إعلان

كيف سيضرب الإرهاب في عام 2019؟

كيف سيضرب الإرهاب في عام 2019؟

محمد جمعة
09:00 م الأربعاء 26 ديسمبر 2018

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

إبحث عن لوجو مصراوي داخل الموقع يومياً خلال شهر رمضان للفوز بجائزة

تسجيل الدخول

إلى جانب التكتيكات التقليدية التي عادة تلجأ إليها التنظيمات الإرهابية في تنفيذ هجماتها، مثل زرع العبوات الناسفة، أو استخدام السيارات المفخخة، أو الهجمات الانتحارية، أو عمليات إطلاق النار... إلخ

إلى جانب كل ذلك، هناك اتجاهات مرجحة تستحق المتابعة خلال عام2019، تتمثل في التوسع المتوقع في استخدام الطائرات المسيرة، من قبل التنظيمات الإرهابية، سواء بهدف جمع المعلومات أو لتنفيذ الهجمات. مع احتمالات كبيرة بالتوسع أيضا في استخدام التطبيقات المشفرة.

*على صعيد استخدام الطائرات المسيرة، من المهم الإشارة إلى أن تنظيم داعش كان قد نشر للمرة الأولى في عام 2016، لقطات استطلاعية جوية لقاعدة الطبقة الجوية في سوريا، والتي استخدمها داعش لاحقاً لتنفيذ هجوم بري على القاعدة. وظهرت فائدة هذه الصور ليس فقط لتطوير دقة هجمات التنظيم، بل ساعدته أيضا على استقطاب مزيد من العناصر من داخل وخارج سوريا. ولهذا الغرض، قام داعش بشكل متكرر بنشر لقطات التقطتها طائرات بدون طيار على حساباته في وسائل التواصل الاجتماعي. كما قامت جماعات أخرى في سوريا بمحاكاته، مثل أحرار الشام وجند الأقصى، إذ نشرتا أيضا لقطات صورتها طائرات بدون طيار على منصات التواصل الاجتماعي.

وبالنظر إلى أن داعش خسر الكثير من كوادره التنفيذية المدربة في الحملات الدولية والإقليمية ضد الإرهاب، وبالنظر كذلك إلى منافسته المحمومة لشبكة القاعدة، فمن المرجح أن يستمر داعش تحديدا في تعزيز ترسانته منها، وتوظيفه لهذا التكتيك في 2019.

الأكثر من ذلك، أنه بإمكان الجماعات السلفية الجهادية حيازة أنواع أخرى من المركبات المسيرة - مثل المركبات البرية والبحرية، واستخدامها لاستهداف أهداف دقيقة وذات أهمية استراتيجية، على غرار ما فعلته فواعل أخرى مسلحة مثلما حدث في يناير 2017، عندما استخدم الحوثيون في اليمن قاربًا يتم التحكم فيه عن بُعد، لضرب سفينة تابعة للبحرية السعودية في البحر الأحمر.

• أما على صعيد زيادة استخدام التطبيقات المشفرة، فمن اﻟﻣﺣﺗﻣل أن تحاول جماعات إرهابية ﻣﺣﺎﮐﺎة وﺗطوﯾر اﻟﺗﻘﻧﯾﺎت واﻷﺳﺎﻟﯾب اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﺧدمها اﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻹﺟراﻣﯾﺔ اﻟﻌﺎﺑرة ﻟﻟﺣدود. على سبيل المثال، في مارس 2018، فككت المباحث الفيدرالية الأمريكية خدمة اتصالات إجرامية باسم "فانتوم سيكيور" "Phantom Secure مقرها في كندا وفرت اتصالات آمنة لمهربي مخدرات رفيعي المستوى وغيرهم من المجرمين. وعملت الشركة على توفير هواتف ذكية آمنة، بعد أن أزالت جميع الوظائف النموذجية والتطبيقات منها - مثل الاتصال، والرسائل النصية، والإنترنت، ونظام تحديد المواقع – وثبتت عليها نظامًا بريديًا إلكترونيًا مشفرًا بحيث تتمكن الهواتف من التواصل مع بعضها البعض فقط. وبرمجتها بحيث يتم تدمير البيانات الموجودة على هاتف معين تلقائيًا إذا تم القبض على مالكه.

أيضا، يمكن للجماعات الإرهابية بناء منصات اتصال مشفرة خاصة بها لأن كود تشفير البرمجيات متاح على نطاق واسع في المجال العام. ويمكن للإرهابيين استخدام رمز البرنامج هذا لإنشاء برامجهم الخاصة باستخدام ميزات التشفير التي يريدونها. ويمكنهم أيضًا من شراء برامجهم الخاصة من الجماعات الإجرامية المنظمة أو بناء البرامج بأنفسهم.
خلاصة ما سبق، أن المركبات المسيرة - الجوية والبرية والبحرية – تُعد تكتيكا جذابا للجماعات الإرهابية بسبب قدرتها على الفتك وزيادة الوصول إلى الأهداف. ولا شك أن تلك الجماعات ستحاول القفز على العوائق اللوجستية والأمنية التي فرضتها عليها تبعات الحملات الدولية والإقليمية ضدها، عبر توظيف تكتيكات وأدوات غير تقليدية.

إعلان