إعلان

رفيدة الأسلمية.. تعرف على صاحبة أول مستشفى ميداني في التاريخ الإسلامي

04:56 م الأربعاء 09 يناير 2019

مسجد سلمان الفارسي موقع غزورة الخندق حيث قامت رفيد

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – سارة عبد الخالق:

يزخر التاريخ الإسلامي بالعديد من الشخصيات النسائية اللاتي لهن دور بارز ومؤثر في الحضارة الإسلامية، فكانت بحق سيدات استطعن أن يحفرن أسماءهم على صفحات التاريخ، وليس غريبا أن تخصص الكلية الملكية في أيرلندا وجامعة البحرين جائزة باسم هذه السيدة التي سجلت اسمها وحفرته كصاحبة الخيمة الطبية الأولى في التاريخ وأول ممرضة في الإسلام إنها (رفيدة الأسلمية) أو (رفيدة بنت سعد الأنصارية).

تعد رفيدة الأسلمية هي صاحبة الخيمة المشهورة بأنها مستوصف طبي وقيل اسمها كعيبة كانت تداوي الجرحى في الغزوات، وفقا لما جاء في كتاب (نساء صنعن التاريخ في العهد النبوي) لكريمة عبود.

خيمة رُفيدة

كانت في المدينة قرب المسجد النبوي خيمة، هي في الحقيقة مستشفى يعالج فيه المرضى والجرحى باستمرار، وكانت رُفيدة تعمل فيه كطبيبة حيث تعتبر أول ممرضة قامت بتأسيس مستشفى صحراوي متنقل في تاريخ الطب الإسلامي، وقد سُميت هذه الخيمة بـ "خيمة رُفيدة "، وفقا لما جاء في (أسد الغابة في معرفة الصحابة) لابن الأثير.

وقد ظهرت "خيمة رُفيدة" منذ يوم أحد، "فهي كانت تستضيف الجرحى وتقوم بمداواتهم وإسعافهم، وكانت تخرج في كل الغزاوت وتنقل معها خيمتها بكل متطلباتها وأدواتها واحتياجاتها فوق ظهور الجمال، وتقيمها بإزاء معسكر المسلمين لتكون عونا لهم ومسعفة تداوي الجرحى، لذلك تعتبر خيمتها هي أول مستشفى ميداني"، وفقا لما جاء في (صور من حياة الصحابيات) لمحمد حامد محمد‎.

دورها في مداوة سعد بن معاذ – رضي الله عنه -

ورد أنه حينما أصيب سيدنا سعد بن معاذ – رضي الله عنه –خلال غزوة الخندق نتيجة سهم أطلقه أبو أسامة الجشمي حليف "بني مخزوم"، حيث أمر النبي – صلوات الله عليه – أن يتم نقله إلى "خيمة رفيدة" لمداواته حتى لا يفقد الكثير من الدماء، (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد جعل سعد بن معاذ في خيمة لامرأة من أسلم ، يقال لها رفيدة ، في مسجده ، كانت تداوي الجرحى ، وتحتسب بنفسها على خدمة من كانت به ضيعة من المسلمين ، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد قال لقومه حين أصابه السهم بالخندق : اجعلوه في خيمة رفيدة حتى أعوده من قريب)، كما يقال أنها شاركت النبي – صلى الله عليه وسلم – في فتح خيبر، حيث أنها قامت بعلاج ومداوة الجرحى وفازت بنصيب من الغنائم، وفقا لما جاء في كتاب (السيرة النبوية) لابن هشام.

وقد ذكر الإمام ابن حجر العسقلاني في كتابه (الإصابة في تمييز الصحابة) كيف تصرفت رُفيدة الأسلمية بحكمة عندما رأت انغراس السهم في صدر سعد، أسرعت بإيقاف النزيف، ولكنها أبقت السهم في صدره لأنها كانت تعلم إنها إذا سحبته أو أخرجته سيحدث نزيفا لا يتوقف من مكان الإصابة.

المسماة بـ (الفدائية)

كانت رفيدة الأسلمية من كريمات النساء وفضليات الصحابيات المجاهدات، بايعت الرسول – صلى الله عليه وسلم – بعد الهجرة، واشتركت في غزوة الخندق وخيبر، وكانت – رضي الله عنها – قارئة، كاتبة، وصاحبة ثروة واسعة، وقد استهوتها حرفة التمريض، ومهنة التطبيب والمداوة، حتى تفوقت فيها، و اشتهرت بين الناس، وكان يطلق عليها (الفدائية) لأنها كانت تدخل أرض المعركة تحمل الجرحى وتسعف المصابين وتشجع المجاهدين، وفقا لما جاء في (صور من حياة الصحابيات) – المصدر السابق ذكره.

وكانت- رضي الله عنها- تنفق على عملها من مالها الخاص، وكان النبي – عليه الصلاة والسلام – تقديرا منه لدورها، فكان يعطيها حصة مقاتل.

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج