إعلان

اتفاق التهدئة الجديد

اتفاق التهدئة الجديد

محمد جمعة
09:01 م الأربعاء 22 أغسطس 2018

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

إبحث عن لوجو مصراوي داخل الموقع يومياً خلال شهر رمضان للفوز بجائزة

تسجيل الدخول

اتفاق التهدئة الجديد في غزة تم إنجازه بالفعل، لكن ربما تسبب ضغط الوقت في إرجاء الإعلان الرسمي عن الاتفاق إلى ما بعد عيد الأضحى.

صيغة "التهدئة الجديدة" ليست هي بالضبط صيغة " الهدوء مقابل الهدوء" كما يعتقد البعض خطأً... أي العودة بالأوضاع في قطاع غزة إلى ما قبل بداية "مسيرات العودة" في الثلاثين من مارس الماضي. كما أنها أيضا ليست صيغة "اتفاق التهدئة" التي تم التوصل إليها بعد انتهاء عملية "الجرف الصامد" عام 2014، حتى وإن كانت تتشابه (أو حتى تتطابق) معها في بنودها. لكنها صيغة وسط بين "الهدوء مقابل الهدوء" و"الهدنة طويلة الأمد" .

قبل نحو أسبوعين من الآن تقريبا، كانت المعطيات على الأرض، والديناميكيات المتصلة بالسياق الفلسطيني، تشير إلى أن قطاع غزة أمام سيناريوهات متعددة، أبرزها:

1-الاستمرار لعدة أسابيع أخرى في إعادة إنتاج المشهد الراهن (ما قبل الاتفاق الأخير) أي المراوحة بين "التهدئة الهشة" و"التصعيد المنضبط". وهذا السيناريو لم يكن ليصمد طويلا، خاصة وأن جولتي التصعيد الأخيرتين (20 يوليو، و8 أغسطس 2018) كانتا على درجة عالية من الخطورة، بحيث وصلت التطورات الميدانية معها إلى ملامسة حافة الانزلاق نحو المواجهة المفتوحة.

2-العودة إلى معادلة "الهدوء مقابل الهدوء" التي كانت سائدة قبل تاريخ الـ30 من مارس الماضي.

3- الهدوء الذي يؤسس لــ"هدنة طويلة الأمد" يفترض أنه سيجرى التوافق حول كافة بنودها، سواء مع وجود السلطة في غزة (في حال تحققت المصالحة) أو من دونها.

4-الفشل في تثبيت وقف إطلاق النار، ومن ثم الانزلاق نحو المواجهة العسكرية الواسعة والمفتوحة، على غير رغبة الطرفين (أي إسرائيل وحماس) ولكن بفعل تطور الديناميكيات على الأرض.

الآن، ونتيجة لعوامل متعددة: بعضها يتعلق بطرفي الصراع، وأخرى تتعلق بإرادة الوسطاء والأطراف الخارجية، فقد جرى التوصل إلى صيغة وسط بين السيناريوهين الثاني والثالث... بمعنى أنها أكثر من صيغة "الهدوء مقابل الهدوء" كونها تتضمن تسهيلات جديدة على المعابر أمام حركة البضائع والأفراد، فضلا عن توسيع مساحة الصيد أمام الصيادين الفلسطينيين. كما أنها ليست "الهدنة طويلة الأمد". وهى بطبيعة الحال تختلف كذلك عن صيغة تهدئة ما بعد عملية "الجرف الصامد" عام 2014، كونها تأتى في سياق سياسي مختلف تماما عن ذي قبل، وذلك بالنظر إلى المسعى الأمريكي الواضح لتمرير صيغة "غزة أولا".

بهذا المعنى يمكن القول بأن قطاع غزة – وفقا لهذه الصيغة الوسط – سيعيش أجواء "مرحلة انتقالية" ربما حتى نهاية العام الجاري، مفتوحة أمام سيناريوهات مختلفة. حيث ستحاول، خلالها، كل الأطراف المعنية (وليست إسرائيل، وحماس، والسلطة الفلسطينية فقط) اختبار رهاناتها، واستكشاف ممكنات تحقيق أجنداتها، وفى ضوء ذلك ستتضح أو ستتبلور الوجهة النهائية التي سيتجه إليها قطاع غزة، هل سيسير نحو "هدوء" يتطور إلى "هدنة طويلة الأمد"، أم نحو مواجهة عسكرية جديدة، لن تكون نتائجها – مهما كانت - في صالح القضية الفلسطينية.

إعلان