إعلان

من عشش الدقي لـ"جحيم الطالبية".. يوم في حياة أبطال كافحوا النيران بنهار رمضان

08:31 ص الثلاثاء 21 مايو 2019

إبحث عن لوجو مصراوي داخل الموقع يومياً خلال شهر رمضان للفوز بجائزة

تسجيل الدخول

كتب- محمد شعبان:

طقس حار مصحوبا بارتفاع في درجة الحرارة.. هكذا أعلن خبراء الأرصاد الجوية محذرين المواطنين من التعرض مباشرة لأشعة الشمس، الأمر الذي دفع كثيرين التزام منازلهم قدر المستطاع.

هناك داخل الإدارة العامة للحماية المدنية بالجيزة بمنطقة بين السرايات تعلقت الآمال بعدم سماع صافرة الإنذار معلنة مواجهة مع جحيم نيران الحرائق في ذلك الطقس وأن تسود اليوم أجواء هادئة.

لم ينعم رجال الإطفاء بما تمنوا، مؤشرات ضبط الوقت كانت تشير إلى الثانية والنصف ظهر أمس الاثنين، ورد بلاغا من شرطة النجدة بنشوب حريق في "عشش" ملاصقة لشريط السكة الحديد بشارع السودان وتحديدا في منطقة الدقي القديم.

ثوان معدودة تحركت معها 5 سيارات إطفاء وخزان مياه استراتيجي بقيادة اللواء هشام صداق مدير الإدارة العامة للحماية المدنية بالجيزة، الذي وجه بمحاصرة النيران من الجهات كافة، مشددا على أهمية عنصر الوقت في منع امتداد الحريق إلى عدد كبير من العشش العشوائية وحصر الخسائر في منطقة محدودة.

15 عشة متفحمة على مساحة 300 متر كانت الحصيلة النهائية للحريق الذي امتد قرابة الساعة ونصف الساعة، أنقذ خلالها رجال الإطفاء المنطقة من كارثة لاسيما قربها من ورش السكك الحديدية.

مع بدء عملية التبريد لمنع تجدد اشتعال النيران مرة أخرى، التقط طاقم الإطفاء أنفاسهم لكن الأمر لم يستمر كثيرا، إشارة عبر جهاز اللاسلكي من غرفة عمليات الحماية المدنية بنشوب حريق هائل بمحيط شركة أدوية شهيرة في منطقة الطالبية.

يستقل اللواء صادق سيارته مسرعا إلى محل البلاغ بينما يتابع الوضع لحين وصوله، والاطمئنان على وصول سيارات الأطفاء الأربع موجها عبر اللاسلكي "العربية الأولى تبلغني تطورات الموقف أول بأول".

على امتداد البصر أيقن مدير الحماية المدنية أن الحريق هائل لاسيما ارتفاع ألسنة النيران لأمتار وسحابة سوداء تغطي سماء المنطقة محل الواقعة.

20 رجل إطفاء مدعومين بخزان مياه استراتيجي واجهوا لهيب نيران قطعة أرض فضاء ازدادت صعوبتها بامتدادها إلى كمية "هيش" وأشجار نخيل مما أثار حالة من الذعر بين المارة لكن التوجيهات جاءت سريعة ومؤثرة بالعمل على إخماد مصدر النيران والحيلولة دون امتدادها إلى المباني المجاورة.

أثرمت الخطة الموضوعة عن محاصرة النيران وانخفاض مستوى ارتفاع النيران لكن الأمور ازدادت سوءا لدى وصول الحريق إلى سيارات خردة تابعة لقسم شرطة الطالبية، ليتم تقسيم القوات إلى مجموعتين، الأولى لإخماد نيران تلك السيارات والثانية تتولى مسؤولية السيطرة الكاملة على الحريق بقطعة الأرض.

على مدار ساعتين ونصف سطر رجال الحماية المدنية ملحمة بطولية أسفرت عن إخماد الحريق الهائل والذي أسفر عن تفحم 12 سيارة واحتراق أشجار النخيل وحريق محدود في شرفتين بالطابقين الثالث والخامس لعقارين مجاوين لموقع الحريق وإصابة رجل إطفاء بخلع في الكتف لدى سقوطه من سُلم في أثناء عملية الإخماد، نُقل على إثرها إلى مستشفى الشرطة بالعجوزة.

قرر اللواء هشام صادق ترك سيارة إطفاء بموقع الحريق لملاحظة الحالة، وسرعة التعامل مع أي ظروف طارئة لاسيما احتمالية تجدد النيران مجددا، مطالبا القوات بالعودة إلى مقر الإدارة.

في طريق العودة، كان رجال الحماية المدنية على موعد مع بلاغ جديد بنشوب حريق في مقر شركة أدوية عبارة عن شقة ببرج "الساعاتي" في شارع السودان لتنتقل القوات قاصدة محطتها الثالثة ذلك اليوم.

لم يستغرق رجال الدفاع المدني وقتا طويلا لإخماد حريق محدود اندلع في شرفة الشركة، وانحصرت التلفيات في احتراق مكتب خشبي وكرسي دون وقوع إصابات، تزامنا مع إخماد فريق إطفاء ثان حريق محدود أيضا في شقة بالهرم.

"إنتم النهاردة أبطال" اعتلت ابتسامة رضا على وجوه رجال الحماية المدنية فرحا بإشادة رئيسهم، ليذهب كل منهم لأخذ قسط من الراحة مع قرب أذان المغرب إذ تناولوا وجبة الإفطار سويا حيث تبارى الجميع في سرد المواقف الصعبة خلال ذلك اليوم الشاق بينما يداعبهم أحدهم "علشان حد يقول النهاردة هيكون يوم هادي تاني" لتتعالى أصوات الضحك.

فيديو قد يعجبك: