إعلان

"النساء في الأخبار"

علاء الغطريفي رئيس التحرير التنفيذي لمؤسسة أونا

"النساء في الأخبار"

علاء الغطريفي
08:09 م الإثنين 21 يناير 2019

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

إبحث عن لوجو مصراوي داخل الموقع يومياً خلال شهر رمضان للفوز بجائزة

تسجيل الدخول

لم تختلف العاصفة الشتوية التي اجتاحت لبنان قبل 4 أيام عن العاصفة النسائية التي واجهناها كرجال يعملون في مجال الإعلام خلال القمة الإقليمية الأولى "النساء في الأخبار"، فهذا الشعور الغالب على الزميلات اللاتي حضرن الفعاليات لا يمكنك أن تتعامل معه بحياد بالرغم من مشروعية بعض الطرح؛ لأنه يتمسك بالمظلومية المطلقة وكأنها ظاهرة تمييز مستقرة وراسخة تمارس ضد المرأة في مؤسسات الصحف والإعلام المصري.

أتفهم بالطبع الغصة التي تعتري بعض النساء في غرف الأخبار بسبب التجاهل أو التخطي في الترقي والقيادة داخل بعض المؤسسات، لكن لا يجب أن ننسي أن لدينا -على مر التاريخ الصحفي الذي يتجاوز قرنين من الزمان- نساءً تصدرن مواقع القيادة في مؤسساتهن الصحفية بل والإعلامية أيضًا.

أعتقد أننا لو نظرنا إلى المرأة على مستوى النوع في صحفنا وإعلامنا لوجدناه تمييزًا في حد ذاته، ففي الواقع إننا نتعامل مع ذاتٍ أيا كانت امرأة أو رجلًا، وإذا كانت هناك أمراض في غرف أخبارنا فمن الواجب التصدي لها ومعالجتها والابتعاد عن التعميمات، أرى أن تنمية المهارات هو الهاجس الذي يجب أن ينشغل به الجميع.

الكفاءة والقدرة هي المعيار، ولو نظرنا إلى واقع الأمر، فغرف الأخبار تمتلئ بصحفيات متميزات وقيادات نسائية بصورة لا يمكن أن تنكر أو تذهب بـ"النساء في الأخبار" إلى خانات الاضطهاد.

أعتقد أن الحاكم في التمكين والرسوخ الوظيفي لأي صحفي أو صحفية، إعلامي أو إعلامية هو الجدارة دون النظر إلى النوع أو الجنس أو اللون أو غيره، أرى أن غرف الأخبار لدينا لا ينبغي حل أزماتها إلا بنظرة معيارية للتنظيم والتوظيف والتطوير، ويكون كل شىء محكومًا بمعايير ومحددات لا تفرق ولا تميز على أي مستوى.

التطور الذي رأيته في عيون "النساء في الأخبار" خلال القمة الإقليمية، يؤشر إلى قيادات نسائية تعلمت جيدًا واستفادت كثيرًا من فعاليات البرنامج الذي أطلق قبل 4 أعوام في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، سواء على مستوى المساواة، التخطيط الاستراتيجي، الإدارة المهنية، والتنوع المهني.

القمة الإقليمية "النساء في الأخبار" دفعة مهنية جيدة، تأملت كثيرًا في جلساتها التي اعتبرت بعضها أجراس إنذارٍ لواقعٍ إعلامِي يتغير عالميًا، والأرقام التي ذكرت على مدار يومين ملهمة لأي راغبٍ في التغيير؛ للبقاء والديمومة وتوسيع الرؤية من أجل إرضاء متلقٍ أو مستخدمٍ، أصبح من الصعب ربطه بمنتجك الإخباري في ظل فيضان من المحتوى يجتاحه يوميًا.

ويبقى أن يظل برنامج "النساء في الأخبار" بالرغبة نفسها وتدفعه الإرادة نفسها؛ لاستكمال ما بدأته الصديقة فاطمة فرج وفريقها المتميز برعاية الاتحاد الدولي للصحف وناشري الأخبار؛ لأننا بحاجة دوما إلي التطوير المهني وإضافة القيمة إلي غرف الأخبار المصرية بدءًا من المساواة حتى الانشغال بالتحديات الرقمية في صناعة وإنتاج المحتوى.

إعلان