إعلان

المانجو العويسي والغرب

د. سامر يوسف

المانجو العويسي والغرب

د. سامر يوسف
10:23 م السبت 08 سبتمبر 2018

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

إبحث عن لوجو مصراوي داخل الموقع يومياً خلال شهر رمضان للفوز بجائزة

تسجيل الدخول

بمناسبة قرب انتهاء موسم المانجو، وسؤال بعض الأصدقاء لي عن السبب في عدم تصدير المانجو العويسي بالتحديد للغرب باعتبارها فاكهة رائعة لا مثيل لها .. فمن واقع دراسات وخبرات سابقة لي أقول أنه للأسف لا يمكن ذلك عملياً لثلاثة أسباب رئيسية على الأقل، وهي باختصار:

١- أنواع المانجو المحلية المحبوبة في مصر مثل العويسي والتيمور إنتاجية الفدان منها أقل بكتير من الأنواع الحديثة المستوردة مثل الكيت والكنت لأنها تُزرع بمسافات بينية كبيرة جداً 5x5 م وذلك لأن حجم وانتشار أغصانها وجذورها كبير جدًا (بحد أقصى 200 شجرة للفدان).. بعكس الأنواع الجديدة والتي تُزرع على تكعيبات بمسافات أقل بكثير 3x1.5 م (من 700 - 900 شجرة للفدان). علاوة على أن التعامل وجني الثمار أصعب فيها بكثير لارتفاعها الشديد وتأثرها بالرياح أكثر من الأنواع الحديثة المقزمة. وبالتالي فإن أغلب الكميات المنتجة يتم استهلاكها في السوق المحلية رغم غلو ثمنها نسبياً.

٢- هذه الأصناف المحلية الجميلة عالية التسكير، هي ما تلائم الذوق المصري والعربي وليس الذوق الغربي الذي يجزع وينفر من هذه الحلاوة الزائدة، ولذا فإن الأصناف الحديثة معتدلة التسكير هي التي يتم تصديرها للخارج. وهذا هو نفس السبب الذي يجعلنا نصدر العنب السوبيريور الأخضر ذو الحلاوة المتوسطة ولا نصدر العنب الطومسون (البناتي) الأصفر الجميل والذي لا يقارن به أبدًا في طعمه الرائع.

٣- هذه الأصناف المحلية المسكرة هي أكثر عرضة للتلف عند النقل والشحن والتخزين وأكثر عرضة للإصابة بالأمراض من الأصناف الحديثة.

وطبعًا فكل هذه الأسباب تجعل الإقبال على زراعة الأصناف التقليدية يقل كثيرًا لصالح الأصناف الحديثة يومًا بعد يوم.

إعلان