إعلان

"عودة المسيح".. قصة انتظار أصحاب الأديان الثلاثة نزول "عيسى" آخر الزمان

07:05 م الثلاثاء 28 ديسمبر 2021

عيسى عليه السلام

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – آمال سامي:

يتفق أصحاب الديانات السماوية الثلاث: اليهودية والمسيحية والإسلام، على قدوم "مخلّص" أو "مسيح" أو "ماشيح" كما يسمى في اليهودية، في آخر الزمان، ليخلص المؤمنين من الشرور، لكنهم يختلفون في تفاصيل ذلك، فبينما تتقارب كثيرًا النظرة المسيحية والإسلامية للمسيح، باعتبار الطرفين ينتظران نزول الشخص ذاته، "عيسى بن مريم"، إلا أن اليهودية تنتظر ملكًا يعيد السيادة لـ شعب الله المختار.. في التقرير التالي يرصد مصراوي قصة عودة المسيح أو ظهور المخلّص آخر الزمان حسبما يرويها أصحابها..

اليهودية

تختلف فكرة نزول المسيح عند اليهود عن فكرته عند المسلمين بشكل كبير، إذ أنه عندهم من نسل داوود، يقول عنه الأستاذ محمد خليفة التونسي: "اليهود ينتظرون مسيحًا يخلصهم من الخضوع للأميين بشرط ألا يكون في صورة قديس كما ظهر عيسى بن مريم كي يخلصهم من الخطايا الخلقية"، لذا فهم ينتظرونه ملكًا من نسل داوود يعيد الملك إلى إسرائيل ويخضع الممالك كلها لليهود، وهذا لن يحدث إلا إذا انهارت السلطة في العالم إلا عند اليهود، لأن السلطة على الشعوب من اختصاص اليهود في نظرهم باعتبارهم شعب الله المختار، وتقول عنه الدكتورة منى ناظم في "المسيح اليهودي ومفهوم السيادة الإسرائيلية"، أنه يصطلح عند اليهود باسم مشيخوت وتعني مجيء مسيح يهودي وبطل قوي يتميز بصفات القدرة القتالية تمكن بني إسرائيل من حالة الهزيمة إلى السيادة على سائر الشعوب فتأتيهم عابدة طائعة مقدمة الهدايا لربهم "يهوه"، وتصبح عبادة الشعوب لهذا الرب خضوع لبني إسرائيل.

تم إطلاق اسم "ماشيح" على الملك الذي سيحكم في آخر الزمان وسيأتي بالخلاص لشعب إسرائيل وشاع أيضا تعبير "ماشيخ بن داوود" في إشارة إلى انه من نسل داوود كما سبق وذكرنا، وحسب التلمود سوف تنزل الكوارث والمصائب على شعب إسرائيل وعلى العالم قبل مجيء المسيح المخلص وتسمى تلك الكوارث بـ "آلام مجيء المسيح المخلص"، وحسب سفر اشعيا فهو ذو صفات خارقة وخاصة وتحل عليه روح الرب ويأتي بالعدل والسلام، "ويكون في ذلك اليوم أن السيد يعيد يده ثانية ليقتني بقية شعبه التي بقيت...ويرفع راية الأمم ويجمع منفيي إسرائيل، ويضم مشتتي يهوذا من أربعة أطراف الأرض" سفر اشعياء – 11

وقد ورد ذكر المسيح المخلص في التلمود كذلك، فيقول: "تطرح الأرض فطيرًا وملابس من الصوف، وقمحًا حبه بقدر كلاوي الثيران الكبيرة، وفي ذلك الزمن ترجع السلطة لليهود، وكل الأمم تخدم ذلك المسيح وتخضع له، وفي ذلك الوقت يكون لكل يهودي ألفان وثمانمائة عبد يخدمونه...".

المسيحية

"أخذت النصرانية عن اليهودية فكرة الملك المخلص، ابن داوود، الذي سيظهر في أواخر الزمان، وألحقتها ونسبتها إلى يسوع"، يقول صاحب كتاب "المسيح المخلص في المصادر اليهودية والمسيحية"، نبيل أنسي الغندور، فتبشر كلمات الإنجيل بعودة المسيح مرة أخرى بقوة ومجد عظيمين كما يقول سفر الررؤيا: "هوذا يأتي مع السحاب، وستنتظره كل عين، والذين طعنوه، وينوح عليه جميع قبائل الأرض"، إلا أنها تتفق في مواطن كثيرة مع النظرة الإسلامية.

وتتمثل فكرة عودة المسيح في العهد الجديد إلى أنه سينزل إلى الأرض ويجمع شمل المسيحيين المؤمنين بعد أن تبدأ الفترة الأخيرة في عمر البشر على الأرض والتي تستغرق سبع سنوات، يظهر فيها عدو المسيح وهو ملك ذو بأس شديد، يخضع له شعوبًا كثيرة منها شعب إسرائيل نفسه في منتصف المدة، وبعدها يتيعقب ويطارد عدو المسيح شعب إسرائيل نفسه ويسعى للتخلص منه وإبادته، وسوف يعلن نفسه إلهًا من الهيكل.

وفي نهاية السبع سنوات الأخيرة ، سوف تتكالب الشعوب على أورشاليم، ولكن الرب لا يمكنهم حينها من النجاح في كيدهم، فسوف ينزل يسوع المسيح بنفسه هو وجيوشه من الملائكة ويدمر تلك الشعوب، وسوف يؤمن به حتى الذين قتلوه، فيقول سفر زكريا: "فينظروا إلى الذين طعنوه، وينوحون عليه كنائح على وحيد له"، وتنتهي تلك المحنة بالحساب في العقيدة المسيحية، "وعندما يعود ابن الإنسان في مجده ومعه جميع ملائكته، فإنه يجلس على عرش مجده، وتجتمع أمامه الشعوب كلها، فيفصل بعضهم عن بعض كما يفصل الراعي الغنم عن المعاز"، وبعدها يرسل المؤمنين –الذين يكونون عن يمينه- إلى "الملكوت" الذي أعد لهم منذ نشأة العالم، ويرسل الآخرين – عن يساره- إلى النار قائلًا: "ابتعدوا عني يا ملاعين إلى النار الأبدية المعدة لإبليس وأعوانه". (انجيل متى – سفر25) وكلا الفريقين سيقضي هناك حياته الأبدية.

الإسلام

"ليس بيني وبين عيسى نبي، وإنه نازل، فإذا رأيتموه فاعرفوه، رجل مربوع، إلى الحمرة والبياض، ينزل بين ممصرتين، كأن رأسه يقطر، وإن لم يصبه بلل"، يبشر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أمته بنزول المسيح عليه السلام في حديث صحيح رواه أبو داوود عن أبي هريرة رضي الله عنه، ونزوله هو إحدى علامات الساعة الكبرى، وكذلك ذكر نزوله في القرآن الكريم في سورة النساء الآية 159، إذ قال تعالى: " وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ"، وقد وردت عدة تفاصيل عن نزوله في السنة النبوية الشريفة، فروي في البخاري أنه سوف ينزل في وقت يصلي فيه المسلمون صلاة الفجر يطلب منه إمامهم أن يكون هو الإمام فيرفض، فيقول صلى الله عليه وسلم: "كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم"، وأيضًا في حديث "لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق...فينزل عيسى بن مريم فيقول أميرهم: تعال صل بنا، فيقول: لا، إن بعضكم على بعض أمراء، تكرمة لهذه الأمة"، وقد ورد الحديث الأخير في صحيح مسلم.

وعند المسلمين فعيسى عليه السلام حين ينزل يحكم بين الناس وفق شريعة الإسلام، فيدق الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويدعو الناس إلى الإسلام، وأبرز ما سيفعله هو القضاء على المسيح الدجال، فيتوجه إلى بيت المقدس ويكون الدجال وجيشه محاصرًا جماعة من المسلمين، فيأمر عيسى بفتح الباب فيفتحون، "فإذا نظر إليه الدجال ذاب كما يذوب الملح في الماء وينطلق هاربًا...فيدركه عند باب لد الشرقي، فيقتله.." كما يروي أبي إمامة.

فيديو قد يعجبك: