إعلان

دبلوماسيون وخبراء يشيدون بـ"جرأة الرئيس" في تعزيز التواجد المصري بأفريقيا

09:52 ص الأربعاء 05 ديسمبر 2018

ندوة الجامعة البريطانية عن القرن الافريقي والبحر ا

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمد قاسم:
نظمت الجامعة البريطانية في مصر، الثلاثاء، ندوة عن التطورات في منطقة القرن الأفريقي وأمن البحر الأحمر، بهدف دراسة سبل التصدي للمخاطر المحتملة جراء المتغيرات التي تشهدها القارة الأفريقية، بالتعاون مع المجلس المصري للشؤن الخارجية، في مقر الجامعة بمدينة الشروق.

وناقشت الندوة التي نظمها مركز أفريقيا بالجامعة البريطانية بالتعاون مع المجلس المصري للشؤن الخارجية 6 محاور هي: (التطورات الأخيرة في القرن الأفريقي ودلالاتها، التحديات أمام الاستقرار في القرن الأفريقي، نحو إدارة رشيدة للمصالح العربية الأفريقية في ضوء الواقع الجديد، مستقبل الأمن في منطقة البحر الأحمر- الفرص والتحديات، تحديات عولمة البحر الأحمر، ومخاطر الاستقرار على أمن البحر الأحمر".

أمن البحر الأحمر مهدد
من جانبه، قال رئيس مجلس أمناء الجامعة البريطانية في مصر، محمد فريد خميس، إن أفريقيا أصبحت محط اهتمام العالم كله بدليل زيارة رئيسة وزراء بريطانيا لـ4 دول بالقارة السمراء، وكذلك ألمانيا وأمريكا في عهد الرئيس دونالد ترامب.

وأكد خميس أن كل دول العالم تسعى لإعادة اكتشاف ثروات أفريقيا والعمل على الاستفادة منها، وهو ما جعل أمن البحر الأحمر مهدد وكذلك القارة من خلال القرن الأفريقي، مطالبا بضرورة التكامل الاقتصادي مع القارة السمراء والتعاون الجاد في مجال التعليم والصناعة.

وأضاف: "نحن جميعاً نحمل آمالاً واسعة بأن تعود مصر لأحضان القارة السمراء، فقديماً قالوا أن تأتي متأخرًا خيرًا من ألا تأتي على الإطلاق، وفي هذا الملف تحديداً لم نعد نمتلك رفاهية الزمن والمزيد من التأخير، لذلك يصبح التقصير في هذا الأمر يرتقي لمستوى الجريمة".

وأكد خميس أن "أفريقيا أرض الفرص الواعدة، وبيننا وبينها وحدة تاريخ، وكذلك وحدة أهداف، فمصر أفريقية قبل أن تصبح عربية"، موضحا أن "الرئيس عبدالفتاح السيسي لديه قناعة مبنية على معرفة أن مصر لابد أن ترجع لقلب إفريقيا، حتى تصبح قوية بدعم أشقائها الأفارقة".
وأشار إلى أن "أفريقيا عانت كثيراً من التهميش، واستمرت عقوداً طويلة مطمعاً للمستعمر وبعد التحرر جاءت العولمة استعماراً جديدا، ولكن بحُلة مختلفة".
البحث عن حلفاء
قال السفير أبو بكر حفني مساعد وزير الخارجية للشؤن الأفريقية، إن تغيير النظام الحاكم في إثيوبيا أهم حدث شهدته منطقة القرن الأفريقي خلال الأشهر الأخيرة.
وأضاف حنفي، إن "تلك الخطوة إذا لم تحدث خلال الفترة الماضية فإن ذلك كان سيؤدي إلى انهيار منطقة القرن الأفريقي نظرا لما تمثله أثيوبيا في محيطها الإقليمي".
وأكد على ضرورة أن "نبحث لأنفسنا عن حلفاء لأن أمن مصر يبدأ من البحر الأحمر وينتهي عند منابع النيل".
وأشار مساعد وزير الخارجية إلى أن إريتريا والسودان من الدول الأساسية والرئيسية لمصر خلال تحركاتها في المنطقة، موضحاً "صعوبة إتمام المصالحة بين أريتريا وأثيوبيا كما يعتقد البعض وذلك بسبب السياسات التي ينتهجها كلا من النظامين، لذلك يجب علينا استغلال الوقت الكبير الذي قد تستغرقه تلك المصالحة حال نجاحها".
مخاوف
فيما أوضح السفير منير زهران رئيس المجلس المصري للشؤن الخارجية، أنه في ضوء التقدم الملحوظ في مجريات إنشاء سد النهضة فإن منطقة القرن الأفريقي تشهد قدرًا من الاستقرار وبداية مرحلة جديدة من التعاون بين دول حوض النيل.
وأضاف زهران، أن "تعاون السودان مع تركيا يثير مخاوف عديدة بالنسبة لمصر خاصة وأن نتائج هذا التعاون سوف تؤدي لحالة من عدم الاستقرار في شرق أفريقيا".
وأوضح أن "تركيا تتعاون بشكل مباشر مع قطر والاثنان يحتضنان تنظيم الإخوان المسلمين مع تقديم الدعم لهم".
وأشار إلى أن "عدم استقرار الأوضاع في الصومال ينعكس على باب المندب وهو ما يهدد القرن الأفريقي بشكل عام والتجارة العالمية بشكل خاص".
وأضاف اللواء أركان حرب سمير محمد بدوي مستشار أكاديمية ناصر العسكرية : "تشكل منطقة البحر الأحمر أهمية كبيرة بالنسبة للدول العظمي، فهي الممر المائي الرئيسي بالنسبة لنقل التجارة الخاصة بها والتي تدخل تضمن أمنها القومي الاقتصادي.
وتابع: "يتعين علينا الاستفادة القصوى مما تتمتع به هذه المنطقة التي تربط العالم ببعضه حيث تعتمد دول أوروبا الصناعية عليه في نقل الوقود الخاص بها، فضلا عن أنه يعد أقصر الطرق بالنسبة لروسيا وكذلك الولايات المتحدة التي تتواجد في المنطقة من أجل حماية مصالحها".
تدشين تحالف
فيما قال اللواء مصطفى كامل السيد مستشار أكاديمية ناصر العسكرية: "تكاد تكون السيناريوهات المستقبلية بمنطقة البحر الأحمر والقرن الأفريقي محدودة للغاية بسبب تشابك الأزمات، وموقع مصر الاستراتيجي يستطيع أن يلعب دورا بارزا في احتواء تلك الأزمات، لذا أرى ضرورة تدشين تحالف يضم الدول التي لها دور حقيقي في محيطها الإقليمي مثل مصر والسعودية وأثيوبيا.
وطالب بـ"عمل علاقات توازنيه مع الجميع بما فيهم إسرائيل وإيران".
بدورها أشارت الدكتورة أماني الطويل الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إلى أن البحر الأحمر يضم 379 جزيرة ويتم استخدام بعضها لتنفيذ العديد من الاستراتيجيات المتعارضة مع المصالح العربية والمصرية، مضيفة: "يتعرض البحر الأحمر لتهديدات كبيرة وهو ما يمثل خطرا كبيرا على التجارة العالمية، فضلا عن القرصنة التي يشهدها وهو ما أعطى المبرر لتواجد القواعد العسكرية سواء الفرنسية أو الأمريكية في بعض الدول المشاطئة".
وقال السفير على الحفني مساعد وزير الخارجية الأسبق ومدير مركز أفريقيا بالجامعة البريطانية، إن جرأة الرئيس عبدالفتاح السيسي أعادت مصر إلى دورها في قارة أفريقيا والتعاون الاقتصادي والسياسي مع دولها.
وأضاف الحفني:"رغم التحديات التي تواجهها منطقة القرن الأفريقي، إلا أن مصر في ظل قيادة وجرأة الرئيس السيسي استطاعت العودة مجدداً إلى القارة السمراء بعد تهميش دام أكثر من عقدين".
يذكر أن مصر ستتولى رئاسة الاتحاد الأفريقي، مطلع العام المقبل 2019، ولمدة عام، خلفًا لدولة غينيا.
وشارك في الندوة محمد فريد خميس رئيس مجلس أمناء الجامعة البريطانية، السفير دكتور منير زهران رئيس المجلس المصري للشؤن الخارجية، السفير أبو بكر حفني مساعد وزير الخارجية للشؤن الأفريقية المعين حديثاً، والدكتور أحمد حمد رئيس الجامعة البريطانية، السفير سيد أبو زيد مساعد وزير الخارجية الأسبق للشؤن العربية، الدكتور السيد فليفل عضو مجلس النواب، السفير عبد الرؤوف الريدي، الرئيس الشرفي للمجلس المصري للشؤن الخارجية، واللواء مصطفى كامل مستشار أكاديمية ناصر العليا، ووكيل جهاز المخابرات الأسبق، ودكتورة أماني الطويل الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، وجمع من الشخصيات العامة والسياسيين.

فيديو قد يعجبك: