خلاف بين عصفور وأستاذ سابق بالأزهر حول تجسيد الصحابة والأنبياء

قال الدكتور جابر عصفور، وزير الثقافة الأسبق، إن هناك حالة تشدد وردَّة عن القواعد السمحة للدين الإسلامي، فلا يوجود نص يُحَرِّم تجسيد الصحابة، والحديث عن ذلك يدخل في فقه المستحدثة، ولم تكن موجودة في فقه العلماء الأُوَل.

وأضاف عصفور، خلال مداخلة هاتفية مع برنامج "كل يوم" المذاع عبر فضائية "ONE"، مساء اليوم الإثنين، أن مصر في خمسينيات القرن الماضي أنتجت أفلامًا جسَّدت الصحابة، مثل خالد بن الوليد، وحمزة عم الرسول، ثم رأينا مسلسل عمرو بن العاص، ولم يعترض أحد من علماء الدين حينها، وقريبًا شاركت السعودية في إنتاج مسلسل عمر بن الخطاب، فماذا حدث في مصر؟!

وأشار وزير الثقافة الأسبق إلى أنه من حق أصحاب الديانات الأخرى غير الإسلام تجسيد أنبيائهم، فهم أصحاب رسالة وعلم وكانوا يعانون ويفتدون البشرية حتى قُتل بعضهم، متابعًا: "لكن أستثني الرسول محمد".

ومن جانبه، رد الدكتور محمد سالم أبو عاصي، العميد السابق لكلية الدراسات العليا بجامعة الأزهر، بأن الأمر بالنسبة إلى الصحابة يخضع للاجتهاد، وتجسيدهم لا شيء فيه على الإطلاق، إلا أن الأزهر متحفظ فقط على الخلفاء الراشدين الأربعة، مشيرًا إلى أن القضية محل اجتهاد ويجب أن لا نحجر على الآراء.

أما بالنسبة إلى الأنبياء، فقال أبو عاصي إن الأنبياء جميعًا في مرتبة التقديس ومعصومون وفي قمة الكمال، والعقيدة الإسلامية تمنع تجسيدهم على الإطلاق بما ورد فيها من أدلة عقلية ونقلية، متابعًا: "لا يمكن لأي إنسان عادي أن يجسدهم"، وتساءل: "لماذا يستثني الدكتور جابر عصفور الرسول محمد؟! فالرُّسل جميعًا معصومون".