إعلان

الجمهور عايز كده

الجمهور عايز كده

د. هشام عطية عبد المقصود
09:02 م الجمعة 03 أغسطس 2018

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

إبحث عن لوجو مصراوي داخل الموقع يومياً خلال شهر رمضان للفوز بجائزة

تسجيل الدخول

وما الحياة إلا "ماتش كوره" كبير يفوز فيه من يفوز وقد يخسر البعض النقاط الثلاث، وربما يكتفى آخرون فرحًا أو فهمًا وتعقلاً بنقطة التعادل، كما أن البعض يعتاد المنافسة سعياً لاعتلاء القمة أو على الاقل المنافسة عليها والبعض يتحسب من الهبوط بينما يمعن آخرون فى التخطيط ليظل قابعا فى المنطقة الدافئة من الدورى، وأيام الحياة تشبه مسارات الكرة تستدير وتنطلق أو تكمن فى وضع الثبات تمهيدا لركلة قوية أو لولبية أو حتى مجرد تمريرة حلوة، رغم حلاوتها لا تكتمل حين تخبط فى العارضه وتطلع بره أو تكون أوف سايد وبرضو ساعات بتيجى جون، بين آهات وتشجيعات وفرح وترقب وفاولات وإصابات يمضى الماتش وكله بينتهى بالصفارة.

فى إحدى أشهر مباريات كرة القدم وأعجبها ما جرى فى العام 1982 وكان منتخب البرازيل عملاقا شامخا "بيفوز بالخمسه مستريح" وهو محتشد بالأسماء وجميعها من أصحاب القدرات والمهارات، ولم يكن قد ظهرت بعد آفة منتخب النجم الأوحد، اللى بيجيب الجون وبيبصم على التمريرات وبيرقص الفريق التانى، مضت البرازيل ممتعة مبدعة حتى عطلها منتخب الأزورى وأنهى طريقتهم التلقائية الإبداعية معلنا أنها أه بتفرح وتمتع بس ما بتكسبش، ومن وقتها تغيرت كرة القدم.

يبدأ موسم الدورى العام لدينا ويسبقه انتقالات ومعسكرات وتغييرات وقائمة تكتمل وقائمة انتظار ولاعب محط تنافس ولاعب مجمد ومدربون استعدوا فى معسكرات داخليا وخارجيا، وبعضهم لا يعلم أنه قد يكون وبعد مباراتين أو حتى تلاته تنتهى بخساير وتعادلات ليمضى خارجا.

الدورى العام بدأ وصار ما حدث فى كأس العالم "صفحة واتقفلت" والخواجة كوبر ربما يكون جالسا الآن على أحد شواطئ أوزبكستان يدوى حوله صوت يتخيله مناديا أن عود فينصت منتظرا إشارة ليتولى تدريب فريق ما فشل مدربه فى اجتياز ثلاث مباريات فوزا، ورائحة الفتة تتشكل فى الهواء أمامه دوائر محببة.

الدورى العام بدأ باهتا مع توقعات مسبقة مبالغ فيها بأنه سيكون دوريا ساخنا كحرارة الصيف فى أغسطس، خاصة مع تحولات القنوات الرياضية وإيقاعات انتقالات من هنا لهناك وحتى طريق الأهرام والفانلة ما بتفرقش.

عاد الكابتن شوبير يطل علينا وهو يجالس الكباتن مناقشا ومحللا وليعلن مفاجأة مدوية بانتقال الكابتن عماد صاحب الخمسة والثلاثين ربيعا من أرض الملعب الأخضر ومباشرة إلى ساحة الأستوديو.

الدورى العام لكرة القدم بدأ وسعر اللاعبين طالع فوق كسهم ما لوش سقف والأرقام ما بتكدبش وأهم حاجه إن المشاهد الطيب بقى معتاد عليها ومش بيتخض، يبدأ الدورى والمدربون الأجانب تناثروا فى الملعب كشمع التورته، واللاعبون الأجانب فى ازدياد واللي بيهرب من النادى ده بيروح النادى دكهوا والتسامح مكفول.

الدورى العام بدأ ولسه طعم حلاوة كأس العالم ومبارياته فى ذاكرتنا تؤرقنا، وشكلنا هننتظر كتير شيء يشبه ذلك الأداء وهو ما لن يأتى، وحتى نتعود ونبقى فعلا مع الوقت "متعودين على كده" .. التعود اللى بيدى الانتظام لصيرورة الكون والدورى العام وكل ما تتعود تبقى تمام والحال يمشى ويا كوره يا كوره.

الكباتن يواصلوا التعليق والتحليل والجمهور بيشوف الماتش على الهوا ويقعد معاهم يختلف ويحلل طول الليل ومستنى اللعبة الحلوة اللى لسه ماجتش، كمان الدورى بدأ والحاج عامر حسين اسمه هيتكرر كتير قوى فى برامج التوك شو الرياضية الساهرة العامرة وسيتدخل بكل حسم وجدية ليعلن الملاعب والمواقيت ويفض جولات الاشتباك بين الفرق والأندية كمصدر موثوق.

ستعرف من متابعة ماتشات الكورة إن اللعبة دى نعمة وبهجة سقطت على بنى البشر ليعيشوا ويتعايشوا وليمرحوا من الوضع جلوسا ومشاهدة وحكيا، وقد جلبت ألفة المجاميع إلى المقاهى والبيوت، وجمعت الأصدقاء بعد أن ظنوا كل الظن غير ذلك، وأحضروا الأبناء مبكرا رغم ما كان يبدو يقينا أن مواعيدهم ومقابلاتهم تمنعهم من الحضور فى الموعد، الماتش ليه الأولوية وشكرا يا كورة، باختصار الكوره بتلم الشمل أكتر من بابا وماما وجدو وتيتة ومعاهم الوجبة العائلية اللى بتيجى فى الإعلانات.

إعلان