إعلان

مرة أخرى.. ملف "خلافة أبومازن"

مرة أخرى.. ملف "خلافة أبومازن"

محمد جمعة
09:01 م الثلاثاء 22 مايو 2018

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

إبحث عن لوجو مصراوي داخل الموقع يومياً خلال شهر رمضان للفوز بجائزة

تسجيل الدخول

قبل أيام قليلة، هرع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، البالغ من العمر 83 عاما، إلى المستشفى بعد إصابته بحمى والتهاب رئوي حاد، اقتضى أن يوضع على جهاز تنفس صناعي لبعض الوقت.

والحقيقة أنها المرة الثالثة التي يتواجد فيها بالمستشفى في أقل من شهر واحد !

لدى أبومازن (وهو مدخن شره ويعاني من زيادة الوزن) تاريخ طويل من المشاكل الصحية، تتراوح ما بين تراجع في كفاءة عمل القلب، إلى حالة سرطان في البروستاتا قبل عقد من الزمان. وقبل عامين، خضع لجراحة طارئة بعد أن عانى من الإعياء وآلام في الصدر. أما مؤخرا فقد زادت معاناته من مضاعفات استجدت عقب إجرائه جراحة صغيرة في الأذن.

بالتأكيد جميعنا يتمنى السلامة لرئيس السلطة الفلسطينية، لكن هذا لا ينفى أن تلك الحالة الصحية غير المستقرة أحيت من الجديد القلق من "معركة خلافة" محتملة وربما دموية، ستضعف أكثر وأكثر القضية الفلسطينية.

تقدم عمر الرئيس الفلسطيني ومرضه يعكس بوضوح حقيقة أن "السياق الفلسطيني" يمر الآن بمرحلة "تسيير أعمال". والمشكلة أن هوية من سيخلف عباس غير واضحة، سواء أكان شخصا واحدا أم اثنين، أو حتى الأكثر. والسبب في ذلك هو عدم توفر "رقم 2" الذى يسلم الجميع بجدارته وأهليته لقيادة النظام السياسي الفلسطيني في مرحلة ما بعد أبومازن. بما يعنى أن الصراع المفترض على حسم "معركة خلافة أبومازن" سينشأ بين قامات متساوية، ومن ثم ستكون كلفته عالية جدا، خاصة أن بعض هؤلاء الذين يطالبون برئاسة حركة فتح ورئاسة السلطة لديهم ميليشيات مسلحة محلية حول الضفة الغربية، اللهم إلا في حالة نجاح قوى إقليمية (خاصة مصر والأردن) في ترتيب البيت الفلسطيني الداخلي بشكل سريع وحاسم، والاستقرار على اختيار نخب قوية وقادرة على الحسم وضبط الأوضاع وفرض السيطرة والاستقرار.

والخلاصة أن حالة عدم اليقين إزاء "خلافة أبومازن" تشير إلى أننا في الحاصل الأخير أمام سيناريوهين لكل منهما تحدياته المختلفة:

-الأول: الإخفاق (فلسطينيا وعربيا ودوليا) في تأمين عملية انتقال سلس للسلطة بعد أبومازن.

في هذه الحالة سينشأ عن الصراع على السلطة معطيات جديدة ستزيد من ابتعاد الضفة الغربية عن قطاع غزة، أو بالأحرى ستعمق من خروج غزة من " غلاف السلطة الفلسطينية".

وربما يفضي إلى سيناريو الفوضى في الضفة الغربية، ولجوء إسرائيل إلى الخطة (ب) بتمكين حكم العشائر والمقاطعات في الضفة، والاستقرار على صيغة نهائية للتعامل مع قطاع غزة بوصفها دولة أمر واقع.

ناهيك من أنه في ظل هذا السيناريو سيزداد نفوذ حماس في الساحة الفلسطينية. كما ستزداد الحاجة إليها من قبل القوى الدولية، على النحو الذى قد يفضى إلى التركيز على مزيد من الانخراط السياسي معها، من قبل تلك القوى، لكى تكون جزءا من الحل.

-الثاني: تأمين عملية انتقال سلسل للسلطة بعد أبومازن، وقطع الطريق على أى صراعات داخل فتح وفريق منظمة التحرير.

في هذه الحالة ستحتاج هذه القيادة الجديدة في بداية عهدها إلى تحريك ملف المصالحة، لكنها بالمقابل ستكون أضعف (بالمقارنة مع أبو مازن) في مواجهة حماس. كون هذه القيادة الجديدة لن تأتي بالانتخابات.

ثمة مصلحة أكيدة في ضمان استمرار امتلاك مصر لبعض أوراق الضغط في مواجهة حماس. لكن بالمقابل قد يؤدى الصراع على السلطة بعد أبومازن، مع التحول باتجاه "دولنة" قطاع غزة، تحت سيطرة حماس، إلى توليد ديناميكيات معاكسة.

إعلان