إعلان

#الإسراء_والمعراج.. المفتي السابق: القدرة الإلهية لا يقف أمامها شيء

03:01 م الخميس 28 مارس 2019

الدكتور علي جمعة

إبحث عن لوجو مصراوي داخل الموقع يومياً خلال شهر رمضان للفوز بجائزة

تسجيل الدخول

(مصراوي):

قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، إن معجزة الإسراء هي كشف وتجلية للرسول ﷺ عن أمكنة بعيدة في لحظة خاطفة قصيرة , وكل من له علم بالقدرة الإلهية وطبيعة النبوة لا يستغربون من ذلك شيئا , فالقدرة الإلهية لا يقف أمامها شيء وتتساوي أمامها جميع الأشياء والمقدرات , فما اعتماد الإنسان أن يشاهده ويدركه بحواسه البشرية الضعيفة ليس هو الحكم في تقدير الأمور بالقياس أمام القدرة الإلهية.

وأضاف جمعة: ومن جهة أخرى فإن من خصائص طبيعة النبوة أن تتصل بالملأ الأعلى , وفي هذا الأمر تجليات وفتوحات ربانية يمنحها اللطيف القدير لمن يصطفيه ويختاره من رسله.

وكتب فضيلة المفتي السابق، عبر صفحته الشخصية على فيسبوك: الوصول إلى الملكوت الأعلى بأي وسيلة كانت -معلومة أو مجهولة- ليس أغرب من تلقي الرسالة والتواصل مع الذات العلية , ولهذا فقد صدق أبو بكر رضي الله عنه هذه المعجزة قائلا: إني لأصدقه بأبعد من ذلك , أصدقه بخبر السماء (رواه الحاكم في المستدرك) وأبو بكر الصديق يشير من واقع إيمانه العميق إلى أن هذه الحادثة ليست قضية مهولة ولا هي ضربا من الخيال , بل هي مسألة معتادة بالنظر إلى طبيعة العلاقة بين الله ورسله ومن كشف الغيب لسيدنا رسول الله ﷺ أنه عندما عاد وجادله المشركون في مكة غير مستوعبين لتلك المعجزة , وطلبوا منه وصف المسجد الأقصى , جلى الله له المسجد رأي العين , فأخذ يصفه لهم ركنا ركنا.

وتابع: كما يتجلى في رحلة الإسراء وحدة الرسالات السماوية وأصل التوحيد , فكل الرسل جاءت بدعوة الإسلام قال تعالى: (قُولُوا آَمَنَّا بِاللهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) وقال: (مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ المُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ), وقد التقى رسولنا الكريم ﷺ في هذه الرحلة بإخوانه من الأنبياء , وصلوا صلاة واحدة يؤمهم فيها صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين , إشارة إلى أن هذه الأمة تتبع جميع الأنبياء وتؤمن بهم , وأن آخر الرسل موصول بأولهم.

إن الله سبحانه كما أرسل الرسل بالعهد القديم , والعهد الجديد , فقد ختمهم برسول الله محمد ﷺ الذي أنزل معه العهد الأخير والرسالة الخاتمة: (وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آَتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ), وفي الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: إن مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بيتا فأحسنه وأجمله , إلا موضع لبنة من زاوية , فجعل الناس يطوفون به ويعجبون له , ويقولون هلا وضعت هذه اللبنة قال فأنا اللبنة , وأنا خاتم النبيين (أخرجه البخاري ومسلم).

وفي نهاية بيانه، أوضح جمعة أن هذه الرحلة أصبحت رمزا أبعد وأوسع من حدود الزمان والمكان لتأكيد أن الإسلام هو دين الله الخاتم وهو الدين الذي أرسل بأصله الأنبياء والمرسلون لهداية العالمين.

إن حادثة الإسراء معجزة رسالة إلى يوم الدين , لابد فيها من الإيمان والتذكير بشرف الزمان الذي وقعت فيه , وشرف المكان الذي بدأت منه والمكان الذي انتهت إليه , وصولا إلى شرف النبي الخاتم الذي به تشرفت مفردات الوجود في هذه الحادثة وغيرها سواء الزمان والمكان والأحوال والأشخاص.

فيديو قد يعجبك: