إعلان

"لقاء الأخوة والإنسانية".. حين يجتمع حكماء المسلمين مع بابا الفاتيكان من أجل السلام

04:31 م الأحد 03 فبراير 2019

البابا فرنسيس و الدكتور أحمد الطيب

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب – هاني ضوه :

زيارة تاريخية هي الأولى في التاريخ يقوم بها البابا فرنسيس- بابا الفاتيكان- إلى منطقة الخليج العربية، حيث تبدأ زيارته اليوم إلى دولة الإمارات ليلتقي بمجلس حكماء المسلمين الذي يرأسه فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف في لقاء تحت مسمى "لقاء الأخوة الإنسانية".

الترتيب لهذا اللقاء استغرق فترة طويلة، ولكنه في النهاية جاء وقته في توقيت مهم، خاصة وأن دولة الإمارات العربي الشقيقة قد أعلنت هذا العام عامًا للتسامح، لذلك يأتي هذا اللقاء والزيارة التاريخية لتفعيل الحوار حول التعايش والتآخي بين البشر جميعًا باختلاف عقائدهم وأجناسهم.

تنظيم فعاليات هذه الزيارة جاء بالتنسيق مع مجلس حكماء المسلمين برئاسة شيخ الأزهر الشريف بمشاركة قيادات دينية وشخصيات فكرية وإعلامية من مختلف دول العالم، كما سيتضمن برنامج الزيارة لقاءً خاصًا يجمع بين فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف والبابا فرنسيس بابا الفاتيكان، وأعضاء مجلس حكماء المسلمين، في مسجد الشيخ زايد الكبير.

جسور للحوار بين الأزهر والفاتيكان

اللقاءات التي جمعت بين شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان متعددة وكانت لها نتائج كبيرة وواضحة في تعزيز السلام العالمي والتقارب بين الشعوب، فقد نجح الاثنان في نسج علاقة أخوية عميقة بينهما قائمة على التلاقي الفكري والإيمان العميق بالقيم الإنسانية المستمدة من تعاليم الأديان والسعي بدأب، من أجل تشييد جسور الحوار والتعايش بين البشر على اختلاف أديانهم وثقافاتهم، إضافة لتمتع كلاهما بمسحة شخصية تميل للزهد والبساطة والتعاطف مع الفقراء.

وأكد بيان للأزهر الشريف، الذي أصدره بمناسبة هذه الزيارة التاريخية ، أن العلاقة بين الأزهر والفاتيكان شهدت في السنوات الأخيرة نقلة غير مسبوقة بدأها الإمام الأكبر في مارس 2013 عندما بادر بتهنئة البابا فرنسيس بتقلد رئاسة الكنيسة الكاثوليكية، مؤكدا أن عودة العلاقات بين الأزهر والفاتيكان مرهون بما تقدمه مؤسسة الفاتيكان من خطوات إيجابية جادة تظهر بجلاء احترام الإسلام والمسلمين.

وعقد اللقاء الأول بين الرمزين الدينيين الكبيرين في الفاتيكان في 23 مايو 2016 حيث قال البابا فرنسيس للصحفيين عقب اللقاء إن "الرسالة من الاجتماع هي لقاؤنا بحد ذاته".

بابا الفاتيكان وصفحة جديدة من التاريخ

أما بابا الفاتيكان فقد أكد في رسالة مصورة قبيل بدئه هذه الزيارة أنها زيارة تمثل صفحة جديدة من تاريخ العلاقات بين الأديان والتأكيد على الأخوة الإنسانية.

وقدم شكره في رسالته المصورة إلى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، على دعوته للمشاركة في لقاء "الإخوة الإنسانية".

كما وصف البابا فرنسيس دولة الإمارات بأرض الازدهار والسلام، دار التعايش واللقاء، التي يجد فيها الكثيرون مكاناً آمناً للعمل والعيش بحرية تحترم الاختلاف، موجهًا التحية للشعب الإماراتي قائلاً " أستعد بفرح للقاء وتحية عيال زايد في دار زايد".

برنامج حافل بالسلام

برنامج الزيارة لهذه الزيارة التاريخية هو برنامج حافل بالسلام والوئام منذ بدء وصول بابا الفاتيكان إلى أرض الإمارات، خاصة أنها الزيارة البابوية الأولى للخليج العربي بشكل عام والإمارات بشكل خاص، وستستمر لمدة 3 أيام من 3 حتى 5 فبراير الجاري.

وذكر تقرير لموقع "whatson.ae"، أن برنامج وترتيبات الزيارة؛ ستبدأ باستقبال الشيخ محمد بن زايد، وبجانبه لفيف من كبار الشخصيات والقادة الإماراتيين، للبابا فرنسيس، الذي سيصل إلى مطار أبوظبي الدولي يوم 3 فبراير.

وبعد يوم من الراحة يحظى به البابا فرنسيس من رحلة السفر، سيشهد يوم 4 فبراير حفل ترحيب عند المدخل الرئيسي للقصر الرئاسي، يتبعه بعد ذلك بدء المراسم للزيارة الرسمية التي ستجمع بين الشيخ محمد بن زايد والبابا فرنسيس.

أما فعاليات اليوم الثاني فهي الأكثر تواصلًا حيث سيعقد اجتماعًا خاصًا يجمع أعضاء مجلس حكماء المسلمين، الذي يضم مجموعة من كبار العلماء المسلمين حول العالم برئاسة الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، تسبقه زيارة البابا لمسجد الشيخ زايد أو (المسجد الكبير) كما يطلق عليه، الذي يُعد أشهر الرموز الإسلامية في العاصمة الإماراتية أبوظبي والإمارات بشكل عام.

وفيما يخص بدء فعاليات المؤتمر العالمي للأخوة الإنسانية، فإن البابا فرنسيس سيحصل على هدية خاصة مقدمة من وزير التسامح الإماراتي، الشيخ نهيان مبارك آل نهيان، وهي عبارة عن كتاب يتناول ترسيخ التعاون والمحبة والعيش بسلام بين الأديان، من تأليف القس آندي طومسون.

ومع صباح اليوم الأخير من الزيارة التاريخية للإمارات، سيكون البابا فرنسيس موجودا داخل كاتدرائية الأنبا أنطونيوس في أبوظبي، يليها بعد ذلك الحدث الأبرز، وهو القداس والصلاة البابوية التي سيحتضنها ملعب مدينة زايد الرياضية، وسط حضور أكثر من 120 ألف شخص، يتقدمهم العديد من المسؤولين الحكوميين.

فيديو قد يعجبك: