إعلان

"المدارس النظامية".. تعرف على قصة إنشائها والوزير الذي سُمّيت باسمه

10:47 م الأحد 23 سبتمبر 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث
كتب - إيهاب زكريا:
تعد المدرسة هي مؤسسة تعليمية يتعلم فيها التلاميذ الدروس بمختلف العلوم وتكون الدراسة بها عدة مراحل وهي الابتدائية والإعدادية والثانوية وتسمى بالدراسة الأولية الإجبارية في كثير من الدول، أما مفهوم تجميع الطلبة معاً في مكان محدد لأجل التعلم فكان موجودا منذ العصور الكلاسيكية القديمة. فالمدارس الرسمية أنشئت على أقل تقدير منذ فترة اليونان القديمة. ومفهوم المدرسة كان يعتمد على المناظرات والنقاشات وكانت المدارس في تلك الفترة تسمى بأكاديمية، أما المدارس في الإسلام فكانت تشبه حلقات الذكر ومدارسة علوم الشرع وكانت تعقد في المساجد والجوامع على مر العصور الإسلامية تحت مسمى حلقات الذكر، ولعل أول ما شهد المدارس النظامية كان عصر السلاجقة.
وفي هذا التقرير يرصد مصراوي تاريخ إقامة أول مدارس نظامية في النظام الإسلامي:
فكرة تأسيس المدارس النظامية
بداية تعد المدارس النظامية هى المدارس التي أطلق عليها اسم الوزير "نظام الملك" التي أسسها في عهد السلاجقة. وأكبر هذه المدارس هي المدرسة النظامية التي تأسست في بغداد. وكانت لجهود واهتمام ألب أرسلان ونظام الملك عظيم الأثر في تأسيس المدرسة النظامية ببغداد؛ حيث كانت المدارس النظامية ببغداد مؤسسات تعليمية عظيمة. وكانت تعتمد اعتماداً كلياً على الأوقاف، ولكنها قد شيدت بأكملها على نفقة الدولة. وكانت المدارس النظامية ببغداد تشترط أن يكون معلموها على المذهب الشافعي.
ووفق كتاب (الحضارة الإسلامية) للدكتور أحمد شلبي، شهدت حركة التعليم في العالم الإسلامي خلال عصر السلاجقة في العراق وإيران ظهور أول المدارس النظامية التي تعتمد أسلوباً تعليمياً منتظماً مبنياً على التخصص المعرفي والحضور المنتظم للطلاب بعد أن كان التعليم يعتمد طوال العصور السابقة على الحضور الطوعي لطلاب العلم في حلقات العلماء. ويعود الفضل في إنشاء هذا النوع من المدارس للوزير السلجوقي الشهير نظام الملك الطوسي وزير السلطان ملكشاه، والذي أنشأ المدرسة النظامية الأولى ببغداد، ولذا عرفت باسمه، ثم سرعان ما انتشر نموذج المدرسة النظامية معمارياً وإدارياً في أرجاء العالم الإسلامي، وخاصة بعد قيام الخليفة العباسي المستنصر بالله بإنشاء أشهر مدارس العالم الإسلامي ببغداد، وهي المعروفة حتى اليوم بالمدرسة المستنصرية. وقد نشر السلاجقة العشرات من المدارس في مختلف المناطق التي حكموها ومزجوا في مناهج التدريس بها بين الطابعين الديني والعلمي طبقاً للاحتياجات الخاصة بكل منطقة، فمن الناحية الدينية كانت تعقد دروس منتظمة لتخصصات الفقه والحديث النبوي وتعين لها الكتب التي سيعتمد عليها الشيوخ في التدريس وألحق ببعض المدارس قاعات لتدريس علوم مدنية لعلَّ أهمها على الإطلاق الطب والفلك. وفي خضم قيام صلاح الدين الأيوبي بتصفية الخلافة الفاطمية بمصر استعان القائد الشافعي المذهب بأسلوب المدارس النظامية للتمكين لمذهبه بالبلاد فأنشأ عدة مدارس بالقاهرة والإسكندرية وحذا كل من الملك الكامل والصالح نجم الدين أيوب حذوه في ذلك
من هو نظام الملك؟
هو قوام الدين أبوعلي الحسين بن علي بن إسحاق بن العباس الطوسي الملقب بـ(خواجة بزك) أي (نظام الملك)، من مواليد طوس، في بلاد فارس أو ما يسمى حاليا إيران، أحد أشهر وزراء السلاجقة، كان وزيراً لألب أرسلان وابنه ملكشاة، لم يكن وزيرًا لامعًا وسياسيًّا ماهرًا فحسب؛ بل كان داعيًا للعلم والأدب محبًّا لهما؛ أنشأ المدارس المعروفة باسمه «المدارس النظامية»، وأجرى لها الرواتب، وجذب إليها كبار الفقهاء والمحدِّثين، وفي مقدِّمتهم حُجَّة الإسلام أبوحامد الغزالي.
نظام الدراسة
قرر نظام الملك البدء بإنشاء سلسلة من المدارس التي تعلم الدين حسب تعاليم مذهب السنة، وبشكل أكثر خصوصاً المذهب الشافعي بسبب كون نظام نفسه شافعياً، وبدأ بتأسيس أولى هذه المدارس في مدينة بغداد عام 457 هـ، وانتهى بناؤها في شهر ذي القعدة عام 459 هـ وحضرها جمع عظيم من سكان بغداد عند افتتاحها، وكلف بالتدريس بها أبوإسحاق الشيرازي.
كانت مواقع إنشاء أولى المدارس النظامية هى: بغداد وبلخ ونيسابور وهراة وأصفهان والبصرة والموصل ومرو وطبرستان.
وصرف نظام الملك مبالغ هائلة في المدارس، وحرص على أن توفر راحة كاملة للطلاب، فخصص سكناً للمدارس لكي يُقيم به طلابها، وأعطى كل واحد منهم أربعة أرطال من الخبز كل يوم لإعالته، وبنى في كل مدرسة مكتبة ضخمة تشبع اهتمامات الطلاب
وكان يُشترط لتعيين مدرس في مدرسة نظامية أن يَكون شافعياً، وكانت هناك عدة مناصب إدارية هى:
- المدرّس (من يُلقي الدروس)
- والنائب (من يَنوب عن المدرس في الإلقاء إذا لم يَستطع ذاك الحضور)
- والمعيد (طالب يُعيد الدرس للطلاب الآخرين ويُساعدهم على فهمه إن تطلب الأمر).
وعندما كان يُنهي الطلاب تعلمهم في المدارس كانوا يُقدمون طلباً للحصول على "الإجازة"، وهى وثيقة تشبه الشهادة تثبت أنهم درسوا وتعلموا في هذه المدارس، والتي تتيح لهم لاحقاً الالتحاق بوظائف مثل القضاء والإفتاء والتدريس وغيرها.

فيديو قد يعجبك: