إعلان

فتح القسطنطينية.. حين تحققت بشارة النبي بعد أن استعصت على المسلمين

06:48 م السبت 26 يناير 2019

المُسلمون يدخلون القسطنطينيَّة بقيادة السُلطان مُح

إبحث عن لوجو مصراوي داخل الموقع يومياً خلال شهر رمضان للفوز بجائزة

تسجيل الدخول

كتب - هاني ضوه:

كان لفتح القسطنطينية على يد السلطان العثماني محمد الفاتح أثر كبير في تاريخ الإسلام، وهي المدينة التي استعصت على جميع الحكام، حيث بدأت محاولات فتحها منذ أوائل العهد الأموي خلال خلافة معاوية بن أبي سفيان، واستمرت خلال العهد العباسي، إلى أن تكللت بالنجاح في العهد العثماني على يد السلطان محمد الفاتح.

وفتح القسطنطينية بشر به النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وأنه ستفتح على يد أمير صالح، وجاء ذلك في حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم الذي أخرجه الإمام أحمد من حديث بشر الغنوي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لتفتحن القسطنطينية، ولنعم الأمير أميرها، ولنعم الجيش ذلك الجيش".

تولى السلطان محمد الفاتح السلطنة العثمانية بشكل كامل بعد وفاة والده في 7 فبراير عام 1451م، وكان عمره حينها 22 عامًا ومنذ ذلك الحين بدأت في تنفيذ الحلم بفتح القسطنطينية، وفي الوقت نفسه يُسَهِّل لدولته الفتية الفتوحات في منطقة البلقان، ويجعل بلاده متصلة لا يفصلها عدوٌّ يتربَّص بها، وليكون هو محلَّ البشارة النبوية».

وبدأ محمد الفاتح في الإعداد لهذا الأمر فعمل أولًا على تأمين مضيف البسفور وتحصينه، وذلك تمهيداً لفرض الحصار على القسطنطينية، وعن ذلك يقول د. محمد صفوت في كتابه "السلطان محمد الفاتح، فاتح القسطنطينية": في ذلك الوقت أيضاً بدأ المهندسون في جيش السلطان بصناعة المدافع، وأنجزوا في هذا المجال إنجازاً كبيراً، كما أمر السلطان المهندسين ببناء السفن، إذ إنّ القسطنطينية مدينة تطلّ على البحر، فلا ينفع حصارها دون حصار بحري، فأعدّوا لذلك أسطولاً ضخماً تجاوز عدد سفنه أربعمئة سفينة حربيّة.

ويضيف في كتابه أن الجيش الإسلامي بقيادة السلطان محمد الفاتح بدأ بالتحرك نحو القسطنطينية برّاً وبحراً، وبدأ الحصار الفعليّ للقسطنطينية بتاريخ 6/4/1453 م، في ذلك الوقت طلب السلطان من قسطنطين الحادي عشر، تسليم المدينة للمسلمين، على أن يحفظ على سكّانها أرواحهم ومعتقداتهم وممتلكاتهم، لكن قسطنطين رفض ذلك.

وذكر د. علي الصلابي في كتابه "الدولة العثمانية النهوض وأسباب السقوط" أن السلطان محمد الفاتح زحف إلى القسطنطينية فوصلها في 26ربيع الأول 857هـ، 6أبريل سنة 1453م، فحاصرها من البر بمائتين وخمسين ألف مقاتل، ومن البحر بأربعمائة وعشرين شراعًا، فوقع الرعب في قلوب أهل المدينة؛ إذ لم يكن عندهم من الحامية إلا خمسة آلاف مقاتل، معظمهم من الأجانب، وبقي الحصار 53 يومًا، لم ينفك العثمانيون أثناءها عن إطلاق القنابل».

ويضيف: «لجأ العثمانيون في المراحل المتقدمة من الحصار إلى طريقة جديدة ومبتكرة في محاولة دخول المدينة؛ حيث عملوا على حفر أنفاق تحت الأرض من أماكن مختلفة إلى داخل المدينة، التي سمع سكانها في 16 مايو ضربات شديدة تحت الأرض أخذت تقترب من داخل المدينة بالتدريج، فأسرع الإمبراطور البيزنطي بنفسه ومعه قُوَّاده ومستشاروه إلى ناحية الصوت، وأدركوا أن العثمانيين يقومون بحفر أنفاق تحت الأرض، وإلى جانب ذلك لجأ العثمانيون إلى طريقة جديدة في محاولة الاقتحام، وذلك بأن صنعوا قلعة خشبية ضخمة متحركة تتكون من ثلاثة أدوار، وبارتفاع أعلى من الأسوار، وقد كسيت بالدروع والجلود المبللة بالماء لتمنع عنها النيران، وشحنت تلك القلعة بالرجال في كل دور من أدوارها، وكان الذين في الدور العلوي من الرماة يقذفون بالنبال كل من يطل برأسه من فوق الأسوار».
وفى فجر يوم الثلاثاء الموافق 20 من جمادى الأولى 827 ﻫ = 29 من مايو 1453 م، نجحت القوات العثمانية في اقتحام الأسوار، وزحزحة المدافعين عنها بعد أن عجزوا عن الثبات، واضطروا للهرب والفرار، وفوجئ أهالي (القسطنطينية) بأعلام العثمانيين ترفرف على الأسوار، وبالجنود تتدفق إلى داخل المدينة لتتحقق بشارة النبي صلى الله عليه وآله وسلم في فتح القسطنطينية على يد هذا الشاب في عمر 25 سنة.

فيديو قد يعجبك: