إعلان

نظرة على جوائز المسابقة الرسمية بمهرجان فينيسيا الماسي

نظرة على جوائز المسابقة الرسمية بمهرجان فينيسيا الماسي

د. أمل الجمل
06:23 م الإثنين 10 سبتمبر 2018

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

إبحث عن لوجو مصراوي داخل الموقع يومياً خلال شهر رمضان للفوز بجائزة

تسجيل الدخول

ليس صحيحًا على الإطلاق أن الدورة الماسية من مهرجان فينيسيا السينمائي العريق - التي اختتمت فعالياتها، أمس الأول، الموافق ٨ سبتمبر الجاري- كانت دورة ذكورية كما يدعي البعض.

فمثلاً لجنة التحكيم الرئيسية تضمنت خمس نساء، تنوعت تجاربهن بين الإخراج والتمثيل والإنتاج. وإذا كانت لجنة تحكيم مسابقة آفاق ضمت ثلاث نساء فقط - من أصل سبع - لكن اللجنة ترأستها منتجة سينمائية. في حين كان هناك أربع نساء من أصل سبعة بين أعضاء لجنة تحكيم أوبرا بريما.

على صعيد آخر، شاركت ١٣ مخرجة في مسابقة الواقع الافتراضي التي ضمت ثلاثين فيلماً والتي يُنظر إليها على أنها مستقبل السينما حيث التصوير بزاوية ٣٦٠ درجة وهو ما يعني أن الجمهور يشاهد الحدث من جميع زواياه بصورة لا يقدر على تحقيقها في الواقع الفعلي ذاته، وهي درجة مرعبة من التطور.

إذن لا يمكن اعتبار الأمر تحيزا ضد النساء، ولا يمكن وصف هذه الدورة من مهرجان فينيسيا بأنها ذكورية حتى لو كانت الأفلام الأربع والعشرين التي تم عرضها خارج المسابقة تضمنت فيلمين فقط من إخراج النساء، ففي النهاية لا بد من النظر للأمر على أنه في بعض الأعوام لا تكون للنساء مشاركات قوية تذكر، وفي البعض الآخر يعم الخصب والرخاء، وهو أمر نلمسه بوضوح مع الجودة السينمائية بشكل عام، ففي بعض الأعوام تزدهر المعالجات الفنية العالية الجودة واللافتة، في حين تعاني سنوات أخرى من الجدب.

هنا، نؤكد أنه لا يمكن النظر للأمر من حيث الكم فقط أو من حيث عدد المشاركات فقط، وإنما بمدى الجودة ونوعيتها، ففي مسابقة آفاق مثلاً شاركت خمس مخرجات فقط من أصل ١٨ فيلماً منهم المخرجة السورية سؤدد كعدان التي نالت جائزة لويجي دو لورانتس عن عملها الأول يوم فقدت ظلي.

العندليب الدموي

صحيح أن المسابقة الرسمية التي تضمنت ٢١ عملاً كان من بينها فيلمً واحدً فقط من توقيع امرأة هو العندليب nightingale للمخرجة الأسترالية جنيفر كينت في ثاني تجاربها الروائية الطويلة، لكنها نجحت في تقديم دراما تاريخية تنهض على فكرة الانتقام من خلال تجسيد القهر والاستعباد والاغتصاب الذي كانت تروح ضحيته النساء على أيدي المحاربين والنبلاء، وذلك من خلال امرأة شابة جميلة متزوجة، ولديها طفل رضيع تغني للجنود بصوتٍ عذبٍ، لكن القائد الذي يرفض منحها حريتها يطمع في جسدها هو وجميع جنوده، فيتم اغتصابها علي يديه أولاً، ولاحقاً يتركها لبعض من جنوده، ولا يكتفي بانتهاك جسدها ولكنهم يعذبونها ويفعلون ذلك أمام زوجها الذي حينما يعترض يتم قتله بدون رحمة، مثلماً يُقتل طفلهما الرضيع الباكي بطريقة وحشية أثناء اغتصاب الأم. إنه شريط سينمائي شديد القسوة، غارق في الانتقام والدم والعنف، وقد نال الفيلم جائزتين، الأولى نالتها مخرجته، وهي جائزة لجنة التحكيم الخاصة، كما مُنح أحد أبطال العمل هو بايكالي جانامبار جائزة مارشيللو ماستريوني MARCELLO MASTROIANNI لأفضل ممثل شاب.

