إعلان

في ذكرى دخوله مصر.. جوهر الصقلي الفاطمي الذي أسس القاهرة وأنشأ الأزهر

02:25 م الثلاثاء 23 أبريل 2019

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب – هاني ضوه :

التاريخ المصري تاريخ مليء بالأحداث الكبيرة التي صاحبها الكثير من التغيرات الجذرية على كافة الأصعدة، والتي من بينها إنشاء مدينة "القاهرة" على يد جوهر الصقلي القائد الفاطمي لتكون عاصمة للفاطميين ورابعة مدن مصر الإسلامية.

في مثل هذا اليوم 17 من شعبان 358هـ = 6 من يوليو 969م، حين تحرك الجيش الفاطمي بقيادة جوهر الصقلي إلى مصر ليدخل مدينة الفسطاط التي أسسها عمرو بن العاص بعد فتح مصر، فسارت الجيوش القاطمية وعسكرت في سهل رملي يجده من الشرق جبل المقطم، ومن الغرب خليج أمير المؤمنين، ومن الجنوب مدينة القطائع التي أسسها أحمد بن طولون في العصر الأخشيدي، ليعلن بعدها القائد الفاطمي سقوط الدولة الإخشيدية وقيام الدولة الفاطمية، دون مقاومة تذكر.

وصف المقريزي في كتابه "اتعاظ الحنفا في ذكر الأئمة الفاطميين الخلف" لحظة دخول جوهر الصقلي إلى مصر وكيف استقبله أهلها وكان ذلك يوم الثلاثاء 17 شعبان 358هـ/ 5 يوليو 969م خرج كبار رجال مصر، والأشراف والقضاة والعلماء وكبار التجار والشعب إلى منطقة الجيزة غرب النيل، وعندما اكتمل العدد وأصبح كبيرًا جاء جوهر الصقلي وسط مائة ألف جندي من الفاطميين الذين دخلوا مصر بدون أية مقاومة تذكر، وتقدم كبار رجال مصر حينها والحشود الموجود واحدًا واحدًا للسلام على جوهر الصقلي ومبايعته والترحيب به، وبعد أن انتهوا عادوا مرة أخرى إلى منطقة الفسطاط.

وبعد انتهاء مراسم الاستقبال يذكر المقريزي أن جوهر الصقلي وجيوشه توجهوا إلى شمال الفسطاط في المنطقة التي كانت تسمى "المناخ" أي مناخ الإبل، وكانوا يحملون معهم صناديق من المال على البغال بلغ عددها ألف وخمسمائة صندوق.

وكان جوهر الصقلي يرتدي في ذلك اليوم حُلة مذهّبة ودخل وسط فرسانه دخول المنتصر، وفي "المناخ" كان الموضع الذي كان المعز لدين الله الفاطني قد قرر بناءه عاصمته الجديدة في مصر، وهو موضع القاهرة، وأول ما بدأ جوهر في بناءه كان القصر الكبير، وسمى العصامة الجديدة "المنصورية" بعد أن أحاطها بصور كبير، وعندما جاء المعز لدين الله إلى مصر سماها "القاهرة" ليستمر اسمها إلى الآن.

وذكر المقريزي أنه بعد أن دخل جوهر الصقلي مصر شرع في بناء المركز الملكي "للخلافة الفاطمية" وجيشها، وفي 25 جمادي الأولى قام جوهر الصقلي بوضع حجر الأساس للجامع الأزهر الشريف 359 هـ، وذلك لنشر مذهب الشيعة الإسماعيلية، الذي تتبناه الدولة الفاطمية.

ووقع الاختيار على مكان الأزهر الشريف الحالي بالقرب من مدينة الفسطاط التي كانت على المذهب السني، فأصبحت القاهرة مركزًا للطائفة الإسماعيلية والدولة الفاطمية، وبدأت حلقات العلم للمذهب الشيعي التي انتظمت في الأزهر، وبدأها القاضى أبو حنيفة بن محمد القيرواني قاضي الخليفة المعز لدين الله، وتولى التدريس أبناء هذا القاضي من بعده ، وغيرهم من علماء المذهب الشيعي، وجانب علوم أخرى في الدين واللغة والقراءات والمنطق والفلك.

فيديو قد يعجبك: