إعلان

بالصور- قرية العفونة بالبحيرة.. "مفيش حياة"

10:42 م الخميس 05 نوفمبر 2015

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- إبراهيم عياد:

تصوير- علاء القصاص:

"الأطفال لا تلهو في الحواري الضيقة.. المواشي لا ترعى في الحقول.. لا زرع ولا محصول هذا العام.. الديوك لم تصح بعد.. زقزقة العصافير ذهبت بعيدًا.. بيوت الفلاحين لم تعد موجودة.. الفلاحين أنفسهم ذهبوا مع السيول"، هكذا الحال في قرية العفونة بمحافظة البحيرة.

"المدارس أغلقتها المياه.. الحيوانات لم تنجو من الأمطار الغزيرة.. الأهالي تركوا القرية خاوية على عروشها، بحثًا عن حياة جديدة في قرى أخرى بعيدة عن مأوى أصبح أطلالًا، ذهبوا بعيدًا عن حياتهم تاركين بقايا بيوتهم البسيطة وزراعاتهم الغارقة لمصير مجهول، لم يعلموا بعد ميعاد عودتهم إلى القرية.

قرية العفونة الريفية الصغيرة.. لم تعد صالحة للحياة بعد، فتم إخلائها من المواطنين، إثر تعرض محافظة البحيرة لموجة من الأمطار الغزيرة، جنت على الأخضر واليابس بالإقليم الريفي، فالأمطار حصدت المحصول قبل أوانه.

أهالي القرية البسيطة عاشوا دون بنية تحتية جيدة، مثل غالبية القرى المصرية، لم يهتموا بالسعي لإيجاد أساس قوي لقريتهم، تحسبًا لمثل هذا اليوم، فالمطر "الخير" الذي يسعد الفلاح لقدومهم، أصبح بمثابة كارثة هذا العام، قضى على الحياة هناك.

لم يذهب المسئولون إلى هذه المناطق سوى بعد وقوع الكارثة، والأهالي لسان حالهم "سيبها على الله" سواء قبل أو بعد الأزمات، فهم مصريون بسطاء لا يهتمون سوى بتوفير لقمة العيش وقضاء يومهم، فالرجل يسعى من الفجر حتى الليل في حقله كل يوم حتى حصاد المحصول، والسيدة تنتظره حتى العودة منهكًا إلى الديار لتطعمه ثم يجلس قليلًا وسط أبناءه، ليدور بذهنه مستقبلهم، فمنهم "البنت على وش جواز عايزين نسترها"، "الواد كبر وهيسافر مصر عشان يدخل الجامعة"، ثم يخلد إلى نومه ليستطيع الاستيقاظ مبكرًا ليواصل دوامته من أجل تحقيق ما دار في ذهنه.

الأمطار ذهبت بأحلام أهالي القرية بعيدًا، ودمرت حياتهم لأجل غير مسمى.

ووجه رئيس مجلس الوزراء شريف إسماعيل، بالعمل على توفير كافة احتياجات المواطنين المتضررين من سقوط الأمطار في محافظة البحيرة وسرعة توفير الرعاية الصحية والخدمات الاجتماعية اللازمة لأهالي القرى المتضررة.

جاء ذلك خلال الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء، أمس الأربعاء، يرافقه وزراء الإسكان والتنمية المحلية والنقل إلى محافظة البحيرة؛ لتفقد المناطق المتضررة، وقد توجه مباشرة إلى قرية (عفونة) التابعة لمركز وادى النطرون، والتي تعتبر من أكثر القرى تضرراً من سقوط الأمطار، حيث استمع لشرح محافظ البحيرة محمد سلطان الذى استعرض ما تقوم به المحافظة من إجراءات بالتنسيق مع كافة الجهات للتعامل مع هذا الموقف، موضحا أن عدد الوفيات وصل إلى 8 مواطنين، و19 مصابا، نقلوا إلى المستشفى.

وأشار المحافظ إلى نجاح الأجهزة المعنية بالمحافظة بالتعاون مع القوات المسلحة في إخلاء 120 مواطنا من ساكني القرية، والتي تضم 50 منزلا إلى أماكن أخرى بديلة.

ووجه رئيس الوزراء بضرورة إخلاء المنطقة؛ تحسبا لاستمرار الأمطار والسيول بالتعاون بين القوات المسلحة وفرق الإنقاذ التي تقوم بعمليات التمشيط في المنطقة.

وقال رئيس الوزراء - في تصريحات للصحفيين - إنه يتم حاليا التنسيق لتوفير مروحية للمشاركة في عمليات الإخلاء والمتابعة بالقرية، موضحا أنه كلف وزارة التضامن الاجتماعي باتخاذ اللازم حيال المتوفين والمصابين، وصرف التعويضات اللازمة، والبالغ قدرها 10 آلاف جنيه لأسرة كل متوفي.

وانتقل رئيس الوزراء إلى مستشفى اليوم الواحد بوادي النطرون، والتي تم نقل المصابين اليها، وكان في استقباله وزير الصحة الدكتور أحمد عماد راضي، حيث قام بالاطمئنان على المصابين واستمع إلى مطالبهم، فأكد معظمهم أن أوضاعهم الآن جيدة، وطالبوا بضرورة مواصلة عمليات الإخلاء.

وشهدت قرية العفونة بوادي النطرون بمحافظة البحيرة، تساقط أمطار غزيرة، أمس الأربعاء، مما أدى إلى غرق المحاصيل وانهيار المنازل، وقطع طرق الوصول إلى القرية.

فيديو قد يعجبك: