المفتي السابق يكشف سر ابتعاد غالبية الصحابة عن الإفتاء
03:10 م
الأربعاء 12 ديسمبر 2018
كتب - أحمد الجندي:
قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق إن عمل الإفتاء منصب شريف, تولاه رسول الله ﷺ فيما تولى من مناصب كثيرة، كالقضاء والحكم الأعلى بالإضافة إلى الدعوة والإمامة وغيرها.
وأضاف جمعة: ومما ذكره الإمام القرافي في كتابه الماتع (الفروق)، وفرق في كتابه في فصل جعله لذلك بين النبي مفتيا، والنبي قاضيا, والنبي داعية، والنبي رئيسا للدولة، والنبي قائدا للجيوش، والنبي إماما للصلاة, فقد اجتمعت فيه ﷺ كل هذه المقامات, فالنبي ﷺ هو الإنسان الكامل الأتم, الذي نفعنا الله به في الدنيا والآخرة, ثم جاء من بعده الصحابة الكرام رضي الله عنهم, وقد ورثوا علمه وحملوا شريعته, وأدوا تلك الأمانة, كل على قدر طاقته.
وأوضح جمعة، في بيان له مساء اليوم الأربعاء، على صفحته الرسمية، أنه اشتهر في الفتوى من الصحابة أناس, منهم من إذا ما جمعت فتاواه كانت في مجلد, ومنهم من إذا ما جمعت فتاواه كانت في جزء صغير, ومنهم من له الفتوى والفتويان فقط، وعدد الذين تصدروا للفتوى من الصحابة الكرام كانوا نحو مائة وخمسين على قول, مع أن الذين رأوه ﷺ بأعينهم, وشاهدوه, وغزوا معه الغزوة و الغزوتين, وعاشوا معه السنة والسنتين, قد وصلوا إلى نحو مائة ألف وأربعة وعشرين ألفا، وعلى ذلك, فهذا المقام الرفيع الذي كان يتولاه الصحابة الكرام لا يزيد عدد من تولاه منهم على واحد بالمائة، وكل واحد منهم صحابي جليل, وفيهم يقول رسول الله ﷺ: (لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه) (رواه البخاري، ومسلم) يعني أن الصحابي لو أنفق مثلا مقدار كيلوين أرزا أو قمحا, وأنت أنفقت في مقابله وزن أحد ذهبا, فإنك لا تبلغ نصف ما أنفقه الواحد منهم رضي الله عنهم.
وتابع جمعة: مع هذه الجلالة فقد كان منصب الإفتاء فيهم أيضا منصبا محددا لا يقوم به الجميع، بل الواحد بعد الواحد ممن توفرت فيهم ملكات وعلوم زائدة على مجرد الصحبة النبوية الكريمة.
وظل هذا المنصب موجودا في الأمة، وألَّف فيه كثير من العلماء في آداب المفتي والمستفتي وكيفية الفتوى, منهم الإمام الحافظ ابن الصلاح، والإمام النووي، وابن حمدان،, وكثير من العلماء,، وفصلوا هذا القول تفصيلا، وبقي هذا المنصب في بلادنا هذه, ينهض به الأئمة والعلماء الأكابر.
فيديو قد يعجبك:
الخبر التالى:
علي الجفري يوضح متى نأخذ بالفتوى وإن اختلف المفتون