إعلان

من هم المرابطون الذين ينتسب إليهم المنتخب الموريتاني.. وكيف أصبحت لغتهم؟

05:28 م الثلاثاء 25 يونيو 2019

مسجد شنقيط..أقدم مساجد موريتانيا وعمره 8 قرون

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- آمال سامي:

في إطار استضافة مصر لبطولة كأس الأمم الأفريقية، يقدم إسلاميات مصراوي أهم وأبرز المعلومات عن أحوال الإسلام والمسلمين في الدول الأفريقية المشاركة في البطولة.. ويرصد في التقرير التالي دولة موريتانيا..

يشارك المنتخب الموريتاني لأول مرة في بطولة الأمم الأفريقية في تاريخه، ويُطلق عليه اسم منتخب "المرابطون"..

ظهر الإسلام لأول مرة في موريتانيا في بداية القرن الثاني الهجري والثامن عشر الميلادي، بعد غزو حبيب بن أبي عبيدة بن عقبة بن نافع للمغرب الأقصى، ويرى البعض أن الإسلام دخل إليها على يد عقبة بن نافع نفسه المتوفي عام (63 هـ / 683م.). كان المسلمون في المرحلة التالية لدخول الإسلام بعيدين عنه وكانت القبائل تستحل كثيرا مما حرم الله رغم كونهم مسلمين، وفي أثناء قيام يحيى بن إبراهيم الجدالي، شيخ قبيلة جدالة بجنوب موريتانيا، بفريضة الحج عام 440 هـ نزل بالقيروان وقابل كبير علماء المالكية آنذاك، أبو عمران الفاسي، وطلب منه النصيحة في كيفية إعادة قومه إلى صحيح الدين، فنصحه بالاستعانة بالشيخ عبد الله بن ياسين، أحد شيوخ المالكية بالمغرب، وبالفعل ترك عبد الله بن ياسين المغرب وارتحل إلى موريتانيا في محاولة لإصلاح الدين في نفوس أصحابه، واستمر في محاولاته أربعة أعوام حوربت فيها الدعوة حتى تحولت من حركة دعوة إصلاحية إلى دولة جديدة تفرض نفوذها في المنطقة تسلحت حتى تواجه القبائل التي عادتها ورفضتها وأبعدتها، لتتكون حركة المرابطين عند مصب نهر السنغال، ومن هناك بدأت معارك "المرابطين" التي توفى في إحداها عبد الله بن ياسين سنة ( 451 هـ/ 1059م)، ليتولى أبو بكر بن عمر اللمتوني الزعامة من بعده بعدما انضم هو وقبيلته إلى المرابطين، وتتوسع دولة المرابطين في عهده لينيب عنه يوسف بن تاشفين ويذهب لنشر الإسلام في ربوع أفريقيا، الذي يثبت كفاءته في الحكم ليتنازل له عنه اللمتوني ويوحد المغرب والأندلس تحت راية واحدة لتسيطر دولة المرابطين في عهده على ثلث أفريقيا.

ومنذ بداية القرن الخامس الهجري توافدت القبائل العربية إلى موريتانيا، وعلى الرغم من أنها لاقت رفضًا من القبائل الأمازيغية في البداية إلا ما لبثت وحدة الدين أن ساهمت في امتزاج العرب مع الأمازيغ وشكلوا مزيجًا منسجما حتى الآن من سكان موريتانيا. كانت موريتانيا ملجئًا للقبائل العربية التي تركت جزيرة العرب مثل بني حسان وبني سليم وبني هلال، وبعض تلك القبائل هاجرت لأسباب سياسية لاختلافها مع الدولة الفاطمية. وفرضت بنو حسان لهجتهم العربية على موريتانيا، فيتحدث الموريتانيون العربية باللهجة الحسانية.

في التاريخ الحديث، احتلت فرنسا موريتانيا عام 1900م وقد واجهت مقاومة شديدة من القبائل الموريتانية وحصلت موريتانيا على حكم ذاتي عام 1956 حتى حصلت على الاستقلال بشكل نهائي في 28 نوفمبر 1960م. بعدها بحوالي ثلاثة عشر عامًا انضمت لجامعة الدول العربية، وقد تأخر انضمامها بسبب رفض المغرب بقيادة الملك حسن الثاني هذا الأمر لأنه كان يعتبر موريتانيا جزءًا لا يتجزأ من المغرب.

يمثل المسلمون نسبة 100% تقريبا من سكان الجمهورية الإسلامية الموريتانية، حيث يصل عددهم إلى 4.6 مليون نسمة وفقًا لأحدث تقديرات الأمم المتحدة، 56% منهم يرتكزون في العاصمة الموريتانية نواكشوط، واللغة العربية هي اللغة الرسمية في موريتانيا. اطلق الرومان اسم"موريتانيا" على تلك البلاد قديما بينما عرفها العرب والمسلمون باسم "بلاد شنقيط" واعادت فرنسا مرة أخرى اسم "موريتانيا" أثناء احتلالها لها (1900 – 1960م )، وشنقيط هي مدينة في موريتانيا تقع في المنقطة الشمالية الغربية منها واشتهرت لكونها واقعة على طريق القوافل المسافرة من المغرب عبر الصحراء إلى بلاد السودان الغربي، واهم مدنها كانت تنبكتو وكانت مركزًا للثقافة والعلوم ومنارة للثقافة العربية الإسلامية في المنطقة.

من أبرز علماء الدين في موريتانيا واشهرهم محمد بن الحسن الملقب بـ ابوبكر المرادى الحضرمي عاش في القرن الخامس الهجري وتوفي عام 489هـ، كان عالما من أعلام المرابطين جاء به ابوبكر بن عامر من المغرب إلى البلاد، وهو من أعلام المذهب المالكي، أقام ب "آزوكي" بموريتانيا يعلم الناس ويقضي بينهم إلى أن عرف بقاضي الصحراء، وهو أول من أدخل علم الكلام إلى موريتانيا ، وهو أقدم مؤلف فيها ومن مؤلفاته : كتاب التحبير في الأصول، والإشارة في تدبير الإمارة، والأرجوزة كبري والأرجوزة الصغرى في الاعتقاد ورسالة في السياسة وآداب الإمارة.

ومن العلماء المعاصرين بموريتانيا، المرابط الحاج بن السالك بن فحفو وهو مؤلف وعالم وفقيه موريتاني توفي في العام الماضي عن عمر يناهز 115 عامًا وحتى وفاته كان طلاب العلم من مختلف انحاء العلم يحرصون على حضور محاضراته وتخرج على يديه عدد كبير من العلماء من داخل وخارج موريتانيا من أبرزهم الشيخ الأمريكي حمزة يوسف، والشيخ عبد الله بن بيّه، والشيخ محمد الحسن ولد الددو، ومن أبرز مؤلفاته: كتاب "لباب النقول في متشابه القرآن وأحاديث الرسول"، و"تنوير الحوالك على ألفية ابن مالك في مجلد واحد"، و"إفادة القارئ والسامع على الدرر اللوامع في مقرأ نافع"، وقد صنفته الدراسات الغربية ضمن ٥٠٠ شخصية مؤثرة في العالم.

خريطة أفريقيا

فيديو قد يعجبك: