إعلان

من معاني القرآن: (خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ)

12:17 م السبت 17 نوفمبر 2018

القرآن الكريم

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب ـ محمد قادوس:

يقدم الدكتور عصام الروبي-أحد علماء الأزهر الشريف ـ (خاص مصراوي) تفسيراً ميسراً لما تحويه آيات من الكتاب الحكيم من المعاني والأسرار، وموعدنا اليوم مع تفسير الآيات القرآنية [ يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ سِرَاعًا كَأَنَّهُمْ إِلَىٰ نُصُبٍ يُوفِضُونَ (43) خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ۚ ذَٰلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ (44)] .. [المعارج: 43*44]

(الأجداث): جمع جدث-بفتح الجيم والدال-وهو القبر.

(إلى نصب): والنصب-بضمتين-حجارة كانوا يعظمونها. وقيل: هي الأصنام، وسميت بذلك لأنهم كانوا ينصبونها ويقيمونها للعبادة.

(يوفضون): أي: يسرعون. يقال: وفض فلان يفض وفضا-كوعد-إذا أسرع في سيره.

(خاشعة أبصارهم): يعني: ذليلة خاضعة؛ وذلك أن الذل والقلق قد ملك قلوبهم.

(ترهقهم ذلة): أي: تغشاهم ذلة شديدة، وهوان عظيم. يقال: رهقه الأمر يرهقه رهقًا، إذا غشيه بقهر وغلبة لا يمكن له دفعها.

(الذي كانوا يوعدون): يعني: على ألسنة الرسل.

خلاصة المعنى في هذه الآيات:

ـ أن الحق تبارك وتعالى يصور أحوال اليوم الذي يقع فيه للمشركين الوعد بما يلاقونه من أهوال وشدائد لخوضهم ولعبهم، فهو يوم قيامهم من القبور إذا دعاهم الرب جل وعلا إلى موقف الحساب، فإنهم ينهضون مسرعين يسبق بعضهم بعضًا كما كانوا في الدنيا يهرولون إلى النصب الذي نصبوه للعبادة من دون الله، وفي هذا من التبكيت ما فيه.

ـ ومن الوعيد المحقق الذي لا شك فيه الذي يجرى بأمر الحق تبارك وتعالى لهم في ذلك اليوم من الأحوال الهائلة والشدائد المذهلة، حتى يرون عذابهم واقعًا، وجزاءهم محققًا، وكل ما هُددوا به ماثلًا، أنهم يخرجون من قبورهم، ذليلة أبصارهم، لا يقدرون على رفعها من الذل والهوان الذي نزل بهم، بعد ما كانوا ينكرون وقوعه، ويكذبون من أرسلهم الله لهدايتهم للحق، ونجاتهم من العذاب.

فيديو قد يعجبك: