إعلان

كارول غصن: "أنا ربة منزل ولست امرأة متآمِرة"

07:02 م الثلاثاء 18 يونيو 2019

كارول غصن وكارلوس غصن في مهرجان كان السينمائي بفرن

إبحث عن لوجو مصراوي داخل الموقع يومياً خلال شهر رمضان للفوز بجائزة

تسجيل الدخول

لندن (بي بي سي)

علمت اللبنانية كارول غصن (52 عاماً) أن معركتها ليست سهلة عندما ظهر اسمها في قضية مخالفات مالية يُزعم أن زوجها كارلوس غصن قد ارتكبها. وادّعت أنه تم تقديم صورة عنها وكأنها زعيمة عصابة وتقول: "أنا ربة منزل، قمت بتربية ثلاثة أطفال، لكنهم يجعلوني أبدو كامرأة متآمِرة".

كان كارلوس غصن يعتبر عملاقاً في عالم الأعمال، إلا أنه محتجز حالياً في اليابان بانتظار محاكمته بتهمة سوء إدارة شركة نيسان للسيارات.

وفي وقت سابق من هذا العام، تم استجواب زوجته كارول في جلسة مغلقة في محكمة بطوكيو، حول ما إذا كانت تعرف أي شيء عن مخالفات زوجها دون أن يوجه لها أي تهمة.

لكن الدافع الحقيقي بحسب اعتقادها هو "توريطها في القضية وإسكاتها لإضعاف كارلوس".

وكانت آخر مرة تحدثت فيها كارول إلى زوجها في أبريل/نيسان الماضي، عندما قامت الشرطة باعتقاله من منزله في طوكيو.

تهم جديدة

اعتقل كارلوس غصن للمرة الأولى في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، ثم أعيد اعتقاله بعد توجيه تهم جديدة له.

وتقول كارول لبي بي سي: "أي نوع من الفوضى هذه، عندما يُطرق بابك في الخامسة صباحاً من قبل 20 شخصاً ويطلبون منك الدخول إلى منزلك!"

وتضيف: "بكينا وكنا متوترين، كان الأمر صادماً لنا، أعتقد أنهم أرادوا تخويفنا وإذلالنا". "كانوا يحيطون بنا أينما تحركنا، لدرجة أن شرطية ناولتني منشفتي من وراء باب الحمام".

وتقود كارول حالياً حملة تأمل من خلالها أن تصل إلى رئيس وزراء اليابان، شينزو آبي، من أجل معاملة زوجها بطريقة أفضل في قمة مجموعة العشرين في طوكيو هذا الشهر.

وزاد قلقها على صحة زوجها البالغ من العمر 65 عاماً، كما أنها غاضبة لمنعها من رؤيته.

سقوط من القمة

وتقول وهي على وشك البكاء: "أخبرني المحامون بأن أي شيء أبوح به، قد يضر بزوجي خلال محاكمته، لإسكاتي. لكنني أريد زوجي معي مرة أخرى، وأعلم أنه بريء".

ومع ذلك، سيتم البت في التهم الموجهة له، في محكمة قانونية، وليس من خلال احتجاجات زوجته، وعلى الرغم من "يقينها من براءة زوجها، إلا أنها لا تستطيع التحدث عن أي تفاصيل بناءً على نصيحة قانونية".

وكان سقوط كارلوس غصن من القمة مثيراً. فقد انهار نمط حياته الباذخة بعد توجيه تهم الفساد والتربح إليه، بسبب الامتيازات التي تمتع بها في شركة نيسان.

خلفية

انهارت حياة رجل الأعمال البرازيلي الفرنسي اللبناني الذي أنعش شركة نيسان وأنقذها في الوقت الذي كانت فيه الشركة تشارف على الإفلاس، في بلد يشتهر بالعزلة في مجال الأعمال.

وشكّل تحالفاً مع شركة رينو وميتسوبيشي بعد نجاحه.

وأكسبه نجاحه الحظوة لدى رؤساء الدول ورؤساء الحكومات وحتى في مسلسل كرتوني للرسوم المتحركة "المانغا اليابانية". ولكن كل ذلك تغير فجأة وتلاشى.

وكان غصن يخطط لاستحواذ شركة رينو على نيسان، الأمر الذي لقي مقاومة شديدة من شركة نيسان.

وتقول كارول، إن السبب الحقيقي وراء انقلاب نيسان عليه هو للتخلص منه". وهو سبب تأكيدها على عدم محاكمته محاكمة عادلة.

لكن نيسان ترفض ذلك بشدة وتقول: "إن السبب الوحيد لهذه السلسلة من الأحداث هو سوء سلوك غصن".

وقالت الشركة لبي بي سي: "كشف تحقيق نيسان الداخلي عن أدلة جوهرية على السلوك غير الأخلاقي الفاضح له، وما زالت التحقيقات تكشف عن المزيد من التصرفات غير القانونية لغصن".

ظروف السجن

وتقول كارول إن زوجها بقي مدة 108 يوماً معزولاً في زنزانة بدون تدفئة خلال فصل الشتاء، ولا تغذية مناسبة إلا ما قلّ، وتم استجوابه لساعات طويلة في جلسة واحدة دون حضور محاميه، وأحياناً كان يُستجوب في الليل.

وعند إطلاق سراحه بكفالة "بدا شاحب اللون" كما تصف، و"اعتقدت أنه كان يعاني من اليرقان لأنه لم يرَ أشعة الشمس. " كان هزيلاً ومرهقاً نفسياً ومشتتاً ذهنياً".

لكن مزاعم أخرى ظهرت في الساحة، مثل أنه تم استخدام أموال نيسان لتحقيق مكاسب شخصية، واستخدام أموال رينو في حفل زفافهما في قصر فرساي عام 2016.

وأثيرت أسئلة حول علاقة كارول غصن بشركة "اليخوت الجميلة" المسجلة في "الجزر العذراء".

ودعمت رينو غصن في البداية بقوة، لكنها اتهمته في وقت لاحق بعد "القيام بممارسات سرية ومثيرة للشبهات".

وأثناء مداهمة منزله في أبريل/نيسان واعتقاله، صادر المدَّعون جواز سفر كارول غصن اللبناني، لكنهم لم يعثروا على جوازها الأمريكي.

سافرت كارول غصن إلى فرنسا وطلبت المساعدة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ثم سافرت إلى الولايات المتحدة وطلبت ذلك من دونالد ترامب أيضاً. وقالت إن الإدارتين وعدتا أن تفعلا ما بوسعهما.

وتعتزم كارول غصن مطالبة رئيس البرازيل جئير بولسونارو أيضاً للنظر في قضية زوجها.

"وحشي ولا إنساني"

لكن هل الزوجان غصن مجرد ثريين وأصحاب امتيازات ويبحثان عن معاملة خاصة؟ ربما يكون كسب تعاطف الرأي العام صعباً؟

وتقول كارول: "نحن نتألم ونعاني، فسواء كنت ثرياً أو فقيراً، يجب أن تتمتع بحقوق الإنسان الأساسية".

وتضيف: "لقد أصيب الناس بصدمة حقيقية عندما علموا بالطريقة التي يعامل بها زوجي، وأنه من غير المرجح أن تبدأ محاكمته قبل العام المقبل".

وعلى الرغم من إطلاق سراحه بكفالة، إلا أنه قيد الإقامة الجبرية في سكن مقدم من قبل المحكمة ضمن ظروف صارمة، إذ تراقبه الكاميرات على مدار الـ 24 ساعة. كما أنه لا يستطيع مغادرة اليابان.

وتضيف: "وعلى الرغم من الوضع السيء، فقد تلقيت مساعدات من الغرباء، وهي أكثر الأشياء التي تأثرت بها".

وتأمل غصن في أن تسلط حملتها الضوء على ما يعرف بـ "عدالة الرهائن" في اليابان (الاحتجاز الطويل في ظروف قاسية بهدف نزع الاعتراف).

وتقول منظمة هيومن رايتس ووتش التي تتخذ من نيويورك مقراً لها، إن عدالة الرهائن "تنتهك المعايير الدولية لحقوق الإنسان، وعلى رأسها افتراض براءة الشخص إلى أن يدان"، ولكن كارول غصن واضحة وصريحة في وصف السلوك بـ "غير إنساني ووحشي".

وتقدمت كارول بطلبين إلى الأمم المتحدة للتحقيق في انتهاك حقوق زوجها بدعم من محامين يابانيين إصلاحيين.

وتضيف: "أشعر بالوحدة، الحياة صعبة، وأنا قلقة لأن ما يحدث مأساوي".

إلا أنها لا تفكر في الاستسلام قائلةً: "عندما تكون مظلوماً، تصبح أكثر غضباً وشراسة في الدفاع عن حقك".

وما زالت بي بي سي في انتظار رد السفارة اليابانية.

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك: