إعلان

مُستشهداً بتوبة بيرم التونسي.. المفتي السابق يحذر: هذا الاقتباس من القرآن والسنّة حرام

04:20 م الإثنين 10 ديسمبر 2018

مُستشهداً بتوبة بيرم التونسي.. المفتي السابق يحذر:

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت - سماح محمد:

قال الدكتور على جمعة - مفتى الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار علماء المسلمين بالأزهر الشريف - إن المسلمين اهتموا عبر التاريخ بأدب التعبير عن النفس وتكلموا عن قضية الاستشهاد، وهي أن نورد شاهداً ودليلاً للكلام‏،‏ سواء أكان من القرآن أو السنة الشريفة أو الأمثال أو الشعر أو الحكمة المأثورة أو النصوص المنقولة.

وأضاف جمعة، عبر صفحته الشخصية على فيسبوك، أن المسلمين عظّموا القرآن الكريم وعاملوه بقدسية لم يعاملوا بها سائر النصوص الأخرى، فتراهم يجيزون رواية الحديث بالمعني‏،‏ بشرط أن تكون من فقيه عالم بمقتضيات اللغة حتى ينقل المعنى كما هو وإن اختلف اللفظ‏،‏ بل رأينا البخاري يقطع الحديث ويرويه مختصرا مرة وكاملا مرة في صحيحه مثل حديث إنما الأعمال بالنيات، والذي ذكره نحو تسع مرات في أبواب مختلفة‏.‏

وأوضح المفتى السابق أنه كما رأينا روايات مختلفة للشعر الذي أجازوا لأنفسهم فيه ما يمكن أن نسميه التناص‏‏ - التناص في الأدب العربي هو مصطلح نقدي يقصد به وجود تشابه بين نص وآخر أو بين عدة نصوص- وهذا التناص رفضه علماء المسلمين مع الكتاب والسنة وضبطوا قضية الاقتباس من القرآن والسنة ووضعوا لها شروطاً‏،‏ وحرّموا هذا التناص‏،‏ بل إنهم حرموا الاستشهاد بالقرآن إذا انتقص أو أوهم الانتقاص لكتاب الله أو سنة نبيه صلى الله عليه وسلم فلا يجوز عندهم أن يقول رجل لابنه واسمه إبراهيم: يا إبراهيم أعرض عن هذا‏،‏ أو ينادي ابناً له اسمه يحيى فيقول له: يا يحيى خذ الكتاب بقوة‏،‏ أو يقول أحدهم وهو يقدم طعامه لأضيافه: هنيئاً مريئاً بما أسلفتم في الأيام الخالية‏،‏ أو يكتب خياط: نحن نقص عليك أحسن القصص‏،‏ أو محل لعصير القصب: وسقاهم ربهم شرابا طهورا‏،‏ أو محل لإصلاح الساعات: ويسألونك عن الساعة‏،‏ فكل هذا الاستشهاد عُد انتقاصاً أو إيهاماً للنقص فهو حرام ‏(راجع مقدمة تفسير القرطبي‏).‏

وقال عضو هيئة كبار العلماء إن أشد من ذلك في الحرمة ما فعله بيرم التونسي - أيام تمرده- من محاولة التناص مع القرآن والحديث‏،‏ ثم رجع في نهاية حياته فتاب وحسُنت توبته‏،‏ وكان يذكر هذه الأيام ويقول‏:‏ لا أجعل في حل من يروي عني هذا التمرد‏،‏ وألف رائعته معلناً توبته‏:‏ (دعاني لـبّـيته.. لحد باب بيته‏)،‏ وعلى الرغم من ذلك نشرت الهيئة المصرية العامة للكتاب الأعمال الكاملة لبيرم التونسي فذكرت محاولاته هذه والتي ما كان ينبغي أن تذكرها وقد تبرأ الرجل منها‏،‏ وبالرغم من أن مشايخنا قد نهونا عن ذكرها وتردادها‏،‏ إلا أننا نرى أن بعض الكتاب ما زالوا يفعلون هذا فيحاولون أن يقلدوا النظم القرآني في مسائل تدخل في باب السخرية السياسية أو الاجتماعية‏،‏ فيقول مثلاً تبـّت يدا فلان وتب، ويذكر اسم خصمه السياسي وهو ما لا يليق بجلال القرآن‏.‏

وأكد فضيلة المفتي السابق إن كثيراً من هؤلاء الكتاب مسلمون وصالحون‏،‏ وقد لا يعلمون الحكم الشرعي لهذه الطريقة من التناص التي - وإن صلُحت في الشعر أو في الغناء أو في الهزل من القول- فإنها لا تصلح مع جلال كلام الله‏،‏ والدعوة عامة للكتاب ألا يخوضوا في مثل هذا المسلك مراعاة للأحكام الشرعية من جهة‏،‏ ومراعاة لشعور المسلمين من جهة أخرى‏‏.‏

فيديو قد يعجبك: