إعلان

سريلانكا.. رحلة وصول الإسلام من جزيرة العرب إلى "سرنديب"

03:00 م الإثنين 22 أبريل 2019

سريلانكا

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب – هاني ضوه :

كان لدولة سريلانكا ارتباط تاريخي مع البلاد العربية منذ القدم، كونها تقع في جنوب بلاد الهند التي كان يتردد عليها التجار العرب كما يقوم التجار من الهند وسريلانكا بالتردد إلى الجزيرة العربية بعرض التبادل التجاري.

وتذكر المراجع التاريخية، مثل "تاريخ فتوح البلدان" للبلاذري، وتاريخ اليعقوبي و"الكامل" لابن الأثير، كيف بدأ الإسلام في الانتشار في سريلانكا وشبه القارة الهندية، فيقولون إن سريلانكا كانت تسمى قديمًا جزيرة "سرنديب" قبل ظهور الإسلام، وفي القرن الأول الهجري بدأ التجار العرب المسلمين في السفر إلى هذه الجزيرة وفي بداية القرن الثاني الهجري ترددوا على جزيرة "سيلان" التي كانت تسمى قديمًا بـ "جزيرة الياقوت"، واحتكوا بأهلها فبدأ الإسلام في الانتشار بشكل تدريجي هناك.

بدأ انتشار الإسلام من الناحية الساحلية للجزيرة، ومما زاد من انتشار الإسلام هناك هجرة المسلمين من الهنود ومسلمي الملايو وأندونيسيا، كما أن ملوك الجزيرة قد استعانوا بمستشارين لهم من العرب المسلمين في الفترة ما قبل الاستعمار الأوروبي الهولندي ثم البريطاني لسريلانكا.

وتمتاز سريلانكا بالتنوع الديني الكبير، وينتشر هناك إلى عرقين كبيرين الأول هم "التاميل" ويمركزون في النصف الشماي من الجزيرة وجاءوا إلى سريلانكا من الهند، أما العرق الثاني فهم "السنهاليين" الذين يسكنون في النصف الجنوبي من الجزيرة وترجع إصولهم إلى الملاوي الجاوي.

كما توجد عرقيات أخرى أقل عددًا وهم الهنود المهاجرين حديثًا إلى سريلانكا مع النشاط التجاري والصناعي وأكثرهم من الهندوس والبوذيين، وكذلك المسلمين الذين ترجع أصولهم إلى منطقة الملاوي والفرس والهند، ويعيش معظم المسلمين في المنطقة الشرقية من جزيرة سري لانكا وبعضهم يعيشون في منطقة الحصن القديم (كالي) ويشتغلون بالتجارة والزراعة.

ويقدر عدد المسلمين في سريلانكا بحوالي 2,000,000 نسمة، وأغلبية هؤلاء المسلمين من أصل عربي وهم من بقايا الجاليات العربية التي سكنت تلك البلاد في القرن الأول للهجرة، ومن البحارة التجار العرب الذين وصلت سفنهم التجارية قبل أكثر من ألف سنة قادمة من بعض البلاد العربية، كما أن بعضهم من البحارة التجار الفرس والجاويين والهنود الذين قدموا من بلاد فارس وجاوة والهند إلى سيلان، بقصد التجارة بالذهب والمجوهرات والعاج والقرفة وطير الطاووس وغير ذلك.

ويقدر عدد المساجد في سريلانكا بألفي مسجد موزعة على المدن المهمة والقري التي ينتشر بها المسلمون، وهي تمتاز بالعمارة الجميلة ولعل أشهرها "مسجد بيرولا"، وجامع "كولمبو الكبير" الذي يقع وسط حدائق القرفة والأزهار الجميلة.

كما يوجد الكثير من الجمعيات الإسلامية التي يعود تاريخ إنشائها إلى عام 1946م بلغ عددها حوالي 38 بين هيئة وجماعة ومؤسسة، ومن أهمها: "رابطة مسلمي سري لانكا"، والرابطة الملاوية"، وتشرف هذه الجمعيات الإسلامية على تدريس العلوم الإسلامية لأبناء المسلمين في مدارس خاصة بالرغم من ظروفها الاقتصادية الصعبة، وتقوم أيضاً بتوضيح تعاليم الإسلام السمحة لكل من يريد معرفتها حتى ينتشر الإسلام شيئاً فشيئاً بين جميع السكان في تلك البلاد.

ليس ذلك فحسب بل يوجد أيضًا 500 مدرسة إبتدائية إسلامية تخضع لإشراف حكومة البلاد، وهناك نوع من المدارس تفتح أبوابها لأبناء المسلمين يوم الأحد حيث العطلة الأسبوعية، وتسمي المدارس الأحدية، أسستها جمعية إسلامية لتعليم أبناء المسلمين مبادىء الدين الإسلامي وحفظ القرآن، وخصص لرجال الدين الإسلامي مدرسة دار العلوم بالعاصمة، وتدرس بها علوم الدين باللغة العربية، وهناك كلية السيدات المسلمات في مدينة كليليا، كما توجد الزاهرة في مدينة كولومبو، وجامعة كيلانيا الدراسات الاسلامية وتخضع هذه المؤسسات التعليمة لإشراف الدولة، ويعين خريجوها للتدريس في المدارس الابتدائية الإسلامية، ومدارس للأيتام وتوجد تحفيظ القرآن الكريم ودار للثقافة الإسلامية ومكتبة إسلامية، وهناك جامعة الفلاح في كاتا ناكودى في شرق البلاد.

فيديو قد يعجبك: