إعلان

من بيت النبوة (2) .. جعفر الصادق إمام أهل السنة وأهل البيت

02:39 م الجمعة 26 أكتوبر 2018

قبر اﻻمام جعفر الصادق في البقيع قبل هدمه ...رضي

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب – هاني ضوه :

في الحلقة الثانية من سلسلة "من بيت النبوة" يواصل مصراوي التعرض لسير وتراجم شخصيات ارتبطت ببيت النبوة ونهلت من علوم النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأصبحوا نبراسًا يستضاء بهم.

واليوم يتواصل الحديث عن إمام من أئمة أهل البيت الأطهار من أحفاد النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأحد أعلام أهل السنة صاحب مذهب وعلم مشهود له بالورع والصلاح، إنه الإمام جعفر الصادق بن محمد الباقر بن الإمام علي زين العابدين بن الإمام الحسين بن الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه.

وهو كذلك حفيد لسيدنا أبوبكر الصديق رضي الله عنه، حيث إن جده لأمه هو القاسم بن محمد بن سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه.

ولادته الشريفة

ولد الإمام جعفر الصادق في مدينة جده صلى الله عليه وآله وسلم في 8 من شهر رمضان عام 80هـ، الموافق لشهر أكتوبر 702م)، ونشأ في بيت علم ودين.

تلقيه العلم

تلقى العلم عن أبيه الإمام محمد الباقر وعن جده لأمه القاسم بن محمد بن سيدنا أبي بكر الذي كان أحد فقهاء المدينة السبعة المشهود لهم بالعلم والصلاح، كما تتلمذ الإمام الصادق على يد عدد من التابعين ومن العلماء والشيوخ ومنهم ابن شهاب الزهري وعبيد الله بن أبي رافع، وعروة بن الزبير وعطاء بن أبي رباح، ومحمد بن المنكدر، كما رحل إلى العراق طلبا للعلم، وكانت له عناية بالفقه وشغف باختلاف الفقهاء، ومعرفة مناهجهم، وتطلب ذلك منه معرفة واسعة بعلوم القرآن والحديث، والناسخ والمنسوخ.

إجلاله للخلفاء الراشدين

ووصف الإمام الذهبي في كتابه "سير أعلام النبلاء" الإمام جعفر الصادق بأنّه شيخ المدينة، كما أنّ الإمام أبوحنيفة قال عنه: "ما رأيت أحداً أفقه من جعفر بن محمد".

وكان الإمام جعفر الصادق رضي الله عنه لا ينجرف إلى الصراعات السياسية ولا يبحث عن منازعة الحكام بل كان جل انشغاله بالعلم والتعليم، وكان يُدافع عن الخلفاء الراشدين السابقين للإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، ويمقت الذين يتعرضون لسيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه ظاهراً وباطناً ويغضب منهم.

وعن ذلك ذكر الزمخشري في كتابه "الموافقة بين أهل البيت والصحابة"، والإمام الذهبي في كتابه "تاريخ الإسلام" عن زهير بن معاوية؛ قال: « قال أبولجعفر بن محمد: إن لي جاراً يزعم أنك تبرأ من أبي بكر وعمر. فقال جعفرٌ: برئ الله من جارك، والله إني لأرجو أن ينفعني الله بقرابتي من أبي بكر، ولقد اشتكيت شكايةً، فأوصيت إلى خالي عبدالرحمن بن القاسم».

صفاته وخصاله

أما عن خصال وصفات الإمام جعفر الصادق فقد ذكر القاضي عياض أحد أعمدة المذهب المالكي بعضها في كتابه "ترتيب المدارك وتقريب المسالك لمعرفة أعلام مذهب مالك"، وكذلك كتاب "تهذيب الكمال" وكتاب "المجالس السنية" قول الإمام مالك بن أنس اختلفتُ إلى جعفر بن محمد زماناً فما كنت أراه إلاّ على إحدى ثلاث خصال: إما مصلّياً وإما صائماً و إما يقرأ القرآن، وما رأيته قط يُحدِّثُ عن رسول الله إلاّ على الطهارة، ولا يتكلم بما لا يعنيه، وكان من العلماء العبّاد والزهاد الذين يخشون الله وما رأت عين ولا سمعت اُذُنٌ ولا خَطَرَ على قلب بشر أفضل من جعفر بن محمد الصادق علماً وعبادة وورعًا".

وعنه قال الإمام ابن حبان في كتابه "الثقات": "كان من سادات أهل البيت فقهاً، وعلماً، وفضلاً، روى عنه الثوري، ومالك، وشعبة".

وكان الإمام جعفر الصادق أحد أئمة أهل السنة وصاحب مذهب فقهي معتبر يدرس في الأزهر الشريف، ومما يدلّ على ذلك؛ كثرة الروايات المروية عنه في كتب المحدثين والفقهاء، وكما أنّ إمامة جعفر الصادق معترف بها في كتب المحدثين والمؤرخين.

عالم في الكيمياء

ولم يقتصر علم الإمام جعفر الصادق رضي الله عنه على العلوم الشرعية فحسب، بالإضافة إلى مؤلفاته في الرد على الخوارج والقدرية، وكتاب "الردّ على الغلاة من الروافض"، له رسالةٌ في شرائع الدين، ورسالةٌ إلى أصحاب الرأي والقياس، كما أنّ له رسائلٌ في علم الكيمياء، جمعها تلميذه جابر بن حيان، وروي عنه الكثير من الإجابات حول أسئلة من حوله، حتى صُنّف فيها كتابٌ سمي بـ"الأصول".

وعن ذلك يقول ابن خلكان في كتابه "وفيات الأعيان": وله كلام في صناعة الكيمياء، وكان تلميذه أبو موسى جابر بن حيان الصوفي الطرسوسي قد ألّف كتابًا يشتمل على ألف ورقة تتضمن رسائل جعفر الصادق".

الإمام الصادق عند الشيعة

للإمام جعفر الصادق مكانة كبيرة عند الشيعة، فهو يعتبر الإمام السادس من الأئمة الإثنى عشر المعصومين عند الشيعة الإمامية، ويعتقدون أن مدة إمامته ظلت 34 عامًا بين عامي 765-799هـ، كما أن أحد المذاهب لدى الشيعة ينسب إليه وهو "المذهب الجعفري".

وفاته

توفي الإمام جعفر الصادق رضي الله عنه في النصف من رجب وقال ابن خلكان في كتابه "وفيات الأعيان" إنه توفي في شوال سنة 148 هجريًا وكان يبلغ من العمر 65 سنة، ودفن في البقيع مع أبيه الإمام محمد الباقر وجده الإمام علي زين العابدين وعمه الإمام الحسن بن الإمام علي رضي الله عنهم أجمعين.

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج