إعلان

الاختيار 2| من ليبيا إلى صحراء مصر.. أسرار خلية الضابط المفصول وما جرى في "مأمورية الواحات"

08:39 م الأربعاء 05 مايو 2021

عماد عبد الحميد والمسماري من مسلسل الاختيار 2

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - طارق سمير:

شدة قصف الجيش الوطني الليبي على عناصر جماعة "ثوار ليبيا" الإرهابية، كان مبررًا كافيًا لضابط الصاعقة المفصول عماد عبدالحميد لترك أنصاره والعودة خفية إلى مصر مع 35 إرهابيًا آخرين، متخذًا الصحراء الغربية مقرًا لخلية جديدة سماها "ردع الطغاة"، لكن القوات المسحلة سطرت نهايتهم أثناء فرارهم عقب التورط في الهجوم على مأمورية الواحات عام 2017.

في ختام الحلقة 22 من مسلسل "الاختيار 2" ظهر عماد عبدالحميد الذي يجسد شخصيته الفنان عابد العناني، يتحدث مع الإرهابي الليبي عبد الرحيم المسماري عن رغبته في العودة إلى مصر لتكوين خلية جديدة تستهدف منشآت الدولة ورجال الجيش والشرطة، بينما في مشهد آخر حاول إقناع أمير جماعته للذهاب إلى مصر وتدشين "إمارة كرادسة".

أفكار الضابط المفصول المتطرفة وكيفية تحوله إلى أخطر إرهابي مطلوب للعدالة بعد مشاركته في محاولة اغتيال وزير الداخلية الأسبق اللواء محمد إبراهيم في 2013، أوضحتها تحقيقات القضية رقم 160 عسكرية، والمعروفة بـ"الهجوم على مأمورية الواحات" - نشرها "مصراوي" في عدة حلقات - فيما بَينت تفاصيل الحادث الذي استشهد فيه 16 من قوات الشرطة وأصيب 13 آخرين في 2017.

تضم القضية 53 متهمًا بينهم 37 محبوسًا و10 هاربين و6 آخرين مخلى سبيلهم بتدابير احترازية، أبرزهم عبدالرحيم محمد عبدالله المسماري "ليبي الجنسية" الذي نفذ فيه حكم الإعدام 27 يونيو الماضي بعد صدور حكم نهائي من محكمة جنايات غرب العسكرية في 17 نوفمبر 2019.

عماد عبدالحميد عاش داخل أسرة ميسورة الحال في مدينة سموحة بمحافظة الإسكندرية، وتخرج في الكلية الحربية بسلاح الصاعقة عام 1998، وخدم في أنشاص، حتى صدر قرار بفصله ونقله إلى وظيفة مدنية عام 2006.

تعرف عماد على شخص يدعى نادر عبدالرازق أحد المتهمين في القضية وأنشأ الاثنان شركة مواد غذائية عام 2008 بالإسكندرية، لكن بعد مرور 6 أشهر، قررا إغلاقها بسبب الخسائر، وبعدها حصل "عماد الدين" على إجازة من الإدارة المحلية وسافر للعمل بالسعودية وعاد عام 2010.

انتقل عماد الدين عبدالحميد إلى الإدارة المحلية بالقاهرة، حيث توطدت علاقته بالإرهابي هشام عشماوي، واستأجر شقته في مدينة 6 أكتوبر.

قبل الانتخابات الرئاسية عام 2012، لاحظ المتهم نادر عبدالرازق، ظهور أفكار "جديدة وغريبة" على صديقه عماد عبد الحميد، بدءًا من رفضه الانتخابات مبررًا "دي مش من الدين"، إضافة إلى حضوره دروس دين مع شيخ يدعى محمد بسيوني في مسجد "حمزة" بمدينة سموحة.

يقول المتهم نادر إن "عماد" أبلغه أن الشيخ يتحدث فقط عن الجهاد، وفي أحد المرات أثناء ذهابه للصلاة شاهده وهشام عشماوي يحضران الدرس.

تحولت حياة عماد الدين إلى التطرف أكثر بعد تولي "مرسي" الحكم آنذاك، فبدأ يحاول إقناع صديقه بالحاكمية (أي الحكم لله وحده وما عداه فهو كفر)، مستشهدًا في حديثه بالآية الكريمة "ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون".

انضمّ الإرهابي عماد الدين عبدالحميد إلى تنظيم بيت المقدس في سيناء، لكن عقب مبايعة التنظيم لـ"داعش" وتحوله إلى "ولاية سيناء" انشق عنهم، وسافر إلى سوريا بطريق غير شرعي، حيث التحق بأحد الجماعات التي تنتمي لتنظيم القاعدة وتدعى "ثوار ليبيا".

برر الإرهابي لصديقه نادر انضمامه لتنظيم ثوار ليبيا لأنه مختلف مع الفكر الداعشي، قائلًا: "عندهم مغالاة في التكفير وهم خوارج العصر"، مشيرًا إلى أنه حاربهم في ليبيا لأنهم أهدروا دمه في طرابلس.

بعد كوبري الطريق الإقليمي على طريق الواحات، كان عماد الدين عبدالحميد منتظرًا صديقه المتهم نادر عبدالرازق بعدما تواصل معه عن طريق والدة "عماد" قبل حلول شهر رمضان 2017. أخبره الإرهابي أنه عاد من ليبيا بعد اشتداد القصف الجوي هناك وافترقا مرة أخرى.

داخل الكيلو 135 عمق 25 كيلو في صحراء الواحات، أسس الإرهابي "الشيخ حاتم" خلية أسماها "ردع الطغاة"، ومعه نحو 35 عنصرًا إرهابيًا يتدربون على استخدام الأسلحة المختلفة، وفقًا للتحقيقات.

ميليشيات تنظيم الفتح الإسلامي في ليبيا التابعة لتنظيم القاعدة الإرهابي، تعتنق عناصرها إيديولوجية تبرير العنف وأعماله، تستخدم الإرهاب في ارتكاب أعمال عدائية ضد ضباط وأفراد القوات المسلحة والشرطة المدنية باستخدام القوة المسلحة لإسقاط الحكم.

ما الذي حدث في الواحات؟

يوم 20 أكتوبر 2017، هاجمت قوات الشرطة (قطاعي العمليات الخاصة والأمن الوطني) معسكر "الشيخ حاتم"، ما أسفر عن استشهاد 16 من قوات الشرطة وإصابة 13 آخرين.

وتمكنت القوات المسلحة من قتل الإرهابي عماد عبدالحميد و8 إرهابيين آخرين في قصف جوي للمناطق المتاخمة للحدود الليبية وتحرير الضابط محمد الحايس، بعدما تم احتجازه رفقتهم، والقبض على الإرهابي الليبي عبدالرحيم المسماري وإحالته للمحاكمة وصدور حكم بإعدامه تم تنفيذه في يونيو الماضي.

المتهم عبد الرحيم المسماري قبل إعدامه اعترف تفصيليًا في التحقيقات بما حدث، قائلًا: "الاشتباكات كانت في الواحدة ظهر يوم 20 أكتوبر 2017، وبدأت برؤية عضو الخلية "حكيم" خلال تمركزه فوق التبة - على ارتفاع ستة أمتار- دخول سيارات أمن في اتجاههم ببطء على مسافة أقل من كيلو، 3 مدرعات في المقدمة، ومن خلفهم 5 سيارات دفاع رباعي".

وقال "المسماري" إنهم فروا إلى السيارات بعد تبادل إطلاق النار مع قوات الشرطة، وذهبوا إلى منطقة جبلية أخرى غير التي شهدت الواقعة بـ3 سيارات ومعهم الضابط محمد الحايس، تاركين ورائهم ملابس ومياه وأطعمة، وأدوات حفر بئر مياه.

وأكمل: "استخبينا في الجبل واتحركنا بعدها 30 كليو في وادي الحيتان، واستقرينا في مكان آخر بهدف البعد عن مكان العملية، لأن الطيران كان بيمشط بصفة مستمرة".

جابت الطائرة نطاق المنطقة، فاضطر الإرهابيون إلى التحرك على مدار عدة أيام في الاتجاه الجنوبي الغربي ناحية قرية البويطي، وارتكزوا فوق تبة جبلية جديدة وعند سيرهم من جديد تعرضوا للقصف جميهم ولم يتبق إلا "المسماري"، تمكن رجال القوات المسلحة والشرطة من ضبطه، فيما تم تحرير الضابط محمد الحايس.

مستند 2مستند

اقرأ أيضا:

"معهم الحايس".. قصة فرار "إرهابيو الواحات" 12 يومًا في الصحراء (نص التحقيقات)

فيديو قد يعجبك: