إعلان

"خليها تعنّس" و"خليك في حضن أمك"

د. إيمان رجب

"خليها تعنّس" و"خليك في حضن أمك"

د. إيمان رجب

* زميل أبحاث مقيم بكلية الدفاع التابعة لحلف الناتو بروما

ورئيس الوحدة الأمنية والعسكرية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية

09:00 م الإثنين 28 يناير 2019

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

إبحث عن لوجو مصراوي داخل الموقع يومياً خلال شهر رمضان للفوز بجائزة

تسجيل الدخول

امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي اليومين الماضيين بالعديد من التعليقات الخاصة باثنين من الهاشتاج هما #خليها_تعنس" و"#خليك_في_حضن_أمك"؛ حيث يدعو الهاشتاج الأول الرجال لعدم الزواج ردًا على مغالاة بعض الأهالي في تكاليف الزواج، بينما يحذر الهاشتاج الثاني من النتيجة المترتبة على انسياق الرجال وراء الهاشتاج الأول، وهو استمرار بقائه في جلباب أمه دون أن يستقل بحياته.

وتزايد شعبية هذين الهاشتاجين على مواقع التواصل الاجتماعي يأتي في مرحلة تزايد فيها عدد برامج التوك الشو التي تتحدث عن الأعباء السلبية المترتبة على الزواج، وكيف أنها تعيق المرأة عن التقدم في حياتها المهنية، وكيف أن أنانية الرجل وعدم تحمله أي مسؤولية لها علاقة ببيت الزوجية ينتج عنهما انغماس المرأة في الالتزامات المنزلية وإهمالها لنفسها ولمظهرها، فيتدهور نتيجة لذلك وضعها من كونها المرأة الأنيقة الرشيقة المهتمة بمظهرها إلى زيادة وزنها وإهمالها في مظهرها الخارجي.

ومثل هذه الظواهر بحاجة لوقفة جادة؛ لأن مصر تعاني من تضخم عدد السكان نتيجة ارتفاع معدلات الخصوبة ومعدل المواليد بالنسبة لإجمالي عدد السكان، كما أنه في الوقت ذاته لا يوجد إقبال حقيقي على الأدوات التي توفرها وزارة الصحة من أجل تحديد النسل أو تنظيمه، وينتج عن ذلك الضغط المتزايد على الخدمات الحكومية والتي تعاني من انخفاض جودتها، فتكون النتيجة انخفاض معدلات التنمية البشرية بالنسبة للسكان، سواء فيما يتعلق بالصحة والتعليم وغيرها.

وبالتالي أصبح لدى مصر نظريًا كتلة ديمغرافية ضخمة تمثل أحد أبعاد أمنها القومي؛ حيث تعد مصر في الترتيب رقم 14 على مستوى العالم، من حيث إجمالي عدد السكان، ورقم 3 في أفريقيا ورقم 1 في المنطقة العربية، ولكنها في الوقت ذاته تعاني من انخفاض مستوى الخصائص النوعية للسكان والتي يتم الاستدلال عليها من خلال بعض المؤشرات، منها مستوى انتشار الأمراض المعدية مثل فيروس سي وارتفاع معدلات السمنة والتقزم، وينتج عن ذلك محدودية إسهام هذه الكتلة الديمغرافية في عملية التنمية المستدامة.

ويتطلب التفكير في كيفية العمل على ضبط معدلات الزيادة السكانية في مصر على نحو لا يؤدي إلى فقدانها أحد عناصر القوة الشاملة للدولة، وفي نفس الوقت يضمن ارتفاع الخصائص النوعية للسكان- البحث عن وسائل جديدة وغير تقليدية لتحقيق ذلك، تتخطى فكرة حث الشباب على عدم الزواج أو تشجيع الناس على الطلاق، حيث إن حصر التفكير في الأسلوبين السابقين قد ينتج عنه مشاكل غير متوقعة لا تؤدي بالضرورة لانخفاض عدد السكان.

إعلان