نساء روما والمفضلة

كذلك لو تأملنا تيمات وموضوعات الأفلام سنجد عدد غير قليل منها يقوم ببطولته النساء ويدور حول شخصيات نسائية مؤثرة وقوية، حتى إن تحفظنا على المستوى الفني لبعض من تلك الأفلام كما في شريط وقتنا للمخرج المكسيكي كارلوس رايجاداس، أو فوكس لوكسVox Lox الذي يدور حول نجمة البوب سيليستا والأزمات والصدمات التي تعرضت لها، وكيف تجاوزتها وصارت أسطورة. ومثله من خارج المسابقة يأتي فيلم مولد نجمة للممثل والمخرج برادلي كوبر في أولى تجاربه الإخراجية والذي استعان فيه بالمغنية الأمريكية الشهيرة ليدي جاجا، والتي تثبت أنها ممثلة جيدة وإن كانت المشكلة تكمن في السيناريو الذي شارك في كتابته المخرج.

كما أن الفيلم الفائز بالأسد الذهبي هو عمل عن النساء في المقام الأول، فبطلتاه رغم القسوة والأزمة العنيفة- الخادمة وسيدتها من الطبقة المتوسطة- لكنهما تثبتان أنهما قويتان ولديهما من الصلابة ما يمكنهما من عبور الأزمة واستكمال الحياة مجددا، من دون أن نغفل تضامنهما ومساندتهما لبعضهما البعض.

وتنبع قوة السيناريو- الذي كتبه المخرج بنفسه- من أنه من خلال طرح مأساتهما الشخصية يتم التعرض للظروف السياسية والاجتماعية والاقتصادية للمكسيك في بداية السبعينيات والتظاهرات التي قام بها الطلاب، وكيف استعانت الحكومة بميليشيات قامت بتدريبهم علي العنف لفض تلك التظاهرات، وأثناء ذلك يستعرض المخرج التفاوت الطبقي في تلك اللحظة الحاسمة من تاريخ بلاده.

علي صعيد آخر، فإن الفيلم الفائز بجائزة لجنة التحكيم الكبرى المفضلة للمخرج يورجوس لانثيموس- صاحب سرطان البحر وموت الغزال المقدس- هو أيضاً تحفة سينمائية عن ثلاثة نساء قويات الشخصية، رغم الضعف الذي تبدو عليه إحداهن، لكن الأحداث تكشف حنكة هذه السيدة التي اختارها القدر لتكون ملكة بريطانيا في القرن التاسع عشر، وأخريان تتنافسان في محاولة التأثير على قراراتها، من خلال المكر وصناعة الدسائس لحد القتل.

شقيقا الأخوات وأفضل إخراج

يعود المخرج الفرنسي جاك أوديارد، صاحب التحف السينمائية الخالدة نبي، وعظم وصدأ ليقدم شريطا مغايرا لكل التوقعات مقتحما عالم الويسترن الغربي، ولكن بنفس ومضمون مغاير ساحر، إذ لا يخلو من هدف ومعانٍ شديدة الإنسانية، فهنا أبطاله الرئيسيون، اثنان من الإخوة المجرمين، أحدهما وهو الأصغر شارلي وُلد مجرماً، متهوراً، والإجرام يجري في دمه، أو كما يصفه المخرج ولد ليقتل، كما أنه يُدمن الشراب مما يُورطه في المشاكل وعواقب وخيمة. أما الأخ الأكبر، إيلي، فلا يحب هذه الحياة، وبداخله إنسانية مرهفة، ولكنه غير قادر على التخلي عن أخيه، فهو يحبه أكثر مما يحب نفسه، ويواصل مسيرته في هذا الطريق الدموي الذي لا يتورع فيها عن قتل الأبرياء من أجل حماية شارلي فقط.

هنا، في هذا العمل هما مكلفان بمهمة مطاردة شخص يبحث عن الذهب وأثناء المطاردة نتعرف على شخصيتهما عن قرب، بمشاهد فيها خفة ظل مثيرة للضحك، بمضمون إنساني، ولقطات بها شاعرية، فمثلاً إيلي عندما يرغب في إحدى النساء التي التقى بها بأحد البارات يطلب منها أن تخاطبه بكلمات رومانسية، كأن تقدم له قطعة قماش قائلة: هذه قطعة مني أهديها إليك ليبق أثر مني معك.

إضافة إلى هذا هناك شخصية المطارد وما يكتبه من يوميات تستدعي التأمل، وعندما يحدث اللقاء بين الأعداء فجأة يتكاتفان ويتضامنان من أجل البقاء في مواجهة عدو جديد، ثم يمتد التضامن إلى البحث عن الذهب وتقاسمه، لكن طمع وجشع وتهور الأخ الأصغر شارلي يقلب الأمور رأساً على عقب، ويخسران كل شيء، ويُصبحان مهددين من ذلك الشخص الذي استأجرهما، لكنهما يشعران بالتحرر عندما يعلمان بخبر وفاته، فيعودان لبيت الأم التي تستقبلهما بالبندقية ترفعها في وجههما متسائلة ما الذي جاء بكما؟! وفي المشهد الأخير- وعبر التصوير والرؤية الإخراجية وحركة الكاميرا الدائرية التي تجوب الغرفة- يتم تكثيف مغزى الحياة حيث العودة إلى حضن الأم- الملاذ الآمن والحضن الدافئ.

أنشودة باستر سكروجز

كان من نصيب أنشودة باستر سكروجز أن يحصد جائزة أفضل سيناريو والتي نالها كاتبا العمل ومخرجاه الأخوان جويل وإيثان كوين. من عالم الأدب يستمد المخرجان أسلوب السرد، القصصي بامتياز، فهما يبدآن الحكاية من كتاب لا يخلو من وجود صور بعنوان أنشودة باستر سكروجز، وهو عنوان إحدى القصص القصيرة به التي تبلغ عددها ست قصص أو على الأقل هذا ما اختار المخرجان إبلاغنا به قبل إغلاق الضفة الأخرى من الكتاب.

هنا أيضاً كما أفلامهما السابقة تدور أحداث الفيلم - الذي ينتمي لأفلام الطريق - في أجواء العنف والجريمة والويسترن في ظل الكوميديا والموسيقي الغنائية خصوصا في القصة الأولي. إنه حكايات تبدو منفصلة بأبطال مختلفين، لكن الحقيقة أنها أيضاً متصلة بقانون الوجود، وبطلها هو الإنسان.

كل حكاية بالفيلم تحمل عنوانها، فالأولى تحمل نفس عنوان الفيلم، وتدور حول شخصية باستر سكروجز نفسه الخارج عن القانون والمطلوب حيا أو ميتا، وهو شخص خارق في قدراته القتالية ورد فعله السريع، لكن قانون الوجود يأتي برجل أكثر شبابا منه وأسرع منه يضع له نهايته بقتله فيصعد للسموات على شكل ملاك يغني أنشودته.

أما القصة الثانية فتحمل عنوان تذكرة وجبة، وهي تحمل ضمنياً رحلة فنان المسرح- المقعد مقطوع الأطراف الذي يتولاه رجل بالغ وكأنه والده - والذي يبهر السامعين بصوته وبحكاياته التاريخية الأسطورية ذات المغزى الإنساني، ونري أثناء ذلك محاولاته لاجتذاب الجمهور - بفنون الأداء الصوتي ووضع المكياج، لكن سرعان ما ينصرف عنه الجمهور لأعمال تجارية مبتذلة مثل صراع الديوك أو الدجاج، وهنا يفكر مدير هذا الفنان في شراء الدجاجة التي ستبيض له الذهب، ومن ثم يتخلص من الفنان المقعد - الذي أصبح عبئاً عليه - بإلقائه في أعماق النهر. إنه استمرار جديد لقانون الوجود، فعندما يأتي الجوع أو الفيضان سيضع الأب ابنه تحت قدميه لينقذ نفسه. وتتوالي الحكايات الست، إلي أن يختتمها بحكاية فتاة شابة كانت طوال الوقت مصابة بالتوتر والقلق وهي بصبحة أخيها، لم يكن يضربها زو بعنف لكن مجرد وجوده كان يصيبها بالتوتر، المفاجأة أنهما أثناء السفر لعقد صفقة تجارية وتزويجها من صاحب الصفقة يموت الأخ، الصدمة تكتنفها في البدء، لكن أحد الرجلين الذين يحميان قافلتها، والذي يحاول حمايتها رغم إدراكه أنها اكتشفت أنها مفلسة الآن، لكنه يطلب الزواج بها، وتوافق، وتعترف فجأة بأنها لأول مرة تشعر بالراحة، وعدم التوتر، وأن هذا الإحساس رائع، وهذا ما يفسر لماذا انتحرت عندما هاجم الهنود الحمر القافلة. إنه الشعور بعدم المجازفة بالعودة لخبرة شعور بشع بالخوف والقلق، أو على الأقل خسارة الإحساس بالراحة.

أفلام رائعة من دون جوائز

لا شك أن أفلاما عديدة من التي شاركت في الدورة الخامسة والسبعين من مهرجان فينيسيا السينمائي الممتد بين ٢٩ أغسطس وحتى ٨ سبتمبر الجاري كانت تستحق جوائز في تلك الدورة التاريخية الاستثنائية، منها غروب للمخرج المجري لازلو نيمس الذي انشق من حوله النقاد فأُعجب به البعض- وهم قلة- في حين انتقده البعض الآخر، والذي كتبنا عنه في مقال سابق بالموقع.

والحقيقة أن الموقف من فيلم نيمس يستدعي الحكي عن شعور تولد عندي من واقع تأملي وخبرتي وملاحظاتي، فهناك عدد كبير من النقاد والصحفيين في فينيسيا وفي مهرجانات أخرى ينساقون وراء رأي قلة- أو نخبة- تسارع بطرح رأيها السلبي أو الإيجابي، وبعد قليل تجد نفس الرأي بنفس الكلمات يتردد بين الجميع بشكل مبتذل ومن دون تحليل حقيقي عميق. لست ضد الاختلاف في الرأي، لست ضد أن ينتقد البعض الفيلم أو يمتدحه، فهذه أذواق تحكمها ثقافة الفرد وإحساسه بالعمل ومواقفه الفكرية، لكن ما أنتقده هو الترديد مثل الببغاوات مما يظلم أحياناً كثيرة بعض الأعمال الفنية المصنوعة جيداً.

ُضيف للأعمال التي خسرتها الجوائز أيضاً فيلم ٢٢ يوليو للمخرج البريطاني بول جرينجراس، صاحب الفيلم الشهير الأحد الدامي الفائز بالدب الذهبي من البرينالة وجائزة الجمهور من صاندانس.

في الأحدث يتناول جرينجراس التفجيرات التي وقعت في وسط مدينة أوسلو والمذبحة التي ارتكبت علي جزيرة أوتويا، وراح ضحيتها ٧٧ طالبا وطالبة- بخلاف الآثار النفسية الناجمة عن ذلك سواء للناجين أو أهالي الضحايا- وكان مرتكبها شابا نرويجيا ينتمي لليمين المتطرف ويحاكي النازيين الجدد، أما الدافع وراء ذلك العمل الإرهابي البشع، فكان محاولة إرغام الحكومة النرويجية علي غلق باب الهجرة وترحيل المهاجرين وإيقاف التعدد الثقافي.

كذلك الفيلم الوثائقي ماذا ستفعل عندما يكون العالم على النار، من الإنتاج الإيطالي الأمريكي الفرنسي المشترك ومن توقيع المخرج الإيطالي روبرتو مينرفيني والذي يدور حول الغضب الثوري الذي تفجر بين الأمريكان من أصول أفريقية عام ٢٠١٧ عقب عمليات القتل الوحشية التي تعرض لها عدد من أبناء جنسهم في الجنوب الأمريكي والاحتجاجات الواسعة ضد الشرطة كشهادة ضد العنصرية في أمريكا، وكان من اللافت أنه عقب عرض الفيلم بصالة سينما دارسينا- التي يزيد عدد المقاعد بها على ١٤٠٠ مقعد - ظل التصفيق المنغم يتردد بين جنبات القاعة لمدة ثماني دقائق متواصلة تحية وتقديراً لفريق العمل. مع ذلك خرج الفيلم من دون الحصول علي أي جائزة، كما حدث مع الألماني لا تبعد نظرك أبدا والذي يدور في إطار زمني يبلغ ثلاثين عاماً متناولاً فترة النازية وآثارها النفسية علي الإنسان والفنان، مع نظرة نقدية للفن التجاري الاستهلاكي الذي يسعي لجذب الجمهور.

نضيف لما سبق أن هناك فيلما علي الأقل من تلك التي عرضت خارج المسابقة الرسمية كانت تستحق أن تكون داخل المنافسة مثل ماي ماستربيس My masterpiece للمخرج الأرجنتيني جاستون دوبرات والذي يدور حول فنان تشكيلي لديه موهبة حقيقية نادرة لكن السوق الاستهلاكي يُصبح ضده، خصوصا أنه غير قادر على مجاراة هذا الزيف أو الادعاء بغير الحقيقة - مثل الأطفال - فيأتي بتصرفات ساخرة لاذعة تضر به حتي أنه يُطرد من منزله وتُلقي لوحاته علي قارعة الطريق فلا يجد ما يسد رمقه، وعندما يقرر الانتحار لعدم قدرته علي الحياة بهذا الشكل المهين خصوصا بعد أن صدمته سيارة أفقدته الحركة والذاكرة مؤقتا. هنا، فقط، وعندما تُعلن وفاته يبدأ العالم والجمهور في الاهتمام به، وتُباع لوحاته بأغلى الأسعار.

لكن المخرج يخبئ في نهاية العمل مفاجأة ساخرة لا نريد أن نحرق العمل بسردها.

فانيسا وإنجاز العمر

هنا، ونحن نحكي عن دورة لم تغفل النساء أبدا، ولم تنحز ضدهم، لا بد أن نذكر أن إدارة مهرجان فينيسيا في دورته الخامسة والسبعين كانت قد اختارت الممثلة البريطانية فانيسا ريدجريف لتكريمها بجائزة إنجاز العمر الممثلة في الأسد الذهبي الشرفي، وهو تعبير وتقدير لدورها المؤثر في المشهد السينمائي، وذلك من خلال أدوارها المتنوعة بأفلام عديدة، ومنها- إيزادورا- رجل لكل العصور- جوليا - فيلم الفلسطيني من إخراجها- المهمة المستحيلة الجزء الأول- هذه الحرب الرائعة.

ولدت فانيسا عام ١٩٣٧ في وسط فني ثقافي فوالدها مايكل ريدجريف لعب البطولة بفيلم "السيدة المختفية" بتوقيع هتشكوك. والدتها راشيل كيمبسون ممثلة مسرح، كما أن أخاها وأختها أيضاً- وفق العديد من المصادر- عملا بالتمثيل، وقيل إن جدها عمل ممثلاً بالسينما الصامتة. درست فانيسا البالية وفنون الحركة، ثم درست التمثيل، واختيرت سفيرة منظمة اليونيسيف للفنون، أنشأت "فانيسا" العام 1973 دارا لرعاية الأطفال المحتاجين في لندن، وأقامت مهرجانات فنية مسرحية وموسيقية في كوسوفو وسراييفو.

من دون أن نغفل أن مواقفها السياسية - خصوصا من مناصرة القضية الفلسطينية ومهاجمة الصهوينية - أثرت على مهنتها كممثلة، ولعبت دوراً سلبياً في مسيرتها حيث ساهمت في تقليص الأدوار التي كان من الممكن أن تُرشح لها بسبب قدراتها المتميزة واللافتة في فنون الأداء، فالخطاب الذي ألقته أثناء استلام جائزة الأوسكار عام ١٩٧٧ عن دورها بفيلم إيزادورا سبب لها المشاكل.

ومن الجدير بالذكر أن مهرجان القاهرة السينمائي كان قد قام بتكريمها عام ٢٠٠٢.

إعلان