إعلان

شوكة وسكينة .. إبداع ولد من رحم الخيانة

شوكة وسكينة .. إبداع ولد من رحم الخيانة

أحمد الجزار
03:59 م الأربعاء 26 سبتمبر 2018

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

إبحث عن لوجو مصراوي داخل الموقع يومياً خلال شهر رمضان للفوز بجائزة

تسجيل الدخول

يجتمع رجل وامرأة في لقاء بأحد المطاعم.. الأجواء المحيطة بهما تبدو رومانسية، ولكن الواقع غير ذلك تماماً، فأحدهما يمسك طرف السكينة، بينما يمسك الاَخر بالشوكة، ويسعي كل منهما للدفاع عن منطقه في الحب والخيانة والزواج ليخرج الطرفان في النهاية بلا اتفاق .

هذه أحداث الفيلم القصير "شوكة وسكينة" للمخرج آدم عبدالغفار الذي يشارك في المسابقة الرسمية بالدورة الثانية للجونة السينمائي، ويشارك في بطولته منة شلبي وإياد نصار وآسر ياسين وعدد من الوجوه الجديدة .

يظهر إياد نصار في أول مشهد بالفيلم وهو يقوم بخلع دبلة الزواج ليستعد للقاء منتظر منذ 5 سنوات، بينما كانت في انتظاره منة شلبي التي ظهرت في قمة أناقتها واستعدادها أيضا لهذا اللقاء، وقد استخدم المخرج آدم عبدالغفار الإضاءة الخافتة والشموع لمنح اللقاء خصوصية مع إضفاء حالة من الرومانسية، ويبدأ الحديث وكأن كل طرف منهما يتعرف إلى الاَخر، ويتطور الحديث ويستمر الغموض حول علاقة الطرفين، ثم تكتشف أن الجلسة هي عبارة عن اعتراف واضح وصريح لا يعترضه أي حواجز بين زوج وزوجة قررا الكشف عن مشاعرهما الحقيقة بعد علاقة استمرت 5 سنوات، لتكتشف أن الزوجة تحتاج إلى أن تشعر بالحب بعد أن أصبحت مهملة من زوج أناني لا يهمه سوى نزواته، وبمجرد أن يظهر حبيبها الأول "آسر ياسين" تقرر أن تشعر بأنوثتها وأنها لا تزال مرغوبة، فتقرر أن تمارس معه الحب، وتعصف بعلاقتها مع زوجها .

السيناريو والحوار الذي كتبهما آدم أشبه بالمباراة التي يريد كل طرف أن ينتصر فيها، وهي في الحقيقة مباراة "بينج بونج" سريعة الإيقاع والتطورات والذكاء أيضا، فكل منهما يدافع عن وجهة نظره، ولن يقبل بالهزيمة والخضوع.

ونجح سيناريو وحوار الفيلم في أن يكون رشقيًا وصادما أيضا، ولكنه أبرز نقاط التميز في الفيلم، وهذا ما شجع أسماء كبيرة من نجوم السينما بالمشاركة في هذا الفيلم، كما أن هذا السيناريو سبق أن حصل على إحدى جوائز مهرجان الجونة السينمائي في دورته الأولى .

على مستوى الإخراج نجح آدم في تقديم تجربة مثيرة ومتماسكة، على مستوى الحوار الذي كتبه، حيث حافظ المخرج على حالة الخصوصية التي يتمتع بها الفيلم، من خلال كادراته الضيقة والمتوسطة التي تعكس مشاعر شخصياته.

واعتمد على إضاءة الشموع في الخلفية، ليخفي تفاصيل خلفيته، ويضع أبطاله في حلبة تحيطها أجواء مشتعلة وموسيقي تحمل حالة من الترقب لنهاية هذا اللقاء العاصف .

نجح المخرج أيضا في إبراز الحالة الجمالية في معظم مشاهده، وهذا ما انعكس على اختيار أماكن التصوير، سواء المطعم أو الاستديو، كذلك الإضاءة والملابس وطريقة التصوير ساهمت بشكل كبير في تحقيق هذه الحالة .

أما الممثلون، فنجح إياد نصار في تقديم شخصية الزوج الخائن الذي يدافع عن مبرراته، واستخدام تعبيرات تتناسب مع طبيعة الحالة، أيضا منة شلبي في دور المرأة التي قررت أن تنهي حياتها مع زوج خائن، وتعيد أنوثتها المفقودة وإنسانيتها التي فقدتها مع هذا الزوج .

حالة الخصوصية التي ظهر عليها الفيلم هي نفسها الحالة التي عاشها المخرج آدم عبدالغفار، ولكنه قرر أن يكشف عنها في عمل سينمائي، فالفيلم هو جزء من قصة مخرجه الذي عاش قصة حب مع فتاة لأكثر من 10 سنوات، ثم تركته لتتزوج من اَخر، وهذا ما كشف عنه آدم في الندوة الخاصة للفيلم، ولكن آدم في تجربته تخيل حياة صادمة وقاتمة لحبيبته، بعد أن قررت أن تتخلى عن حبه لتتزوج من اَخر.

فهل هذا هو الواقع، أم الصورة الافتراضية التي يتمناها مخرج الفيلم؟!

إعلان