إعلان

في ذكرى وفاته.. ما لا تعرفه عن صلاح الدين الأيوبي "العابد" الذي لم يحج

11:33 ص الأربعاء 04 مارس 2020

صلاح الدين الأيوبي

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – آمال سامي:

تحل اليوم ذكرى محرر بيت المقدس وقائد معركة حطين، في الرابع من مارس 1193م. الموافق 27 من صفر 589هـ ، الناصر صلاح الدين الأيوبي.. ولد صلاح الدين يوسف بن أيوب بن شاذي بن مروان في قلعة تكريت بالعراق عام 1138م، وكان والده نجم الدين أيوب واليًا عليها، ثم انتقل نجم الدين أيوب من تكريت إلى الموصل وصحبه ابنه إليها ونشأ وتربى بها، ثم انتقل إلى الشام وتولى بعلبك وظل بها هناك حتى جعله أسد الدين شيركوه على رأس الذهبين إلى مصر للاستيلاء عليها عام 559 هـ.

حياة صلاح الدين الأولى ونشأته لم يصلنا الكثير منها، وبخلاف أرض المعركة، وخبرته كمقاتل ومحارب وزعيم، فإننا لا نعرف عن صلاح الدين الكثير، لكن بهاء الدين بن شداد المؤرخ المعروف والمعاصر لصلاح الدين الأيوبي والذي كان قاضيًا للعسكر في عهده، لازمه وشهد تاريخه وكتب عن سيرته "النوادر السلطانية والمحاسن اليوسيفية"، وفي السطور التالية يستعرض مصراوي بعضًا مما ورد عن صلاح الدين، العابد التقي، الذي لا نعرف عنه شيئًا..

يحكي ابن شداد كيف كان صلاح الدين مواظبًا على القواعد الدينية وملتزمًا بالأمور الشرعية فيقول أنه قد أخذ عقيدته على الدليل بواسطة البحث مع مشايخ أهل العلم وكبار الفقهاء، فكانت عقيدته سليمة مستقيمة "مرضية عند أكابر العلماء" وقد جمعها له الشيخ قطب الدين النيسابوري، ومن شدة حرصه عليها كان يعلمها أبناءه الصغار. أما الصلاة، فكان صلاح الدين مواظبًا عليها، فيصلي كل فروضه في جماعة، حتى قيل أن له سنينًا ما صلى إلا جماعة، وكان رحمه الله يواظب على السنن الرواتب، وقيام الليل، ولم يكن يترك صلاة. أما الزكاة، فيقول ابن شداد أنه قد مات ولم يحفظ ما تجب به عليه الزكاة، لكنه كان يتصدق بجميع ما يملكه ولم يخلف في خزانته من الذهب والفضة إلا 47 درهم وجرامًا من الذهب، ولم يترك ملكًا ولا دارًا ولا عقارًا ولا بستانًا ولا غيره.

ويروي ابن شداد أن صلاح الدين كانت عليه فوائت في الصيام بسبب أمراض تواترت عليه في رمضانات متعددة، ولكن قدره الله سبحانه وتعالى على قضائها بالقدس في السنة التي توفى فيها، ويقول ابن شداد "كان يصوم وأنا أثبت الأيام التي يصومها..وكان الطبيب يلومه وهو لا يسمع، ويقول: لا أعلم ما يكون"، يعلق ابن شداد على ذلك بأن كأنه كان ملهمًا بما سيحدث له بعدها.

وقد توفى صلاح الدين الأيوبي ولم يؤد فريضة الحج، وكان عازمًا عليه في العام التالي لكنه توفى قبل أن يؤديه. أما القرآن الكريم، فكانت علاقته به علاقة المحب، يقول ابن شداد أنه كان يحب سماع القرآن ويبحث عمن يجيده اتقانًا وحفظًا، وكان حريصًا على أن من يحرسه في الليل أن يكون من قراء القرآن، فكان يجعله يقرأ الجزأين والثلاثة والأربعة، يقول ابن شداد: كان خاشع القلب غزير الدمعة إذا سمع القرآن يخشع قلبه وتدمع عينه في معظم أوقاته"، ويضيف ابن شداد أن صلاح الدين كان يحب كذلك أن يسمع الحديث ويقرأه بنفسه من كتب الحديث.

وعن عدله، فيقول ابن شداد: "كان عادلًا رءوفًا رحيمًا ناصرًا للضعيف على القوي، وكان يجلس للعدل في كل يوم اثنين وخميس في مجلس عام يحضره الفقهاء والقضاة والعلماء، ويفتح الباب للمتحاكمين حتى يصل إليه كل أحد من كبير وصغير، وعجوز هرمة وشيخ كبير...على أنه كان في كل أزمانه قابلًا لجميع ما يعرض عليه من القصص في كل يوم ويفتح باب العدل، ولم يرد قاصدًا للحوادث والحكومات".

فيديو قد يعجبك: