إعلان

رف السينما - ذا أفنجرز 2.. أوفردوز الأبطال الخارقين

الكاتب-ممدوح صلاح

رف السينما - ذا أفنجرز 2.. أوفردوز الأبطال الخارقين

07:34 م الجمعة 01 مايو 2015

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بقلم - ممدوح صلاح :

فيلم (بيردمان) بيقول لنا (على لسان الشخصية التخيلية اللى بتطارد البطل): "الناس عايزين الدم، عايزين الأكشن.. مش الهرى الفلسفى الكئيب اللى كله رغي".. فى نوع من الإدانة للأفلام دى وجمهورها، وبيأكد على نفس الرأى لما البطل – المرة دى بشخصيته الحقيقية – بيسأل على ممثلين يضمهم لمسرحيته (الفلسفية) فبيلاقيهم كلهم بيعملوا أفلام (سوبرهيروز)!

الرسالة المناهضة لأفلام الأبطال الخارقين بكل اللى فيها من سطحية وتبسيط وجنون الإبهار والإستمتاع اللحظي، بيرد عليها فيلم (The Avengers: Age of Ultron) نفسه بجملة على لسان بطله (تونى ستارك) وهو بيقول بسخرية: "يومى كان طويل.. طويل زى مسرحيات يوجين أونيل".

إذن واضح إن كل طرف متمسك بموقفه، و(مارفيل) بتتحرك بثقة فى عالمها السينمائي المتشعب صانع المليارات، منهم مليار ونص جايين بس من الجزء الأول لفيلم (أفينجرز). ودلوقتى بدأ عرض الجزء التانى، ورقم حداشر فى عالم مارفل السينمائي، واللى متوقع إنه يكون صاحب أعلى إيرادات فى السنة.

لكن الفيلم ده بالذات عنده مهمة أصعب من أى حاجة اتعملت قبل كده، وهى إنه يوصل لسلسلة دقيقة من التوازنات على كل مستوى ممكن.. والمؤلف والمخرج (Joss Whedon) بيحاول يحقق معجزة فى شكل ساعتين وربع من التوازن الأشبه بفقرة أكروباتية فى السيرك.

توازن فى الأهمية والقوة بين ست شخصيات أساسية وبين الخطر اللى قصادهم، عشان ماتحسش فى لحظة إن الخطر أضعف من اللازم وإنهم بيماطلوا عشان الفيلم يستمر، أو إن الخطر أقوى بكتير وخططهم لهزيمته كارتونية من نوع المؤلف عايز كده.. وتوازن تانى فى مساحة كل الشخصيات فى الفيلم، وما أقصدش بالمساحة هنا زمن الظهور على الشاشة، لكن أقصد مساحة الشخصية من التعبير عن نفسها وتقديمها بشكل مختلف عن الأجزاء اللى فاتت وتطورها خلال مسار الفيلم. وده صعب جداً لو حطيت فى حسابك إن كل شخصية من دول هى بطل على مستوى الكوميكس وإسم الممثل اللى بيلعبها، وليها جمهور بيعتبرها أهم شخصية. والخدعة إن كل واحد يخرج من الفيلم وهو شايف إن بطله المفضل هو أهم واحد، وصاحب أكبر دور مؤثر فى الحبكة.

التوازن التالت والأخطر هو توازن الكوميديا فى مقابل الجدية. هنا بيجي سر تألق الفيلم؛ إنه عمره ما بياخد نفسه بجدية أكتر من اللازم، وصُناعُه أكتر ناس واعيين برأي الجمهور فى كل حاجة، وبنقط الضعف والقوة عندهم. وده بيسمح إنهم يسبقوك كمشاهد بالتريقة على الحبكة والفيلم والأبطال، على لسانهم هما نفسهم فى مواجهتهم لبعض، سواء بجدية أو بهزار. فتتحول الإنتقادات لأرضية مشتركة جديدة بينك وبين الفيلم. من الناحية دى السيناريو من أذكى الحاجات اللى ممكن تشوفها، عمل مخلص من هاوى لعالم الكوميكس.. معجب حقيقي بيوجه فيلمه لمعجبين زيه فى كل مكان فى العالم، وبيهزر معاهم بنكت هما اللى فاهمينها.. وكأنه طفل لقى فجأة إن عنده القدرة والإمكانيات إنه يحرك أبطال قصصه المصورة ويخليهم ينفذوا اللى فى خياله، وهو أكتر واحد عارفهم وعارف قدراتهم وتفاصيلهم الصغيرة.

مش هاقدر اتكلم عن تفاصيل القصة لضرب أمثلة .. بس مثلاً كل الجمهور اتكلم فى الجزء الأول على ضعف (هوكاى) (Hawkeye) وتضاؤل قدراته جنب باقى أفراد الفريق، فالجزء ده بيتعرض للنقطة دى بمزيج من الكوميديا والدراما اللى بيثبتوا لك إنه مهم، وإن هو نفسه ممكن يكون عنده الهاجس ده تجاه دوره وأهميته.

بخلاف السيناريو الحيوى، الفيلم بيعلى المستوى المطلوب من أفلام السوبرهيروز بعد كده. عدد لا نهائي من تتابعات الاكشن الجماعية والمواجهات الثنائية والمشاهد التدميرية والآليات الذكية والصراعات والشخصيات الثانوية. لو شفت الجزء الأول دلوقتى هتحس إنه فيلم محدود الإنتاج وهادى مافيهوش حركة كفاية. ولو شفت أفلام السوبرهيروز من عشر سنين مش هاتصدق المسافة إلى قطعها النوع ده، ولا شكل الجمهور اللى ابتدا يدمن الدخول لعالمها بتعقيداته وإبهاره، واللى واضح إنه فى الفيلم الحداشر لسه بيسخن ومش ناوى ينتهى قريب.

لما ظهرت شخصية جديدة للمرة الأولى على الشاشة، سمعت من كذا واحد فى الصالة اسمها قبل ما يتقال، وتطوع واحد بإنه يشرح لأصحابه مين ده.. نوع من الجمهور موجود كتير فى أمريكا، بس ابتدا يبقى فيه فى مصر عدد مش بطال فى حفلة صباحية من الملمين بالموضوع وعارفين إمتداده فى القصص المصورة ومستنيين اللى هيحصل.. وعايز أقول لكم إن بعد ما الفيلم خلص معظم الناس فضلوا مستنيين المشهد الأخير اللى بيجي فى نص التترات.

فى بداية الفيلم، (الأرملة السوداء) بتعرف (كابتن امريكا) على القدرات الخاصة للتوأمين اللى بيسمع عنهم للمرة الأولى، وبتحاول تشرح له بشكل علمى تفصيلى فبتلاقيه مش فاهمها، فبتقول له: "هو سريع، وهى غريبة".. بنفس البساطة دى!.. هى دى الجملة اللى هو وإحنا محتاجينها عشان نتابع ونتفاعل.. وهى دى الغلطة اللى بتقع فيها أفلام بحجم (Interstellar)، الحاجة للشرح والتفصيل وتبرير نفسهم ومنطقة الأمور. فى محاولة الوصول لشكل – أعمق – من الأفلام، ولدقة علمية أكبر ولمحتوى فلسفى أعلى .. بس إحنا كجمهور إختار يدخل (ذا أفنجرز) كنا عايزين ننبسط وبس.. كنا عايزين الدم، عايزين الأكشن.. مش الهرى الفلسفى الكئيب اللى كله رغي.

إعلان

إعلان

إعلان