إعلان

الخرباوي: وحيد حامد "كاذب وسطحي".. و3 أسباب لاعتزالي السياسة -(حوار)

07:59 م الخميس 05 أبريل 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

حوار – أحمد جمعة:

لم تكد تمر ساعات على إعلان المفكر السياسي ثروت الخرباوي، اعتزال العمل السياسي، حتى جاءت الاتهامات التي وجهها الكاتب وحيد حامد له بأن "الإخوان في دمه حتى هذه اللحظة"، لتدفعه للرد عليه.

يقول الخرباوي في حوار مع "مصراوي": "وحيد حامد من النخبة السطحية التي دفعتني لاعتزال العمل العام والسياسي، لأنه يعتبر أن أي نقد للعمل الدرامي الذي يقدمه هو نقد لشخصيته".

ويوضح الخرباوي أن هناك 3 أسباب دفعته لاعتزال العمل السياسي، على رأسها التفرغ لكتابة أعماله الأدبية التي تبلورت أفكارها لديه.. وإلى نص الحوار:

* ما أسباب اعتزالك العمل السياسي؟

اعتزال العمل السياسي ليس معناه اعتزال الحياة، لكن معناه أنني قررت التفرغ للكتابة لأن لدي عدة مشروعات لكتب بدأت فيها، وقررت أن أضع تركيزي على الانتهاء منها لأنها تحتاج لجهد كبير.

* ما طبيعة هذه الأعمال؟

روايتان مشروعهما جاهز لديَّ، وأعكف عليهما، إلى جانب كتاب آخر، وهذا يستغرق مني نحو 3 سنوات، والظهور في العمل السياسي والإعلام والانشغال بمسار الحركة السياسية والديمقراطية وتحليل خطاب جماعة الإخوان، يستغرق وقتاً طويلًا ويعطلني عن المشروعات الخاصة بي.

ومنطلقات هذه الأعمال فكرية تتعلق بتجديد الخطاب الديني، ومتعلقة بأعمال إبداعية روائية.

* ما الدوافع الأخرى لاعتزال الحياة السياسية؟

وجدت أن كثيراً من النخب والشخصيات المتفاعلة مع العمل العام ، الرؤى الخاصة بها ليست على المستوى المطلوب، ولم أجد قدرة على التفاعل مع هذا الجو السطحي وتغييب العقل، بخلاف آفة كبرى دخلت حياتنا تمثلت في وسائل التواصل الاجتماعي، التي استخدمناها بشكل غير صحيح وأصبحت وسيلة من وسائل تدمير عقلية الشباب المصري، ولا أستطيع التفاعل مع هذا المجتمع ككل.

الأمر الثالث؛ أنني زهدت العمل السياسي عموماً، وقضيت جزءاً كبيراً من حياتي وأنا أمارسه، سواء قبل الانضمام للإخوان أو أثناء فترة الإخوان، أو ما بعد الانفصال عن الجماعة، وبذلت جهداً جباراً في إضاءة الطريق وتسليط الضوء على خطايا الجماعة وجرائمها.

* هل نعتبر هذا الاعتزال مجرد "استراحة"؟

هذا الكلام استهلك طاقة نفسية وعصبية كبيرة مني، وشعرت بأداء واجبي فيما يتعلق بتنبيه الناس بجرائم الإخوان، وأصبح هناك آخرون بإمكانهم القيام بهذا الدور واستكمال ما بدأته، وهناك شخصيات بدأت معي وما زالت مستمرة وتقوم بهذا الدور مثل مختار نوح، وهناك شخصيات جديدة مثل ماهر فرغلي أو طارق أبوالسعد أو طارق البشبيشي، أو حازم قريطم، أو كامل رحومة، بعضهم خرج من الإخوان واختلف معهم، لكنهم يمارسون دورهم في نطاق دوائر ضيقة للتنبيه من أخطار الإخوان وخطاياهم، لكنني سأسعى بجهدي من وراء الستار لتقديمهم للإعلام بشكل جيد، وسيكون الملف له أدوات كثيرة تستطيع القيام بنفس الدور، وبالتالي أكون أديت واجبي تجاه وطني وأتفرغ لمشروعي الفكري والإبداعي وحياتي الأسرية ومهنتي في المحاماة.

* هل ستتوقف عن كتابة المقالات؟

سأستمر في الصحف والمجلات التي تقبل الموضوعات التي أطرحها، وستكون متعلقة بأفكار وأعمال أقدم فيها رؤى بخصوص الأفكار الدينية وتفكيك الخطاب الديني لجماعات الإرهاب.

* الكاتب وحيد حامد قال إن "الإخوان في دمك حتى الآن" في إشارة إلى استمرار تعلقك بالجماعة.. ما تعليقك؟

الأستاذ وحيد حامد "يكذب وهو يعلم أنه يكذب"، وهذه مشكلة كبيرة عند بعض أفراد النخبة المصرية. وحيد سيناريست وكاتب أفلام، لكنه ليس متخصصاً في الجماعات الإسلامية، أو باحثاً في التاريخ، وتُقدم له المادة التاريخية ويخرج منها عملاً درامياً، ولكنه يعتبر أن أي نقد للعمل الدرامي هو نقد لشخصيته هو.

* يعني ذلك أن هناك خلافًا بينكما؟

جلست معه أثناء التحضير لكتابة سيناريو الجزء الأول من مسلسل الجماعة، بصحبة الكاتب الصحفي حمدي رزق، واعتقد "حامد" أن هذه الجلسة سيترتب عليها كتابتي لمقالات تمدح المسلسل، لكن عند عرض المسلسل وجدت به بعض الأخطاء، فكتبت 5 مقالات عام 2010 أوجه الانتقاد لبعض الأمور التاريخية التي وردت به، وهذا النقد كان في إطار الرؤية التاريخية للسياق الدرامي، لكنه اعتقد أن هذا هجوم شخصي عليه.

وبعد ثورة يناير، تقابلت معه في وجود اللواء سامح سيف اليزل -رحمه الله- في مهرجان الجنادرية في السعودية، وجلسنا جلسات مطولة، وقال لي صراحة: "أنا عارف إنك تركت الإخوان ولا علاقة لك بالجماعة من قريب أو بعيد وأنت تحاربهم، بس أنا زعلان من هجومك على مسلسلي، فأجبته: أنا لم أهاجمك.. إنما انتقدت الفكرة التي طرحتها، فقال: أنا والفكرة شيء واحد لا نستطيع أن ننفصل عن بعض".. ولم ننتهِ إلى شيء.

* وهل توقف الأمر عند هذا الحد؟

قبل عرض الجزء الثاني من المسلسل، أجرى وحيد حامد حوارًا بالتليفزيون، وقال: "أنا الوحيد الذي وقفت ضد الإخوان وحاربتهم في فترة حكم الجماعة". واعتقد أن كلمة "أنا الوحيد"، ذاتية جدًا وتنفي الآخرين وجهدهم الجبار سواء من إعلاميين أو مثقفين أو مبدعين ضد تيار الإخوان وضد وزير ثقافتهم، والجهد الذي بذله نادي القضاة، وحصر أمر محاربة الإخوان في نفسه.

وبغض النظر عن أن ما قاله "نفيُّ" لما أقوم به، كتبت مقالاً في "المصري اليوم"، انتقدت فيه هذا الكلام وهاجمته، وقلت: إنه إنسان ذاتي لا يرى إلا نفسه.

* وقعت مساجلات بينكما عندما طَرح في مسلسل الجماعة أن "عبدالناصر كان إخوانياً".. فهل للأمر علاقة بما ذكره أمس؟

عندما عُرض الجزء الثاني وجدت أنه يؤكد أكذوبة روجها الإخوان عبر التاريخ، أن جمال عبدالناصر انضم للإخوان وبايعهم، وكان يجلس كتلميذ أمام سيد قطب، وهذه المسألة حققتها بنفسي بشكل كامل، وكتبت كتاباً بالاتفاق مع "دار أخبار اليوم" اسمه "هل كان عبدالناصر إخوانياً؟"، وطرحت الفكرة وناقشتها وقدمت الوثائق التي كانت معي، وانتهيت إلى أن عبدالناصر لم يكن إخوانياً على الإطلاق.

وبعد ذلك تقابلت معه في عزاء والدة الفنانة ليلى علوي، فذهبت وسلمت عليه ووجدته غاضباً ويقول: "أنت بتكتب كتاب ضد الفكرة التي وضعتها في المسلسل"، فقلت له: "أنا انتقد أفكار ولا أنتقد أشخاص، وما ذكرته بالمسلسل وجهة نظر ومن حقي أن اتبني وجهة النظر الأخرى"، فقال: "دي مش وجهة نظر"، فقلت "العلاقات السرية لا توجد بها حقيقة"، فقال وقتها: أنا أمتلك الحقيقة، فأجبته: لا يستطيع أي إنسان أن يزعم امتلاك الحقيقة كاملة في هذا الموضوع، ويؤسفني أن أقول عنك في هذا الموضوع إنك إنسان مغرور، وتركته".

من وقتها، وهذه المسألة تمثل مشكلة بيني وبينه.

وفوجئت أيضًا بأنه أدلى بحوار في جريدة "الشروق" قبل رمضان الماضي، وكان يقول: جماعة الإخوان دعوية وينبغي أن تتفرغ للعمل الدعوي، وتتصالح مع المجتمع المصري، وجماعة الإخوان بها شخصيات طيبة وجيدة مثل عصام العريان وعبدالمنعم أبوالفتوح وهم أصدقاء له، ويجب أن تقوم الجماعة بدور في المجتمع المصري، بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقادة التنظيم الدولي للإخوان قاموا بزيارته في ألمانيا عندما كان يجري عملية جراحية في أحد المستشفيات، وأنهم ناس طيبين"، وفوجئت بهذا الكلام وكتبت مقالاً بمجلة "المصور" ضد هذا الكلام، وقلت إن: هذا الكلام لا يُقبل على الإطلاق، فبالتزامن مع تخلي السعودية عن جماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وحيد حامد يريد أن تقوم الجماعة بهذا الدور في المجتمع المصري".

* هل كنت تتوقع هذا الكلام بالتزامن مع إعلان اعتزالك العمل السياسي؟

لم أتعجب على الإطلاق أن يخرج الكاتب وحيد حامد ويقول هذا الكلام، بل كنت أتوقعه تماماً، لأنه يحسب على الشخصيات التي تتصدى للعمل الإبداعي والروائي وهم في منتهى السطحية والذاتية، وهذا أمر من الأمور "اللي خلتني قرفان" من الحالة النخبوية وعدم المهنية وعدم الصدق، وذلك أكد صحة قراري بوجوب اعتزال العمل السياسي تماماً.

فيديو قد يعجبك: