح هدفًا يستحيل تحقيقه، في ظل تنامي استخدام الإنترنت وتنوع أشكاله وتطبيقاته.

إعلان