إعلان

جمعة: لا تستطيع لغة أن تبقى على هذه المرونة إلى يوم الدين سوى العربية

02:00 ص الجمعة 25 يناير 2019

الدكتور علي جمعة

إبحث عن لوجو مصراوي داخل الموقع يومياً خلال شهر رمضان للفوز بجائزة

تسجيل الدخول

كتب – محمد قادوس:

قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، ردا على سؤال البعض: لِمَ اختار الله العربية؟! إن هؤلاء لا يعلمون مدى عظمة اللغة العربية، وأنها لغة فيها من المميزات ما لا يوجد في لغةٍ سواها.

وأوضح جمعة أنه لا تستطيع لغة أن تبقى على هذه المرونة والسعة إلى يوم الدين بدلالات ألفاظها وبمواطن الكلمات في الجملة المفيدة سوى العربية، ونكتشف هذا عندما نريد أن ننقل معاني القرآن الكريم إلى لغةٍ أخرى من لغات البشر. فترجمت تلك المعاني إلى أكثر من مائة وثلاثين لغة، كل هذه الترجمات عبر العصور من المؤمنين ومن الكافرين لم توفِّ القرآن حقه، ولم تنقل إلا وجهة نظر الكاتب والمترجم؛ لسعة العربية، ودقة معناها، وجمال جرسها، ولمردود الكلمة العربية على ذهن السامع الذي يعرف اللغة وهو مردود آخر غير كل لغات العالم، فما ظنك والقرآن كلام الله رب العالمين.

وكتب "جمعة" عبر صفحته الرسمية على "فيسبوك": لقد تكاتفت اللجان على أن تترجم معانيه بحيث أن تنقل النص العربي إلى أي لغة كانت سواء استعملت من ألفاظ تلك اللغة المنقول إليها قديمها وحديثها، فلا يمكن أن يُنْقَلَ القرآن كما هو في العربية.. أبدا..! أليس هذا دليلاً على حكمة الله أن ينزله قرآنًا عربيًا ؟ وألا يكفي هذا عند قوم يؤمنون يريدون أن يستفيدوا من الكتاب وأن يستهدوا بهديه أن يهتموا بلغة العرب تدريسًا وفهمًا.. تعليمًا ونشرًا.

وتابع فضيلته: إذا كان هذا سمت العربية في ذاتها، فكيف بالنص القرآني في منطقه ورسمه، ولفظه ونظمه، وحلاوته ونغمه، وفعله في النفوس وأثره، وأوجه تحمله وثرائه، وحرفه وشكله، وتركيبه وبسطه، ومفاتحه وخواتمه، ومداخله ومخارجه.. وكيف بظاهره وباطنه. وحدِّه ومطلعه، فعن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنّه قـال: «أُنْزِلَ الْقُرآنُ عَلَى سَبْعَةِ أحْرُفٍ لِكلِّ آيةٍ مِنْهَا ظَهْرٌ وَبَطْنٌ». [صحيـح ابن حبان]، وفي مشكاة المصابيح: «أنزل القرآنُ على سبعة أحرف، لكل آية منها ظهرٌ وبطن، ولكل حدٍّ مطّلَع".

لا والله (ولا تنقضي عجائبه ولا يخلَق عن كثرة الردِّ).. فسبحان من كان هذا كلامـه وتعالى علوًا كبيرا.

إنها والله لعربية أعجزت فطاحل العرب، ومن مدَّ عنقه من العجم فدخلوا في دين الله أفواجا، أو خذلوا أنفسهم وخذَّلوا. انها عربية أعجزت معشر الإنس والجن معا جميعًا، فها هو الجن لا يجد أمام هذا القرآن إلا الإيمان، ويخبرنا سبحانه وتعالى عن ذلك: "قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا * يَهْدِى إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا ".

فيديو قد يعجبك: