إعلان

هل شرب "المياه الخام" من الينابيع ضار بالصحة؟

08:00 ص الأربعاء 26 يونيو 2019

هل شرب المياه الخام من الينابيع ضار بالصحة

إبحث عن لوجو مصراوي داخل الموقع يومياً خلال شهر رمضان للفوز بجائزة

تسجيل الدخول

مصراوي -

قد يكون لمياه الصنبور بعض الأضرار على الصحة، لذلك يحاول الكثير البعد عنها حفاظا على أنفسهم، ولكن في المقابل هناك من يدعو للعودة لها كونها تحتوي على بكتيريا نافعة يمكن للإنسان الاستفادة منها، أو على الأقل غير ضارة لا تهدد حياته للخطر، وفقًا لـ"بي بي سي" عربية.

قالت فال كيرتس، أستاذة الصحة العامة ومديرة برنامج الصحة البيئية في كلية لندن للصحة وطب المناطق الحارة، إن هناك مخاوف جدية للغاية بشأن الدعوة لشرب "المياه الخام".

وتضيف: "يبدو ذلك بالنسبة لي خطوة إلى الخلف. لقد مضينا أشواطا بعيدة في المجتمع لكي نحل حقا مشكلة تلوث مياه الشرب من خلال تطهيرها وإمداد الناس بها وهي في حالة جيدة. بل إننا قمنا بتحسين حالتها عبر إضافة الكلور والفلور إليها لقتل كل البق وجعل أسنان من يشربونها أفضل حالا. لقد كان للحجج المتعلقة بأن المياه المعقمة والمُرّشحة هي الخيار الأمثل الغلبة منذ سنوات طويلة خلت".

وبينما تتساءل كيرتس، نظريا على الأغلب، "هل تريدون منّا العودة إلى العصر الحجري؟"، نجد الصفحة الرئيسية لشركة "لايف ووتر" - التي ترتبط بشكل بارز بموقع Findaspring.com - تشير إلى أن ذلك تحديدا هو الهدف، بدعوى أن بني البشر شربوا المياه غير المُعالجة على مدى 99 في المئة من "تاريخ وجودهم على الأرض".

وبرغم وجود بعض الأدلة العلمية التي تعزز فوائد "النظام الغذائي المعتمد على ما كان يقتات عليه من كانوا يعيشون قديما" كما تقول كيرتس، فإنه من الضروري ألا يشمل ذلك النظام التخلي عن شرب مياه نقية. فهي تشير إلى أن أسلافنا "لقوا حتفهم بأعداد كبيرة بسبب الإصابة بالتيفوئيد والكوليرا وداء الجيارديات والإسهال". فضلا عن ذلك كان متوسط عمر هؤلاء الأسلاف ممن عاشوا في العصر الحجري القديم، منخفضا بالتأكيد.

أما الادعاءات الخاصة بالـ "بروبيوتيك" - أو المتممات الغذائية من البكتيريا الحية أو الخمائر المفيدة - والتي يُقال إن المياه الخام تحتوي على الكثير منها وهو ما يعزز صحة الأمعاء؛ فترد كيرتس عليها بالقول إنه في الوقت الذي يمكن أن توجد فيه تلك البكتيريا "الجيدة" في ذلك النوع من المياه، فإن ذاك لا يمنع من أن توجد فيها كل البكتيريا الضارة كذلك.

وتقول كيرتس إنه "لا يُعرف بأن الكلور والفلور يسببان أي ضرر لنا بالمقادير الموجودة منهما في المياه. كما لا يوجد بالقطع أي دليل يفيد بأن رواسب عقاقير طبية مثل المضادات الحيوية، تسبب أضرارا لصحة الإنسان. يبدو أن الناس لا يستوعبون فكرة أن وجود شيء ما بمقدار شديد الضآلة يجعله عديم الخطورة".

وعندما جربت بنفسي أن أبحث عن أماكن الينابيع المُدرجة على موقع Findaspring.com؛ وجدت 56 منها في إنجلترا حيث أقيم وأعمل. ويقع الكثير من هذه الينابيع في مناطق حضرية؛ بل إن منها خمسة في لندن ذاتها. وبحسب كيرتس؛ تتمثل الطريقة الوحيدة لتجربة نوعية هذه المياه، في "إرسال عينات منها لإجراء فحوص ميكروبيولوجية عليها، بتكاليف معينة. وسيحتاج المرء إلى أخذ عينات من النبع نفسه في مواسم مختلفة، لكي يتأكد من صحة النتائج".

من جهة أخرى، أظهرت دراسات حديثة أن 90 في المئة من عينات المياه المعبأة و83 في المئة من عينات مياه الصنابير في 12 دولة تحتوي على جزيئات ضئيلة من البلاستيك تُعرف باسم "ميكروبلاستيك"، وهو ما قد يدفعنا للقول إن السعي لشرب "المياه الخام"، وهو ما يبدو أمرا متطرفا، قد يشكل رد فعل على وجود مخاوف حقيقية تتعلق بمدى جودة المياه في عصرنا الحديث.

فيديو قد يعجبك: