إعلان

عن الأخبار التي لا أصدقها

عن الأخبار التي لا أصدقها

02:53 م الخميس 19 ديسمبر 2013

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بقلم – هاني عز الدين:

هناك أخبار حين تقع عينيك عليها، تسخر أو تنتقد أو تلوم أو تهين أو تحتقر مهنة الصحافة، ربما في حديثك جزء من الصواب، ولكن ليس الصواب كله لأنك لا ترى الصورة كاملة واضحة المعالم.

في عصر المواقع الإلكترونية وصحافة الإنترنت بات المحرر مطالباً بعدد أكبر من الأخبار، سرعة، سبق، حيادية، صدق، تنوع.

واقعياً فالصفات سابقة الذكر من الصعب جداً أن تجتمع معاً، فالحيادية والصدق الصحفي، تتطلب أن تعلم معنى نشر خبر ما وتأثيره إيجابيا وسلبيا، ضرورة طرحه الآن، أتحدث عن التصريحات، الروايات غير المؤكدة، ولكن طبيعة المهنة لا تمنحك هذا الترف للتفكر.

ربما لا نجد أمر الروايات الدينية والصراعات الطائفية محوراً هاماً وأساسياً عند البعض لما ينتج عنه من فتنة وصراعات، ولكن هناك تصريحات وروايات أخرى تؤدي لهذه الصراعات ولكنها لا تلبس عباءة الفتنة.

ما يسمى بالسياسة التحريرية هو خط ونهج سياسي يتم السير عليه بحسب الرؤية التي يتبناها أصحاب المكان، وأصحاب المؤسسات الصحفية ليسوا في الأغلب ملائكة هم تجار يبحثون عن وسيلة لتلميع أنفسهم وبضائعهم.

هذه السياسية التحريرية قد يتم العبور عليها كجسر مخدر للوصول للأهداف المراد تحقيقها من قبل الجريدة بحسب مصالحها وأهدافها أو بشكل أصح أهداف المسئولين عنها، يتجلى هذا في أوقات الأزمات والمواقف المثيرة للجدل.

أيدولوجيات الضيوف في الحوارات وطريقة المهاجمة وطرح الأسئلة مرتبطة بهذه السياسة وكيفية تطبيقها لأقصى حد، حتى العناوين التي قد تبدو معاكسة لهذا الاتجاه تكون وسيلة لاستنفار القارئ نحو الضيف.

في الدول التي لا يوجد بها تداول للمعلومات، من الممكن أن يحرر الصحفي تقريراً معلوماتياً أو يدون تحقيقاً إقصائياً معتمداً على معلومات بعينها، هذه المعلومات قد تكون من الأصل غير صحيحة أو غير مؤكدة، بسبب مصدر تعمد قول غير الحقيقة أو بمعنى أصح فشل الوصول لمصدر موثوق.

ما سبق ليس دوماً تقصيراً متعمداً من الكاتب ولكنها فقط سلسلة من المعلومات غير المؤكدة التي تواترت بشكل تتابعي دون تدقيق.

قد يقوم مصدر ما بنشر معلومة هو لا يملك دليلاً عليها، ولكن لمنصبه ما له من قيمة سيادية تجعل للخبر صدى واسع من جانب، وتجعل فئات عريضة تصدقه من جانب آخر، دون دليل حقيقي، يكون له تأثيراً.

هناك مصادر صحفية ترفض الكشف عن اسمها عند الإدلاء بتصريح ما، ذلك يكون من أجل تمرير معلومة ما، أو درءً للمشاكل إن طرأت بعد ذلك، لكن هذا يفقد الخبر المصداقية عند القارئ، ويمنح المصدر الفرصة للكذب إذا حدثت أزمة، ويمنح الصحفي ما يسميه بالحفاظ على المصدر.

حقيقة.. أكثر من نصف من يدلون بأحاديث صحفية لا يقولون الصدق، وأكثر من ثلاثة أربعاهم يقولون كلاماً متوقعاً لا جديد فيه للمتابعين، وكل الساسة يلعبون بالكلمات المنمقة، وتفضحهم القراءات العامة للمواقف

المقال يعبر عن رأي الكاتب ولا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة..للاشتراك ...اضغط هنا

إعلان

إعلان

إعلان