بعد جدل تجديد الأسحار في شهر محرم وقتل فتاة قربانًا للجن.. أستاذ بالأزهر يعلق

كتبت – آمال سامي:

تداولت وسائل التواصل الاجتماعي رسائل مكتوبة بأن شهر المحرم تتجدد فيه أعمال السحر فعليهم بالإكثار من الرقى الشرعية، وتزامن ذلك مع جريمة هزت محافظة سوهاج، إذ قتل عم وزوجته ابنة أخيه الطفلة المعاقة لـ تقديمها كقربان للجن وفتح الكنز أثناء البحث عن الآثار تنفيذا لما اخبرهم به أحد الدجالين...

وتحدث مصراوي مع الدكتور محمد خليفة البدري، مدرس أصول الفقه بجامعة الأزهر، حول فكرة تجديد أعمال السحر في شهر المحرم وهل هي صحيحة، ليؤكد أنه لا صحة لهذا الأمر إذ لا ذكر له في القرآن والسنة، مشيرًا إلى أن هذه أمور غيبية يخبرنا عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالإخبار عن السحر والجن تحتاج إلى خبر صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم، قائلًا أن من يشيع مثل هذه المعلومات يكون غالبًا من الدجالين طمعًا في كسب "زبائن" لهم في وقت معين، وذكر البدري قوله تعالى :" وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ" قائلًا أنه مادام الإنسان متحصنا بالله تعالى فلا يوجد شيء يخاف منه، وما دام يذكره قبل طلوع الشمس وقبل الغروب فلم يعط فرصة لساحر أوشيطان أوغيره ودعا البدري المسلمين لتدبر قوله تعالى:" إن كيد الشيطان كان ضعيفا"، وأن يعلموا أن السحر لا يضر إلا بإذن الله وقال تعالى:" وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّه".

وأكد البدري أن المسلم متحصن بالله تعالى في كل أوقاته منذ استيقاظه حتى نومه أما التفاعل على وسائل التواصل فهذا يزيد الأمر تعقيدا ويشارك في انتشار تخويف الناس من أمر ليس صحيحا ويعطي الساحر قوة نفسية بأنه خوف الناس وبهذا قد يأثم.

أما قتل الناس قربى للجن فيؤكد البدري أن ذلك ارتكاب لجرائم شرعية متعددة منها اقترف مهلكة من السبع الموبقات التي أمر النبي باجتنابها حيث قال صلى الله عليه وسلم - :" اجتنبوا السبع الموبقات -يعني المهلكات- قيل يا رسول الله ما هن؟ قال الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق ..."، وارتكب جريمة أخرى وهي التقرب إلى الجن والاستعانة بهم قال تعالى:"وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا"، وقال البدري أن في ذلك جهل من الفاعل وتقصير دور كثيرين تجاهه في تعليمه.