إعلان

حياة السود مهمة: كيف تتحدث مع أبنائك عن العنصرية؟

01:05 م الخميس 25 يونيو 2020

هاريسون تأثر بما عاناه في المدرسة حيث شعر بأن لونه

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

واشنطن- (بي بي سي):

تصاعد التأييد الذي تتمتع به حركة "أرواح السود مهمة" منذ مقتل جورج فلويد، ولكن التركيز على هذا الموضوع جعل الكثيرين يواجهون صعوبة في إيجاد الطريقة المثلى لمناقشة قضية العنصرية مع أبنائهم.

"لماذا تحتاج أن تقول هذا؟" هذا ما سألته ابنة دنيس أديدي ذات السنوات الخمس عند مشاهدتها لافتة تعود للحركة.

ويقول دنيس، الذي يعيش في بريطانيا "هذه هي الحقيقة بالنسبة للطفل الأسود وهي الحقيقة بالنسبة لي كأب أسود أيضا، فالأطفال السود لا يتمتعون ببراءة الطفولة لنفس الفترة التي يتمتع بها الأطفال الآخرين".

ويوضح أنه على الرغم من أن أطفاله الثلاثة، وكلهم تحت سن الخامسة، أصغر عمرا من أن يخوضوا في نقاشات مباشرة حول جورج فلويد، فهو يعرف أن الكثير من الأطفال السود قد تأثروا بحادث قتله.

ويورد دنيس ما قالته ابنة أحد أصدقائه التي أجهشت بالبكاء وهي تتساءل عما إذا كانت في خطر بسبب لونها وإذا كان ينبغي لها أن تخشى على حياتها.

ويقول "ربما تكون هذه لحظة وعي للأطفال، ولكنها لسوء الطالع لحظة مليئة بالضغوط لأنها جزء من الهوية. فليس لك أن تهرب من حقيقتك".

وأشار دنيس، وهو من أهالي غربي العاصمة البريطانية لندن، إلى أن إعداد أبنائه للعيش في بلد مثل بريطانيا جزء أساسي من واجبه كوالد.

ويقول إنه تعرض للإيقاف والتفتيش من جانب الشرطة لمرات عدة منذ كان يافعا. ويضيف بأنه سيتوجب عليه "بكل حزن" أن يعّد ابنه ذا السنوات الأربع لنفس هذه المعاملة في قابل الأيام.

ويتوقع دنيس أن تثار نقاشات أخرى مع بناته، وتحديدا حول شكل أجسامهن، وذلك بسبب قلة تمثيل النسوة السوداوات في المجتمع.

ويقول إن ابنته الكبرى شعرت "بالبهجة" عندما تتلمذت في يوم ما على يد مدرس ذي خلفية عرقية مختلطة. وقالت لوالدها يومئذ، دون تلقين، إن "مدرسنا هذا اليوم كان شعره يشبه شعري وكان لون جلده يشبه لون جلدي".

غياب التنوع

أما جورجينا كلارك، التي تسكن في مقاطعة تشيشير، فتقول إنها اضطرت للخوض في نقاشات مماثلة مع ابنتيها التوأمين (7 أعوام).

وكانت إحدى ابنتيها قد أثارت موضوع لون الجلد للمرة الأولى، عندما قالت إن غياب التنوّع في المنطقة التي يسكنون فيها جعلها تحيي كل أسود تراه في الطريق لأنها "كانت تراهم نادرا بحيث كانت تعتبر كل أسود قريبا لنا".

وكانت تلك البنت هي السوداء الوحيدة في صفها في المدرسة، وفي يوم من الأيام، ولما تبلغ الخامسة من عمرها، رفضت الترجل من السيارة عندما كانت والدتها توصلها إلى المدرسة، قائلة "يا أمي، لا أريد أن أكون المختلفة الوحيدة في الصف".

وتقول جورجينا "أصبت بصدمة حقيقية آنئذ، ولم أتمكن على الرد في تلك اللحظة، وعلمت أنني لم أقم بواجبي الأسري كما ينبغي".

وتضيف "كنت أقول في السابق "الأمر يعود إلى أنك متميزة عن الآخرين، ولكن هذا التفسير لم يعد مقبولا لها الآن".

وأخبرت جورجينا ابنتها بأن والدي أمها ينحدران من أفريقيا وأن والدي أباها ينحدران من منطقة الكاريبي، وأن الناس في هاتين المنطقتين "يشبهوننا". واستخدمت مقاطع منشورة في موقع يوتيوب لإثبات ذلك.

وتقول "لم أر في حياتي شخصا يتمسك بمبدأ بهذه القوة بحيث يخبر كل شخص يلتقي به بالبلد الذي ينحدر منه. كانت فخورة حقيقة بإرثها".

وتوضح جورجينا أنها تعلم أن براءة أطفالها "ستنتهي بشكل صادم في وقت من الأوقات"، ولكنها تريد لهم أن يتمتعوا بهذه البراءة لأطول فترة ممكنة.

وتقول "أريد لهم أن يشعروا بالفخر ببشرتهم، وألا يشعروا بأن اختلافهم ينظر إليه بشكل سلبي".

وتضيف "إذا حدثتهم عن العنصرية، وأخبرتهم بأن البعض لا يتقبلونهم بسبب اختلافهم، قد يؤدي ذلك إلى فقدانهم احترامهم لأنفسهم".

أما في حي هاكني الواقع في شرقي العاصمة البريطانية، يقول مارفين هاريسون، وهو والد لطفلين، إنه قلق من الطريقة التي سينظر بها إلى ابنه ذي السنوات الأربع عندما يبدأ الدوام في مدرسته في الخريف المقبل.

ويوضح "ولدي يتمتع بثقة كبيرة بنفسه. ولكن هذا تحد كبير بالنسبة لولد أسود. فمفهومي لمعنى الثقة بالنفس قد يعتبر تهديدا وعصيانا بالنسبة لغير السود".

ويقول إنه يحاول تلقين ابنه اتباع سلوك مغاير في التصرف عندما يعود إلى صفوف الدراسة. ويمشي الوالد وولده أمام المدرسة يوميا، ويقفان أمامها لبرهة بينما يحاول الوالد تأكيد الرسالة لولده.

تأثر هاريسون بشكل كبير جراء ما عاناه في المدرسة حيث شعر بأن لونه كان سببا للتمييز الذي تعرض له من جانب مدرسيه.

ويقول "الذي يحصل بالنسبة للأطفال السود في أغلب الأحوال أنهم يبدأون بالتساؤل عن السبب الذي يعاملون فيه بشكل مختلف عن الآخرين، ويؤدي ذلك في نهاية المطاف إلى انسحابهم من النشاطات المدرسية".

ولكن مارفين مصمم على ألا يسمح لأبنائه بأن يروا أن كونهم سودا هو أمر سلبي، وعلّم ابنه التعامل مع ذلك بشكل يومي.

ويقول "ينظر إلى نفسه في المرآة يوميا ويقول 'أحب شعري، أحب بشرتي، أحب قدرتي على القفز والعدو، وأنا إنسان حليم'".

ويؤكد "من المهم إعدادهم (الأطفال) مبكرا، ولكن بطريقة يمكن لهم فهمها".

يفية التحدث مع الأطفال عن العنصرية

تقول منظمة يونيسيف، وكالة الأمم المتحدة المختصة بالطفولة، ما يلي:

الأطفال دون الخامسة

استخدام خطاب مناسب لأعمار المتلقين. يجب التعريف بالاختلافات والاحتفاء بها.

كونوا منفتحين، وعبروا عن الاستعداد للإجابة على أسئلة الأطفال، وإذا أشار الأطفال إلى أناس ذوي ألوان مختلفة، لا تسكتوهم لأنهم سيعتقدون آنئذ أن الموضوع محرم.

تمسكوا بالعدالة، فهذا المبدأ يتقبله الأطفال في سن الخامسة جيدا. وتحدثوا عن العنصرية بوصفها أمرا منافيا للعدالة.

الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6-11 سنة

هؤلاء يتعرضون بشكل متزايد إلى معلومات يصعب عليهم استيعابها، ولذا ينصح بالآتي:

التزموا الفضول، فالاستماع وتوجيه الأسئلة هي الخطوة الأولى.

ناقشوا ما يرد في الإعلام سويا، فالإنترنت ووسائل التواصل الإجتماعي أصبحت الآن المصدر الرئيسي للمعلومات بالنسبة للأطفال.

تكلموا بانفتاح، فالنقاش المنفتح والصريح حول العنصرية والتنوّع والشمولية من شأنه بناء الثقة.

الأطفال الذين تتجاوز أعمارهم 12 سنة

للمراهقين القدرة على فهم المواضيع المجردة بشكل أكثر وضوحا، ويتمكنون من التعبير عن آرائهم بأسلوب أكثر فصاحة.

اسألوهم عما يعلمون: ما الذي سمعوه في الأخبار أو في المدرسة أو من أصدقائهم؟

اسألوهم عما يعتقدون أنه مهم في الأخبار وبينوا لهم وجهات النظر المختلفة من أجل توسيع مجالات تفكيرهم.

وشجعوهم على اتخاذ المبادرات.

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك: