لا يتأثر بسماع أخبار الموت فهل قلبه ميت؟.. مبروك عطية يجيب
كتبت – آمال سامي:
"هل عدم تأثر القلب والشعور بالحزن عند سماع خبر الموت يعني هذا أن القلب ميت؟ وإن كان كذلك فما هو العلاج؟" هكذا تلقى الدكتور مبروك عطية، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، هذا السؤال من أحد متابعيه ليجيب قائلًا أن الناس تختلف عن بعضها البعض، فهناك من قلبه رهيف يتأثر إن سمع أن هناك حادثة، وآخر يقول "دور لنا على حادثة تانية كييف سماع حوادث..الدنيا كلها خربت لا تعنيني".
وقال عطية إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان ذا قلب، يقال فيه كل ما يقال في قلوب المؤمنين من الرقة والوداعة والرحمة، فيوم وفاة النبي صلى الله عليه وسلم قال أبو بكر أيها الناس من كان يعبد محمدًا فإن محمدًا قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت، وقال سيدنا عمر "اللي هيقول مات هاخبط رقبته بالسيف الرسول مامتش"، وحين تلا أبو بكر رضي الله عنه الآية: " وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ ۚ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ ۚ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا ۗ وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ" فقال عمر كأني أسمعها لأول مرة.
وأكد عطية أنه ليس شرطًا أن يكون القلب قاسيًا إذا لم يتأثر ويحزن عند سماع أخبار الموت، مؤكدًا أن القسوة أمر آخر، إنما هذه قوة فلابد أن يتم التفريق بين الأمرين، بين القوة ورقة القلب، فالقاسي ليس من يسمع أن هناك خبر وفاة ولا يهتز، إنما القاسي من يسمع أن جاره ليس لديه إفطار ولا يفطره، أو ان هناك أرملة لديها خمس يتامى ولا أحد يسأل عنها، أو من يمنع ميراث اخته الذي لديه عنها، فهذا هو قاسي القلب، وروى عطية حديثًا عن أنس رضي الله عنه: "أن الله يعذب من يعذب الناس".
فيديو قد يعجبك: