إعلان

محمود رضا.. "الرجل الذي رقص"

02:30 ص الثلاثاء 29 سبتمبر 2020

محمود رضا

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- مصراوي:

لا يسلك الخالدون مسالك الأشخاص العاديون، ولا يفكر العباقرة بشكل تقليدي ومألوف.. تؤلمهم جذوة الإبداع التي منحتها الطبيعة لهم، يحيرهم الطريقة التي يبحثون بها عن تخليد ذكراهم.. ولعل هذا ما كان يشغل بال الطفل محمود رضا الذي كان برع في لعبة "الباتيناج"، وهي لعبة أشبه بالرقص وتحتاج إلى الكثير من الرشاقة الكبيرة واللياقة الشديدة، والحرية والانطلاق.

خلال هذه الأيام، تتواصل عروض الاحتفال بمحمود رضا من قبل البيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية، على مسرح البالون، حيث يقدم بشكل يومي عرض احتفالي بمحمود رضا، يتضمن أبرز الرقصات الشعبية التى صممها محمود رضا في حياته، وكذلك أغنية جديدة من تأليف مدحت العدل وغناء محمد الحلو، وغير ذلك من الفقرات، كما تقدم دار الأوبرا المصرية، احتفالية مهمة يوم الأربعاء المقبل، تحت عنوان ذكريات الكرنك.
أدرك هذا الرجل الذي رقص، أن تراثنا هو المعين الذي لا ينضب وخط الدفاع الأول عن هويتنا، فقرر أن ينقله من النجوع والكفور إلى خشبات المسارح والأوبرات العالمية، وطاف أقاليم ومحافظات مصر المختلفة بحثا عن المجهول في علم الفلكلور المصري.

اتخذ من الجسد البشري طريقا للعالمية، وجعل من الرقص الشعبي بأقاليم مصر المختلفة أسطورة تتهافت عليها شعوب العالم المختلفة.. دمج بين رقصة "الحجالة" التي يجيدها بدو الفيوم وبين فن الباليه الروسي.

قرر محمود رضا أن يقلب موازين الفن في مصر، أن يغير نظرة المجتمع إلى فن الرقص.. لمعت الفكرة في رأسه ولكن واجهته مشاكل كثيرة تغلب عليها بقوة إيمانه بفكرته، كانت العقبة الرئيسية هي كيف يأتي بست بنات وستة شباب هي قوام فرقته التي يزمع تأسيسها لتكون أول فرقة للرقص الشعبي في مصر والعالم العربي والمنطقة بأكملها، بحث كثيرا ولم يجد، فقرر أن يبدأ مشواره بعدد أقل من البنات إلى أن شاهدت الأسر المصرية الفرقة واقتنعت بها.

لم تتضمن علوم الفن الشعبي في مصر وقتها كل الرقصات الشعبية فقرر أن ينزل بنفسه يجوب أقاليم مصر كلها وساعده في ذلك عدد من المحافظين الذين آمنوا بفكرته وأهمية ما يفعل، وبالفعل تعرف على العادات والتقاليد وطريقة اللبس والرقص في الافراح أو المناسبات.

ولد محمود رضا يوم11 نوفمبر 1930، وتزوج من السيدة خديجة فهمي، أخت الراقصة الأولى في الفرقة فريدة فهمي، وتتلمذ علي يد أخيه الأكبر علي رضا، وتخرج من كلية التجارة جامعة القاهرة عام 1954، ثم عمل راقصاً في العديد من الأفلام، وكون فرقة رضا للفنون الشعبية عام 1959.

اشترك في تكوين الفرقة مع الراقص الأول والمصمم والمؤلف الموسيقي علي رضا، والراقصة الأولى فريدة فهمي بعد الرحيل المفاجئ للفنانة نعيمة عاكف بالإضافة إلى خبرتها في التدريب وتصميم الأزياء، وهكذا قدمت الفرقة أول عروضها على مسرح الأزبكية في أغسطس عام 1959، وقد بلغ عدد أعضائها عند التأسيس 13 راقصة و13 راقصاً و13 عازفاً، أغلبهم من المؤهلين خريجي الجامعات، وصمم محمود رضا الرقصات التي استوحاها من فنون الريف والسواحل والصعيد والبرية، وقام بإخراجها تحت إشراف الدكتور حسن فهمي ورعايته، وبفضل هذا التكوين الراقي اكتسب فن الرقص احترام كافة طبقات المجتمع.

وفي عام 1961 صدر قرار جمهوري بتأميم الفرقة ضمن قرارات التأميم العشوائي وقتها، ولم يحزن وإنما اعتبرها فرصة للتخلص من أعباء الفرقة المالية، وأصبحت الفرقة تابعة للدولة وقام على إدارتها هو وشقيقه علي رضا، وفي عام 1962 انتقلت عروض الفرقة إلى مسرح متروبول حيث أصبح لها منهج خاص وملامح مميزة في عروض الرقص الشرقي، ثم كان اللقاء الفني بينه وبين والموسيقار علي إسماعيل الذي أثمر أول أوركسترا خاص بالفنون الشعبية بقيادته والذي أعاد توزيع الموسيقى لأعمال الفرقة السابقة، وقام بتلحين العديد من الأوبريتات الاستعراضية.

حصل رضا على الجائزة الأولى والثانية : عن رقصة "النوبة" (الميدالية الذهبية) الثالثة : عن رقصة "يا مراكبي" (الميدالية الذهبية). الجائزة الأولى والميدالية الذهبية في مهرجان جوهانسبرغ 1995، كما حصلت الفرقة على العديد من الشهادات التقديرية في جميع العروض الداخلية والخارجية وما زالت تشارك في العديد من المناسبات الفنية والقومية والعالمية والمؤتمرات الدولية والمهرجانات.

فيديو قد يعجبك: