إعلان

تساؤل في صحف عربية: هل تسفر أزمة الولايات المتحدة وإيران عن تشكيل "ناتو عربي"؟

06:12 م الأحد 19 مايو 2019

صواريخ إيرانية في استعراض عسكري

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

(بي بي سي):

استمر الاهتمام في الصحف العربية بالتوتر بين الولايات المتحدة وإيران، والحشد العسكري في منطقة الخليج.

وعلّق كُتّاب على تقارير تفيد بإعادة انتشار لقوات أمريكية برية وبحرية في مياه الخليج وعلى الأرض قبيل قمة إسلامية في مكة أواخر شهر رمضان الجاري.

كما سعى معلّقون إلى التكهن بمصير التوتر القائم بين إيران والولايات المتحدة، وما إذا كان سيتحول إلى مواجهة عسكرية.

"الناتو العربي السني"

يقول عبد الباري عطوان، رئيس تحرير "رأي اليوم" الإلكترونية اللندنية إنه "عندما تنشر صحيفة 'الشرق الأوسط'... أن المملكة العربية السعودية وعددا من دول مجلس التعاون الخليجي وافقت على طلب من الولايات المتحدة لإعادة انتشار قوات عسكرية برية وبحرية في مياه الخليج العربي وعلى الأرض في إطار اتفاقية ثنائية، فإن هذا التسريب يجب أخذه بكل جدية لأنه لا يمكن أن يكون إلا متعمدا، ومن أعلى الجهات الرسمية في الرياض".

ويضيف "الأهم من ذلك أن الصحيفة أكدت على أن قمة عربية محدودة ستعقد على هامش قمة إسلامية في مدينة مكة المكرمة في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، مما يعني أن الحضور من الزعماء العرب الذين من المفترض ‏أن يشاركوا في القمة، سيدشنون أول اجتماع رسمي، وعلى هذا المستوى، لحلف 'الناتو العربي السني' للتحضير لأي حرب يمكن أن تشنها الولايات المتحدة وإسرائيل ضد إيران".

ويتساءل الكاتب "إذا كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي أكدا أنهما لا يريدان الحرب ولا يسعيان إليها، إذا كان الحال كذلك فمن يريدها إذا؟".

ويرى أن هناك ثلاث جهات تريد هذه ‏الحرب "الأُولى أمريكية: وتضم صقور الإدارة مثل مايك بومبيو، وزير الخارجية، وجون بولتون، مستشار الأمن القومي، وجاريد كوشنر، مستشار الرئيس وصهره، والثانية عربية: تضم العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، والثالثة: إسرائيل".

من جهته، يشيد إميل أمين في "الشرق الأوسط" اللندنية بـ "قرار الموافقة الخليجية على إعادة انتشار القوات الأمريكية، بطلب مباشر من الولايات المتحدة، ليعكس متانة وقوة التحالف الاستراتيجي بين واشنطن ودول المنطقة".

ويقول الكاتب "يجيء انتشار القوات الأمريكية في منطقة الخليج العربي كأداة أو وسيلة ورد فعل لمواجهة ومجابهة السلوكيات الإيرانية التي لم تتعدل أو تتبدل خلال العقود الأربعة المنصرمة، والتي أفرزت نتيجة مؤكدة، وهي أن إيران نظام يتسم بالجمود الأرثوذكسي السياسي المتحجر والمتكلس، وملالي يعيشون عصور السكولائية الاجترارية، ولا يقدرون أو يرغبون في مقاومتها، أو الخروج من جحورها، ولهذا لا وسيلة لهم في التعاطي مع العالم الخارجي إلا منطق القوة المجردة من القدرة على الفهم والحوار مع الآخر، ضمن معادلة الجميع فائز، وبعيداً عن فكرة منتصر واحد يهمين على كل الغنائم".

ويرى أن "رسالة انتشار القوات الأمريكية تؤكد للإيرانيين أن أدوات الردع العسكرية حاضرة" وأنها أصبحت "حاجة استراتيجية ملحة، سيما بعد أن باتت المصالح الأمريكية والدولية في المنطقة مهددة".

"ثقة إيرانية"

ويقول فيصل القاسم في "القدس العربي" اللندنية "قد يتصاعد الموقف الى ما هو أكثر سخونة وقد تحصل احتكاكات عسكرية في مياه الخليج أو في أي من أرجاء المنطقة، ولكن من يعتقد أن الغرب، والولايات المتحدة بشكل خاص، قد يفرطون بإيران الطائفية المصدرة للفوضى في المنطقة فهو واهم".

ويضيف "يريد ترامب اتفاقا نوويا جديدا وسيمنحه الإيرانيون ذلك، لأن السلاح النووي ليس من بين أهدافهم وسيكون عبئا أكثر منه قوة، ويريد ترامب سياسة إقليمية لا تشكل تهديدا لحلفاء الولايات المتحدة وسيكون له ذلك، ويريد ترامب تأطير التسلّح الصاروخي وسيكون له ذلك أيضا، كما سيتقاضى عن هذه المنجزات ما يشاء من الإتاوات من جيوب السعوديين وسواهم".

ويتساءل عريب الرنتاوي في جريدة "الدستور" الأردنية "من أين تأتي طهران بكل هذه الثقة؟... وهل هي ثقة حقا أم ضرب من ضروب المكابرة والعناد؟".

ويرى الكاتب أن "لدى طهران 'مجموعتين' من الأسباب تكفي كل واحدة منها لتعميق الإحساس بهذا اليقين".

الأولى "تتعلق بواشنطن، فإدارة ترامب لا ترغب في الحرب وهي غير مستعدة لها، وعام الانتخابات الرئاسية يقرع الأبواب، والتقارير المتواترة تتحدث عن ضعف في جاهزية الجيش الأمريكي لخوض غمار حرب جديدة، والحرب على إيران بحاجة لائتلاف دولي عريض، لا يبدو أن واشنطن قادرة على جمعه في ظل ضعف الحماسة الدولية لخيار الحرب".

والثانية "تتعلق بطهران ذاتها، فالدولة نجحت في بناء ترسانة عسكرية يصعب تجاهل فاعليتها وكفاءتها.. ولإيران حلفاء وشركاء وموالون في دول عديدة.. والدولة في حالة دفاع عن النفس، أي أنها ستخوض المعركة على أرضها، وليس عبر الوكلاء كما في العقود الأخيرة".

فيديو قد يعجبك: