إعلان

المجددون في الإسلام.. الإمام أحمد بن حنبل من الحديث إلى الفقه

02:24 م الجمعة 17 مايو 2019

الإمام أحمد بن حنبل

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - هاني ضوه :

في حلقات تستمر خلال شهر رمضان المبارك، يرصد مصراوي سير بعض المجددين في الاسلام، واليوم مع سيرة الإمام أحد الفقهاء الأربعة الإمام أحمد بن حنبل.

ولد الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله في ربيع الأول من سنة (164هـ)، في بغداد، وكان جده والياً على سرخس في العهد الأموي، ولما ظهرت الدعوة العباسية قام معها فقُتِل في ذلك، وكان أبوه جندياً قائداً، مات وهو صغير ، فتربى يتيمًا.

سعت أسرة الإمام أحمد إلى أن توجهه إلى طلب العلم، وفي سنة 179هـ بدأ ابن حنبل يتَّجه إلى الحديث النبوي، فبدأ يطلبه في بغداد عند شيخه هُشَيم بن بشير الواسطي حتى توفي سنة 183هـ، فظل في بغداد يطلب الحديث حتى سنة 186هـ، ثم بدأ برحلاته في طلب الحديث، فرحل إلى العراق والحجاز وتهامة واليمن، وأخذ عن كثير من العلماء والمحدثين، وعندما بلغ أربعين عاماً في سنة 204هـ جلس للتحديث والإفتاء في بغداد، وكان الناس يجتمعون على درسه حتى يبلغ عددهم قرابة خمسة آلاف.

تميز الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله بأنه تلقى العلم منذ أن بلغ الثالثة عشرة عن عدد كبير من كبار علماء عصره في بغداد والكوفة والبصرة من بينهم هشيم بن بشير الواسطي، وبدأ رحلته العلمية في سنة 186م فسافر إلى الحجاز وتهامة واليمن، كما التقى الإمام الشافعي رحمه الله وتتلمذ على يديه ووكيع بن الجراح، حتى قيل إن عدد أساتذته بلغوا الثلاثمائة شيخ.

وعندما بلغ الإمام أحمد أربعين عاماً في سنة 204 هـ جلس للتحديث والإفتاء في بغداد، وكان الناس يجتمعون على درسه حتى يبلغ عددهم قرابة خمسة آلاف.

وكان تأسيس مذهب الإمام أحمد بن حنبل الفقهي في حياته حيث وضع أسسه وأصوله التي نقلها ودونها عنه تلامذته فرووا أصول مذهبه ومسائله ونشروها. وصنف تلامذته عددًا من الكتب التي ضمت المسائل الفقهية التي اجتهد فيها الإمام أحمد، وعرضوها عليه وقد راجعها في حياته فأقر أكثرها وشطب بعضها.

وكانت أصول الاستنباط التي اتبعها الإمام أحمد بن حنبل وبنى فتاويه عليها، ثم صارت أصولاً للمذهب الحنبلي وأصحابه من بعده هي: القرآن الكريم، والسنة النبوية، وفتوى الصحابي، والإجماع، والقياس، والاستصحاب، والمصالح، والذرائع.

ومما يميز الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله كذلك كثرة تلامذته الذين أخذوا وروا عنه ودونوا مسائل مذهبه واعتنوا بأقواله في مختلف فرع الدين من فقه وأصول وعقيدة فبرعوا فيها، وصاروا أعلام عصرهم في التخصصات المختلفة والتي نسبت إلى المذهب الحنبلي في النهاية.

توفي الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله يوم الجمعة 12 ربيع الأول شنة 241 هجريًا، وقت الضحى، وكان قد بلع 77 عامًا، ودفن بعد العصر.

وعن ذلك يحكي ابنه عبدالله فيقول: «توفي أبي في يوم الجمعة ضحوة، ودفناه بعد العصر لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول سنة إحدى وأربعين».

ويذكر عدد من المؤرخين من بينهم الخطيب البغدادي وياقوت الحموي وابن الجوزي وغيرهم أنه دفن في باب حرب، والمتواتر عند أهل بغداد أنه نقل رفات الإمام أحمد بن حنبل أيام فيضان نهر دجلة سنة 1937م إلى مسجد عارف أغا في منطقة الحيدرخانة ببغداد في مسجد عارف أغا الواقع بالقرب من جامع حسن باشا وقد كتب عليه "ضريح أحمد بن حنبل".

فيديو قد يعجبك: