إعلان

على جمعة: النموذج المتطرف يتسم بـ"الجمود الفكري"

11:17 م الأربعاء 03 أكتوبر 2018

الدكتور على جمعة

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

( مصراوى )

قال الدكتور على جمعة - مفتى الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف - إن من أبرز سمات التطرف: الجمود الفكرى، الذي يدفع إلى رفض الانتقاد وعدم تقبله.

وكتب جمعة على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى "فيسبوك": الجمود على الأفكار التي وضع لها قواعد مسبقة ورسم لها إطارا محددا، ويجب ألا تخرج جميع القضايا الواقعة أو المستجدة عما رسمه في ذهنه من أطر؛ وهذا الجمود يصحبه تشبث يصل بصاحبه إلى الجنون أو الازدواجية في الشخصية؛ بسبب عدم المرونة، وعدم تقبل أن يظهر أمر مخالف لما أَصَّلَه ورسخه في عقله لسنوات، فهو أشبه بشخص وضع في عقله حجرا وقفل عليه بقفل وألقى مفتاحه في جب عميق.

ويضيف المفتى السابق: إن الانتقاد إذا وجه لهذا الشخص المتطرف الذي يعيش حسب نموذج الكراهية يعدُه تحطيما لعقله تمامًا، وينظر إليه على أنه صراع أو محاربة وتدمير لذاته، ولا يرد الانتقاد إلا بالعنف والرفض القاطع؛ لأنه رسخ في عقله أن ما عليه هو دين الحق، وهو دين الله ذاته، وأن أي عداوة توجه لما هو عليه هي في الأساس موجهة إلى الدين، فالمنتقد له هو عدو الله وعدو الدين.

واوضح كذلك عضو هيئة العلماء أن ما تراه من التعالي والغرور الذي يصاب به هذا الشخص المتطرف في تصوراته الدينية، مما يوصله إلى الاعتقاد بدونية الآخرين وعدم صلاحيتهم لانتقاده أو التعديل عليه؛ لأنه يظن أنهم بذلك يعدلون على الله الخالق العليم الذي أحسن كل شيء خلقه، وأنى لبشر أن يبلغ مكانة العلم الإلهي الذي حصله ـ بظنه ـ واستمده وأقام نفسه عليه.

وأوضح جمعة أن المتطرف يرى أن الآخر يكرهه بسبب أنه على الحق الراسخ المتين وليس لعيب فيه أو في شخصه، ويتقمص هذا المتطرف شخصية المسلمين في النموذج المكي حيث الاضطهاد والتعذيب من قريش، فيرى الآخرين من حوله على صورة أبي لهب أو أبي جهل الذين ناصبوا سيدنا محمدا صلى الله عليه وسام العداء وعذبوا أصحابه ليردوهم عن دينهم، فالآخرون في نظره يعبدون أوثانًا ولا يؤمنون بالإله الذي يؤمن به وإن كانوا مسلمين، فهو قال للأمر الإلهي سمعنا وأطعنا، ومن حوله ـ في تصوره ـ قالوا سمعنا وعصينا.

وتابع: المتطرف يرمي من حوله بالكفر أو النفاق، فهم يصدون عن سبيل الله إذ يقاومونه، وهم يتولون إذ يأمرهم بما يأمرهم به من اتباعه على دين الحق، فهم إن يريدون إلا فرارا، وأما هو فمن الثابتين الذين أطلقوا لحاهم كفريضة، ولبسوا النقاب كفريضة، والآخرون من حوله يتشبهون بغير المسلمين فيحلقون اللحى ويرغبون عن العفة والستر فيخلعون النقاب.

وأخيرا يوضح جمعة نظر المتطرف إلى نفسه فيقول: قد تماهى مع الدين الذي لم ير له إلا وجها واحدًا، وهو ما هو عليه وأقرانه، وعليه: فإن أي تغيير في رؤيته يسمى بدعة أو انحرافا أو تساهلا أو نفاقا أو رياء أو تقية أو تحريفا للكلم عن مواضعه، وهكذا.

فيديو قد يعجبك: