إعلان

من وثيقة المواطنة لمنع فصل طالبة الحضن.. 6 مواقف مستنيرة للإمام الطيب

01:49 م الثلاثاء 22 يناير 2019

الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- علي شبل:

"منذُ ألف عام أو يزيد قامت في مصر- البلد الوحيد الذي يمتدُّ في فضاء قارَّتي آسيا وأفريقيا العريقتين- منارة سامقة، تبعث بأضواء المعرفة والعلم إلى أطراف العالَم كلِّه... إنَّه الأزهر الشريف، الذي بفضله أقفُ بينكُم اليوم، والذي أعدُّ هذا التكريم المقدور والمشكور، من جامعتكم التي يقترب عمرها كثيرا من عمر الأزهر الشريف- موجهًا في الحقيقة إلى الأزهر، وإلى كل من تخرج فيه على مدى ألفيته من علماء وأساتذة وطلاب، حتى وإن كان تكريم جامعتكم في ظاهر الأمر موجهاً إلى أحد رجاله الخادمين للعلم والعلماء فيه".. كلمات قالها الإمام أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف أثناء تكريمه- شهر أكتوبر الماضي- بجامعة بولونيا الإيطالية، أقدم جامعات أوروبا، التي منحته أرفع وسام هو "السجل الأكبر".

شيخ الأزهر يلقبه محبوه ومريدوه بـ"الإمام الطيب"، فهو الإمام العالم العامل، الذي اشتهر بزهده وتواضعه.

ويجسد الإمام الأكبر نموذجًا لرجل الدين المستنير والمنفتح والمعتدل، الذي يكرس حياته لمواجهة الأفكار المتطرفة ونزعات الكراهية والإقصاء، ولتوضيح تعاليم الأديان الحقيقية، القائمة على التسامح والحوار وقبول الآخر.. وكان آخر مواقف الإمام الطيب المستنير، تدخله لمنع فصل "طالبة الحضن" داخل حرم جامعة المنصورة، في الواقعة التي أثارت جدلاً عبر الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي بين مؤيد ومعارض، خاصة أن جامعة الأزهر لا تسمح بالاختلاط بين الطلاب والطالبات. وقد أوجب فضيلته على جامعة الأزهر أن تقدم النصح والإرشاد للطلاب قبل العقاب.

ومن مواقف الإمام الطيب المستنيرة والتي تصب في اتجاه الوسطية والاعتدال:

وثيقة المواطنة والتعايش

أصدر الأزهر بقيادة الإمام الطيب وثيقة المواطنة والتعايش، في مارس ٢٠١٧، والتي أقرت مبادئ المواطنة ودولة الحقوق المتساوية التي لا تميز بين مواطنيها بسبب الدين.

فتبنى الأزهر الشريف، موقفاً واضحاً وصريحاً من كل الدعوات التي يروّج من خلالها البعض أن المسيحيين "أقلية" في وطنهم، وأنهم غير متساوين في الحقوق والواجبات مع المسلمين، حيث رفض الأزهر كل هذه الدعوات الشاذة، وأصدر في هذا الصدد وثيقة تاريخية حملت عنوان: "إعلان الأزهر للمواطنة والعيش المشترك".

وكان أول المبادئ التي أكدها الأزهر الشريف، في هذا الإعلان التاريخي أن المسلمين والمسيحيين أخوة في الإنسانية، وشركاء في الوطن، وجميعهم مواطنون متساوون في الحقوق والواجبات، وأن المواطنة مصطلح أصيل في الإسلام، وأن على المثقفين الانتباه من خطورة استخدام مصطلح الأقليات، الذي يحمل في طياته معانى التمييز والانفصال بداعي التأكيد على الحقوق، وغير ذلك من المبادئ والحقوق المهمة.

لا تكفير لأحد

وأصر الطيب على رفض التكفير حتى لداعش، فقال فضيلته: "الأزهر لا يحكم بالكفر على شخص، طالما يؤمن بالله وباليوم الآخر، حتى ولو ارتكب كل الفظائع"، مؤكداً: "داعش لا أستطيع أن أكفرها، ولكن أحكم عليهم أنهم من المفسدين في الأرض، فداعش تؤمن أن مرتكب الكبيرة كافر فيكون دمه حلالاً، فأنا إن كفرتهم أقع فيما ألوم عليه الآن".

وكذلك موقفه في عزل رئيس الجامعة السابق الذي كفّر إسلام بحيرى في أحد البرامج، كما أصدر عبر هيئة كبار العلماء بياناً برفض خوض الشيخ سالم عبدالجليل في العقيدة المسيحية.

التحرش

وأمام سعى البعض لجعل ملابس الفتاة أو سلوكها مبررًا يُسوغ للمتحرش جريمته النكراء، أو يجعل الفتاة شريكة له في الإثم، جاء موقف الإمام الطيب واضحاً وصريحاً، أشادت به حركات المرأة والمنظمات الحقوقية وإعلام غربي، حيث أصدر بياناً لمناهضة التحرش ويرفض تبريره بملابس المرأة.. أكد فيه أن "تجريم التحرش والمتحرِش يجب أن يكون مطلقًا ومجردًا من أي شرط أو سياق، فتبرير التحرش بسلوك أو ملابس الفتاة يعبر عن فهم مغلوط؛ لما في التحرش من اعتداء على خصوصية المرأة وحريتها وكرامتها، فضلًا عما تؤدي إليه انتشار هذه الظاهرة المنكرة من فقدان الإحساس بالأمن، والاعتداء على الأعراض والحرمات"، مؤكداً أن تحضر المتجمعات ورقيها إنما يقاس بما تحظى به المرأة من احترام وتأدب في المعاملة، وبما تتمتع به من أمان واستقرار وتقدير.

تطوير مناهج الأزهر

أجرى الإمام الطيب أكبر عملية لتطوير المناهج في الأزهر الشريف عبر مقررات تتضمن دروساً عن الآخر والمواطنة وتعالج المفاهيم الصحيحة للجهاد وترفض استباحة الدماء، وتؤكد أن المصريين جميعا شركاء في الوطن، وأنهم - مسلمين وأقباطا- مواطنون متساوون في الحقوق والواجبات، فالجميع سواسية في بناء الوطن ودفعه للتقدم والإصلاح، وحرص الأزهر على أن يعلم أبناءه وطلابه منذ المرحلة الابتدائية وحتى التخرج في الجامعة أن الأقباط شركاء في الوطن لهم نفس الحقوق والواجبات، وأن المسلمين تربطهم بالأقباط مودة ومحبة هدفها الأول الحفاظ على النسيج الوطني.

التواصل الاجتماعي

أنشأ مرصد الأزهر ومركز الفتوى الالكترونية للرد علي الافكار المتطرفة بجميع لغات العالم، والاهتمام بالتواصل مع المجتمع عبر صفحات ثرية تعتمد على التفاعل عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، توضح الفتاوى العصرية وترد على أسئلة روادها، وقد ارتفع في الآونة الأخيرة معدل التجاوب المجتمعي مع تلك المواقع والصفحات.

فيديو قد يعجبك: