إعلان

حديثٌ ومعنى: "وَمَنْ يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللَّهُ..."

03:12 ص الإثنين 26 نوفمبر 2018

الصبر

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - إيهاب زكريا:

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ -رضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-: إِنَّ نَاسًا مِنْ الْأَنْصَارِ سَأَلُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَعْطَاهُمْ، ثُمَّ سَأَلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ، ثُمَّ سَأَلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ؛ حَتَّى نَفِدَ مَا عِنْدَهُ، فَقَالَ: مَا يَكُونُ عِنْدِي مِنْ خَيْرٍ، فَلَنْ أَدَّخِرَهُ عَنْكُمْ، وَمَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ اللَّهُ، وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللَّهُ، وَمَنْ يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللَّهُ، وَمَا أُعْطِيَ أَحَدٌ عَطَاءً خَيْرًا وَأَوْسَعَ مِنْ الصَّبْرِ.

(أخرجه البخاري ومسلم)

وجاء في شرح الحديث فيما يتعلق بمعنى قوله صلى الله عليه وسلم: ومن يتصبّر يصبره الله، فإن سياق الحديث جاء في بيان كراهة المسألة، وأن المراد بالصبر في هذا الحديث هو الصبر عن سؤال الناس، وانتظار رزق الله، وقد ترجم البخاري -رحمه الله- لهذا الحديث بقوله: باب الاستعفاف عن المسألة.

ولذلك فسّر بعض أهل العلم الصبر بهذا المعنى الخاص، ومن ذلك قول الْقُرْطُبِيّ -كما في فتح الباري-: (وَمَنْ يَتَصَبَّرْ) أَيْ: يُعَالِج نَفْسه عَلَى تَرْك السُّؤَال، وَيَصْبِر إِلَى أَنْ يَحْصُل لَهُ الرِّزْق، (يُصَبِّرهُ اللَّه) أَيْ: فَإِنَّهُ يُقَوِّيه، وَيُمَكِّنهُ مِنْ نَفْسه؛ حَتَّى تَنْقَاد لَهُ، وَيُذْعِن لِتَحَمُّلِ الشِّدَّة؛ فَعِنْد ذَلِكَ يَكُون اللَّه مَعَهُ، فَيُظْفِرهُ بِمَطْلُوبِهِ.

وذهب بعض أهل العلم إلى ما هو أشمل من ذلك، فقد قال العيني - كما في عمدة القاري-: وفيه: الحث على الصبر على ضيق العيش، وغيره من مكاره الدنيا.

فيديو قد يعجبك: