إعلان

الإمام النووي.. حاول العمل بالطب ولم ينم على جنبه عامين انشغالًا بالفقه

04:07 م الأربعاء 19 ديسمبر 2018

الإمام النووي

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- هاني ضوه:

كان اجتهاد العلماء في طلب العلم وتحصيله، ثم التصنيف فيه عجيبًا.. و في هذا التقرير قدم مصراوي لمحات من حياة أحد الأئمة العظام الذين برعوا في فنون العلوم الشرعية حتى إنه أصبح أحد أعمدة المذهب الشافعي، بل شيخه في عصره رغم صغر سنه؛ إذ لم يجاوز الـ45 عامًا.

إنه الإمام النووي المُحدّث والفقيه شارح صحيح مسلم، وصاحب التصانيف الكثيرة والمتنوعة في الفقه والحديث واللغة والتراجم، كرياض الصالحين والأربعين النووية ومنهاج الطالبين والروضة، ويوصف بأنه محرِّر المذهب الشافعي ومهذّبه، ومنقّحه ومرتبه.

ذكر الإمام الذهبي في كتابه "سير أعلام النبلاء" أن الإمام شرف الدين النووي ولد في مدينة نوى، سنة إحدى وثلاثين وستمائة، وبلده نوى قرية من قرى حوران بالشام، سافر إلى دمشق سنة 649هـ، وقد حفظ القرآن، فشرع في قراءة كتاب التنبيه، فيقال إنه قرأه في أربعة أشهر ونصف، وقرأ ربع العبادات من المذهب في بقية السنة، ثم لزم المشايخ تصحيحاً وشرحاً، فكان يقرأ في كل يوم اثني عشر درساً على المشايخ.

وتروي كتب التراجم التي ترجمت للإمام النووي أنه ظل لمدة عامين ينام وهو جالس، ولا ينام على جنبه من شدة تعلق ذهنه بالمسائل الفقهية، كما أنه كان لا يأكل إلا ما يرسله أبواه إليه من «نوى».

ورغم تعلق الإمام النووي بالعلوم الشرعية وخاصة الفقه، إلا أنه كان شغوفًا كذلك بالعلوم الأخرى، فحاول الاشتغال في الطب إلا أنه تركه على الفور.

وعن ذلك يحكي الإمام النووي فيما ذكره الإمام السخاوي في كتابه: "فتح المغيث شرح ألفية الحديث"، قال الإمام النووي: "وخطر لي الاشتغال بعلم الطب، فاشتريت القانون (لابن سينا) وعزمت على الاشتغال فيه، فأظلم عليَّ قلبي، وبقيت أيَّامًا لا أقدر على الاشتغال بشيء، ففكرت في أمري: من أين دخل عليَّ الداخل، فألهمني الله أن اشتغالي بالطب سببه، فبعت في الحال الكتاب المذكور، وأخرجت من بيتي كل ما يتعلق بعلم الطب فاستنار قلبي ورجع إلى حالي، وعدت لما كنت عليه أولاً".

أما عن مصنفات الإمام النووي، فهي كثيرة جدًا ومتنوعة، ولكن أشهرها "شرح صحيح مسلم"، "روضة الطالبين" وهو من الكتب الكبيرة المعتمدة في المذهب الشافعي، وكتاب "منهاج الطالبين" وهو من أكثر كتب الإمام النووي الفقهية تداولًا، وكتاب "رياض الصالحين" المنتشر، وكتاب "الأذكار"، وغيرها من الكتب.

وفي سنة 676هـ رجع الإمام النووي إلى مسقط رأسه "نوى" بعد أن أقام في دمشق حوالي 28 سنة، وكان حريصًا في تلك العودة على أن يرد الكتب التي كان قد استعارها من الأوقاف هناك، وزار مقبرة شيوخه فقرأ ودعا وبكى وزار أصحابه الأحياء وودعهم وزار بيت المقدس والخليل.

وبعد هذه الزيارة أصابه المرض، فتوفي- رحمه الله- ليلة الأربعاء في 24 رجب من هذا العام ودُفن بها.

ولما بلغ نعيه دمشق ارتجت هي ومن حولها بالبكاء وأسِف عليه المسلمون أسفاً شديدًا. ورثاه جماعة يبلغون عشرين نفساً بأكثر من ستمائة بيت- رحمه الله.

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج