إعلان

تركيا بين السلطان سليمان.. والسلطان كريم!

تركيا بين السلطان سليمان.. والسلطان كريم!

07:05 ص الأربعاء 10 أكتوبر 2012

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بقلم – خالد الصفتي:

مع حلول العام الهجري 926 كان العالم الإسلامي على موعد مع الخير والمجد، فهاهو ذا السلطان سليمان القانوني شاباً يافعاً في السادسة والعشرين من عمره عندما جلس على عرش الخلافة الإسلامية، خلفاً لأبيه السلطان المجاهد (سليم الأول).

ورغم حداثة سنه فقد قام بعمل تعديلات إدارية وقانونية بمشاركة العالم الجليل أبو السعود أفندي (صاحب تفسير أبي السعود).. ولم يكتفي سليمان بوضع القوانين المنظمة لكل شؤون الخلافة الإسلامية مترامية الأطراف بما تضمه من عروق وديانات وأجناسٍ وأقليات.. لكنه حرص على تطبيقها بكل عدلٍ ومساواة، وبكل حزمٍ أيضاً.. ومن هنا اشتهر بلقب (القانوني) الذي التصق باسمه للآن أما العالم الغربي فقد عرفه باسم (سليمان العظيم)!

يكفي عزيزي القارئ أن تعرف أن في عهد هذا الخليفة والسلطان المهيب شهدت الإمبراطورية الإسلامية العثمانية مزيداً من القوة والتوسع والانتشار، حيث لم يكتفي سليمان برقعة الدولة الواسعة المتشعبة والممتدة الأوصال في أفريقيا وآسيا..

ولبداية فتوحاته قصة طريفة انتصر فيها لكرامته كسلطان للعالم الإسلامي..

إذ أنه عندما قام بإرسال كتابٍ إلى ملوك أوربا يعلمهم فيه بتوليه الخلافة ويأمرهم بالاستمرار في دفع الجزية، التزم كل الملوك، إلا ملك المجر الذي كان رد فعله أن قتل رسول السلطان!

لم يقرر السلطان (الطرمخة) والتروي وضبط النفس، لكنه تحرك في الصباح التالي على رأس جيشٍ جرار تتبعه السفن الحربية الضخمة، نحو مدينة ''بلجراد'' عاصمة المجر حينذاك..

وكانت بلجراد أهم مدن أوربا الوسطى ومعقل المسيحية فيها، بعد أن سقطت العاصمة الأولى (القسطنطينية) في يد محمد الفاتح (جد السلطان سليمان)..

أمر السلطان جيشه بالتوقف والالتفاف حول قلعة بلجراد لمحاصرتها..

واصطفّت المدافع الحديثة متأهبة للانطلاق، ومن ورائها صنوف الأسلحة الفتاكة، ومن على بعد تحمل السفن الحربية المزيد من الأسلحة المرعبة!

ألقى المشهد في قلوب المجريين الرعب، ولم تمضِ أسابيع من الحصار المحكم حتى سقطت قلعة بلجراد، في اليوم الثاني من رمضان 927 هـ ثم دخل السلطان سليمان القانوني المدينة نفسها فاتحاً، وأمر أن يُرفع الآذان من القلعة الجريحة!

وبعد بلجراد فتح السلطان سليمان جزيرة رودس المنيعة تأديباً لأهلها الذين أدمنوا قطع الطرق على السفن الإسلامية، ولم يكتفي بذلك بل هزم جيوش المجر والصفويين (إيران) والألمان شرّ هزيمة في معركة ''موهاكس'' الخالدة عام 932 واقرأ الأرقام ليزداد عجبك: فقد خسر المسلمون في هذه المعركة 150 شهيداً (فقط) بينما أسروا 25000 من جيش الحلفاء، وتركوا 175 ألفاً بين قتيلٍ وجريح رغم أن عدد جيش المسلمين لم يزد عن 100 ألف مقاتل، بينما جيوش الأعداء تجاوزت الـ 200 ألف جندي!

ولم تتوقف فتوحات السلطان (سليمان القانوني) طيلة مدة حكمه حينما كانت هناك خلافة إسلامية عثمانية (حقيقية) تسود العالم سيادة كاملة، وقبل أن يتحول اسم الدولة العثمانية إلى (تركيا) وتغير من طبيعة (غزواتها) 180 درجة ليقودها الآن السلطان (كريم) وفتاته (فاطمة) خلفاً للسلطان (مهند) وحبيبته (سمر) في أقوى المسلسلات الرومانسية!

البقاء لي الله!

(البقاء لي الله في وفات جنودنا في سيناء، وباقة ورد لي كل شهيد منهم!)

رغم أن العنوان والجملة السابقة تنعيان شهداءنا الأبرار في سيناء، لكنها تنعي معهم لغتنا العربية الممتَهنة بعد أن مرمط بها أبناءها البلاط من المحيط إلى الخليج!

فرغم أن البلاد الخليجية تعوم في بحار من النفط والغاز وتلعب بالريالات والدراهم والدنانير لعب، مما جعل الجزيرة العربية قبلة الشرقيين للعمل وتحسين مستواهم وركوب أحدث السيارات، والغربيين للحصول على أجور فلكية لايحصلون على عشرها في بلادهم، لكن الخليجيين لم يستغلوا احتياج هؤلاء لهم ولأموالهم، في فرض احترام ونشر ودعم اللغة العربية..

كان يمكن أن توضع الشروط الصارمة لقبول طلبات جحافل الراغيبن في العمل بالإلمام -مجرد الإلمام- باللغة العربية..

لكن الواقع الذي يحدث هو العكس تماماً.. فقد طاردت تلك الأقطار العربية لغة بلادهم وقرآنهم، فاحتقروها واضطهدوها وحاصروها و(زنقوها) في أضيق زاوية!

صارت تلك الدول النفطية تتباهى وتزهو بأن اللغة الإنجليزية هي التي يتعامل بها كل البشر على أراضيها!

لايمكن أن تجري اتصالاً بإحدى الوزارات أو المولات ويرد عليك أحد باللغة العربية، حتى لو كان عربياً..

وضعت الشركات الكبرى قواعد بتجريم من يتحدث العربية داخلها - ولو في الكافيتريا الخاصة بالشركة - مادام هناك موظفون غربيون متواجدين في نفس المكان!

صار إتقان الإنجليزية شرطاً للقبول في كل الوظائف، كاد أن يطال ذلك (مدرّس اللغة العربية)!

تنكُر واحتقار العرب هناك للغتهم.. وجَهْلُ كثير من المصريين بها في أرض الكنانة اتّحدا واتفقا على اغتيال هذه اللغة المحترمة والمظلومة معنا!

صارت الكلمات العربية تُكتب بالشبه.. (كالأستاز الزي يجاذف بتاريخة كلة ولا يراعي دميره من إجل أشباع شهوتة للمال).. وكالذين يكتبونها بالحروف اللاتينية zai el shabab elli 7tta kerho shakl el 7rof el 3arabia

اللغة المشوهة التي نكتب بها أصبح لافرق فيها بين السين والثاء والطاء والتاء، وخد عندك.. كل الأخطاء التالية استخلصتها من صفحة واحدة على الفيس بوك:

اطلقوا صراحك - شخص غير ادامى - تنزيف الغرفة الوثخة - من حقنا ان ننقضة (ننقده) - استيقذو من ثباتكم - عيب ان يتحدس هكزا - استحمه بكام مليون من ضمن المساريف - كلكم من المودير لغيط السايس - وهو دة مربط الفرص - نحنو نختلف مع سياسته - شرأ الاساس والسجاجيد!

ولاشك أن (انعدام) التعليم -تقريباً- هو السبب في هذا التردي المخجل وهو أيضاً السبب في أن الناس تكتب الآن (سماعي) فالكثير لم يرَ في حياته الذال أو الظاء.. فاستغنى عنهما بالـ (ز).. ولم يصادف الضاض في قراءاته السابقة فوجد ضالته في الـ (د)..وهكذا أصبحنا الآن.. وهذا ما آل إليه مستوانا الثقافي وماانحدر به الحال ببلد رفاعة الطهطاوي والمنفلوطي والعقاد والمازني و(ناجيب محفوز)!

إعلان

إعلان

إعلان