إعلان

مصر بلا ذراع إعلامي..!

علاء الغطريفي رئيس التحرير التنفيذي لمؤسسة أونا

مصر بلا ذراع إعلامي..!

علاء الغطريفي
08:53 م السبت 10 يونيو 2017

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

إبحث عن لوجو مصراوي داخل الموقع يومياً خلال شهر رمضان للفوز بجائزة

تسجيل الدخول

بقلم - علاء الغطريفي:

عندما استحوذت مؤسسات في الدولة على وسائل إعلام اعتقدنا أن الأولوية ستكون لقنوات أخبار تصبح صوتا لمصر في المنطقة، وبعد شهور من التجربة غير المسبوقة في الملكية بالطبع، لم نجد أخبارا ولم تمتلك مصر قناة إخبارية حقيقية، ففي ظل المقاطعة التي تقودها مصر مع دول عربية شقيقة كنا نظن أننا سنستقي أخبار المقاطعة وتطوراتها من وسائل إعلامنا وليس من وسائل إعلام الدول العربية الشقيقة.

ستخجل قطعا لأن معظم المواد في الميديا المصرية عن المقاطعة كانت تطويرا لما تنشره أو تبثه قناتا سكاي نيوز عربية والعربية.

كان حصار قطر اختبارا جادا للقنوات الإخبارية المصرية، ففي ظل معيار صناعة الأخبار كان لزاما أن تنقل الميديا في العالم عن مصر ومن مصر بوصفها ضلعا أساسيا في المقاطعة، أي أن يكون المصدر وسائل الإعلام المصرية في حين يقول الواقع بوضوح "المصدر وسائل الإعلام الخليجية" فحتى الشروط العشرة التى جرى إعلانها تم تداولها قبل أن تصل إلينا، ولو عدت للبث الأول للخبر ستتأكد من سبق من؟

لو سألت نفسك لماذا تتفوق سكاى نيوز عربية؟ فالاجابة لأنها قناة أخبار بامتياز آمنت بأن صنعة الأخبار تعني امتلاكك محتوى خاص تتفرد به عن الآخرين وهو مايسلتزم مراسلين وصحفيين واتصال بالنقاط الساخنة وليس الاعتماد على ما تبثه الوكالات الغربية، أي أن تصبح مؤسسة محتوى حقيقية وليس مجرد مستقبل لمواد صنعها آخرون.

نجاح أي قناة إخبارية يعود بالأساس إلى أن ينقل عنها الآخرون في أزمات أو أحداث كبيرة أو تطورات عبر تغطياتها أو بشكل اشمل تتحول إلى مصدر معتبر للأخبار، وإذا اخترت مثل القنوات المصرية الحالية الاعتماد على المكون الإخباري العربي لتبتعد عن سجالات الداخل والأسقف المنخفضة، فإن الفرصة كانت سانحة مع مقاطعة قطر، فمصر صاحبة المصلحة الأولى فيما حدث وعلى وسائل إعلامها أن تعكس الرؤية المصرية والمخاطر التي تسببت فيها قطر وتهديها لأمننا القومي.

اقتصر أداء الإخباريات المصرية على المتابعة والاتصالات الهاتفية من شخصيات غير مؤثرة في مشهد الأزمة أو معلقين حسبما أجادت أجندات مصادرها دون الأشخاص المؤثرين أو القريبين من صناعة القرار في تطورات الحدث، مع أسئلة لا تعكس معرفة بالتفاصيل أكثر من تناول قشري للقضية مع معالجة لا تنم عن امتلاك الأدوات للتأثير وإيصال الرسالة المصرية، فالأدوات المهنية التى غابت حضرت عند الآخرين ولذلك ذهب المشاهد المصري إلى الفضائيات العربية ليسمع منها وعنها، وكانت إخبارياتنا اختياره الأخير.

ستنطلق فضائية إخبارية مصرية أخرى قريبا حسب ما هو معلن، ستضاف إلى إخبارياتنا التى اهتمت كثيرا بالشكل وهو تطور محمود، ينقصه أهم شىء، المحتوى، فقد تستطيع أن تصنع شاشة مبهرة لكنها تخلو من المضمون أو تتوه رسالتها فلا تعرف سبب وجودها أو استمرارها، يجتهد الزملاء في الإخباريات المصرية في حين يبدو الأمر كمن أراد أن يزرع ويحصد وهو لا يعرف ماذا سيزرع وماذا سيحصد؟

المبالغ التي اقتربت من ملياري جنيه التي أنفقت على وسائل إعلام من المفترض أن تكون مؤثرة، كانت كافية لتأسيس قناة إخبارية تكن لسان مصر، في هذا العالم لا توجد دولة بدون ذراع ويكفيك أن تنظر إلى تأثير الجزيرة عبر سنوات لترى كيف صنع من الإمارة الضعيفة كيانا مزعجا للعالم.

عند تمويل الأخبار لا تبحث عن الربح، فالربح هو أن يكون لك صوتا فى برية الإعلام، فلا يمكنك أن تأتي كقناة أخبار وأنت تقحم برنامجا يخالف صناعة الأخبار مثل البرامج الطبية المدفوعة على الشاشات، إذا أردت الأخبار فعليك أن تكمل الدائرة ولا تمشي في حذائك مثلما تقول إحدى مسرحياتنا الشهيرة.

مصر التي علمت العالم فنون الإعلام، ينبغى أن تقود ولا تقاد والمشاهد المصري يستحق أن يجد المعرفة على قنواته وأن يجد وجهة النظر الرسمية على شاشاته وأن نستهدف المشاهد العربي برؤيتنا لأن الريادة ماضي أما الحاضر فيلزمه عقل مخالف للسائد ويبحث عن المختلف ليستوعب المتغيرات.. إذن مصر كانت بلاذراع عندما احتاجت إليها..!

مصراوي| تابعونا في صفحة متخصصة تواكب شهر رمضان بتغطية خاصة

إعلان