إعلان

شيوخ الأزهر (3) الشيخ النشرتي.. ثالث الأئمة الذي تولى المشيخة 14 عامًا

11:06 م الأحد 12 مايو 2019

مشيخة الأزهر الشريف

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب – هاني ضوه :

كان الأزهر الشريف ولا يزال منارة العلم في مشارق الأرض ومغاربها، يأتيه طلبة العلم من كل فج عميق، لينهلوا من علوم مشايخه وأخلاقهم ما يجعلهم سفراء للإسلام علماء بعلومه وفنونه المختلفة، وفي ذكرى تأسيسه في مثل هذا اليوم في السابع من رمضان عام 361 هجريًا، منذ 1079 سنة .. يستعرض مصراوي أول أئمة وشيوخ ترأسوا ذلك الصرح العلمي والشرعي الكبير وجلسوا على منبره الشريف.

بعد أن توفى الإمام إبراهيم البرماوي الشافعي ثاني مشايخ الأزهر الشريف، عادت مشيخة الأزهر مرة أخرى إلى مشايخ المالكية حيث تولى المشيخة الإمام الشيخ محمد النشرتي المالكي الذي كان زعيمًا لفقهاء المالكية بالأزهر الشريف.

ولد الشيخ محمد النشرتي في بلدة "نشرت"، وهي تابعة لمركز قلين حاليًا، بمحافظة كفر الشيخ، التي كانت تسمى في عصره بـ "مديرية الفؤادية".

وبعد أن أتم الشيخ النشرتي حفظ القرآن الكريم في قريته، انتقل إلى القاهرة ليلتحق بالأزهر، ويتلقى تعليمه على أيدي الشيوخ الأجلاء فيه، فدرس العلوم الشريعة المختلفة مثل: التوحيد والفقه، أصول الفقه، والحديث، التفسير، والتصوف، وعلم الكلام، والنحو والصرف، والعروض، والمعاني والبيان، والبديع والأدب والتاريخ، والسيرة النبوية، وأيضًا درس علوم المنطق، والوضع والميقات، على أيدي كبار علماء عصره.

واجتهد الشيخ محمد النشرتي في تحصيله للعلم، وتقدم على أقرانه، وصارت له مكانة مرموقة، وبلغ في التدريس مكانة عظيمة جعلت طلاب العلم يتوافدون على مجلسه من مختلف المذاهب الفقهية ومن جميع أنحاء العالم الإسلامي، وظل الشيخ النشرتي يتصدر حلقات الدرس حتى اختير لمشيخة الجامع الأزهر سنة 1106هـ/1695م، بعد وفاة الشيخ البرماوي رحمه الله.

ولم يتوقف الشيخ النشرتي عن الدريس بعد توليه مشيخة الأزهر الشريف، فظل يعقد دروسه في المدرسة "الأقبغاوية"، وهي مكان مكتبة الأزهر الآن، وظل يلقي دروس العلم بعد أن تولى مشيخة الأزهر التي ظل فيها أربعة عشر عاماً.

كان للشيخ النشرتي العديد من التلاميذ النجباء منهم الشيخ عبدالباقي القليني، والشيخ أبو العباس أحمد بن عمر الديربي الشافعي الأزهري، والشيخ عبد الحي زين العابدين، والشيخ أحمد بن الحسن الكريمي الخالدي الشافعي الشهير بالجوهري.

ومن العجيب واللافت للنظر أن الإمام الشيخ محمد النشرتي لم يترك ولو مؤلفًا واحدًا، فقد كان من العلماء الأتقياء الذين لا يطلبون الشهرة، فلم يهتم بالتصنيف، كما لم يهتم تلامذته بتدوين شروحه.

وبعد ظهر يوم الأحد الثامن والعشرين من ذى الحجة 1120هـ - 1709م انتقل الإمام الشيخ محمد النشرتي إلى جوار ربه، وأخرت جنازته إلى صبيحة يوم الإثنين، وصلى عليه بالأزهر، وحضر جنازته الصناجقة والأمراء، والأعيان والعامة، وكان يومًا مشهودًا ومشهدًا حافلا، وهذا يدل على منزلته العظيمة، فقد عرف الشيخ النشرتي بالصلاح والزهد وحسن السيرة ومكانته السامية إلى جانب شهرته العلمية بين العلماء وطلبة العلم.

فيديو قد يعجبك: