كيف تعمل مصر على توطين صناعة "السيارات الكهربائية" عبر بوابة الصين؟

كتب - أيمن صبري:

قال سامي القمحاوي، الخبير بالشؤون الصينية، إن فرص التعاون بين كل من مصر والصين كبيرة للغاية، خاصة وأن الصين لا تمانع في نقل ما لديها من تكنولوجيا حديثة لدول أخرى في إطار مبادرة الحزام والطريق.

وأضاف القمحاوي في تصريحات لوكالة الأنباء الصينية "شينخوا" أن مصر تسعى لتوطين التكنولوجيا الحديثة، مثل صناعة السيارات الكهربائية، وقد تم توقيع اتفاقية بالفعل في هذا الخصوص بين القاهرة وبكين على هامش الدورة الثانية لمنتدى الحزام والطريق ببكين.

وأبرمت مصر في أبريل الماضي اتفاقية شراكة مع الصين للتصنيع المشترك للسيارات الكهربائية فى مصر، ومثل الجانب المصري مصنع 200 الحربى وشركة ايموت للتصميمات والاستشارات ، فيما وقعها عن الجانب الصينى ممثل لشركة فوتون لصناعة السيارات .

وتعليقًا على الشراكة بين الدولتين أكد اللواء محمد العصار وزير الدولة للإنتاج الحربي الذي شهد مراسم توقيع الاتفاقية رفقة عمرو نصار، وزير التجارة والصناعة، أكد أن مشروع تصنيع سيارات كهربائية فى مصر يتم تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى وطبقا لتوجيهاته التى تهدف إلى التصنيع الكامل لتلك السيارات ونقل التكنولوجيا الخاصة بها.

ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ) قول العصار بأن الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء يشجع هذا المشروع ويتابع خطوات تنفيذه يوما بيوم ويطلع على كافة التفاصيل الخاصة به بشكل كبير جدا.

وأشار الى أن اتفاقية الشراكة مع الجانب الصينى بهذا الشان تتضمن تصنيع مشترك لـ 2000 أتوبيس خلال 4 سنوات ، تبلغ نسبة المكون المصرى فيها 45%، على أن يتبعها مراحل قادمة للتصنيع المشترك لأنواع أخرى من السيارات الكهربائية بالاشتراك مع مصنع 200 الحربى أيضا.

ولفت إلى أن المرحلة الثانية ستكون للاتوبيسات المفصلية الكبرى والتى تبلغ سعتها 180 راكبا. مشيرا إلى أن شركة فوتون أهدت مصر سيارة مفصلية حيث سيتم تجربة أفضل السبل لاستخدامها سواء فى المدن الجديدة أو النقل العام أو أي استخدام آخر.

ويتخلل المرحلة الأولى من ذلك المشروع التى ستستغرق 4 سنوات تصنيع كافة مكونات الأتوبيس بمعرفة مصر عدا البطارية والمحرك الكهربائى، حيث سيتم تصنيع جسم الأتوبيس من شرائح الحديد والصلب وسائر الأجزاء الأخرى فى مصر.

وتواصل مصر منذ أكثر من ثلاث سنوات مضت استعداداتها لاستقبال تكنولوجيا السيارات الكهربائية بالشوارع المصرية، وذلك من خلال إمداد الشوارع والتجمعات السكنية والعامة بعشرات نقاط الشحن الكهربي للسيارات، بالإضافة إلى تخصيص بعض شركات السيارات بالسوق المحلي جزء من استثماراتها لتجهيز مراكز الصيانة وخدمات ما بعد البيع الخاصة بالسيارات الكهربائية.

وأعلنت شركة "ريفولتا إيجيبت" لتسويق تكنولوجيا السيارات الكهربائية في مصر، في ديسمبر الماضي انتهاء المرحلة الأولى لتركيب نقاط شحن السيارات الكهربائية والتي شملت 7 محافظات، كما كشف مسئولين عن وصول نقاط الشحن بنهاية المرحلة الثالثة المقررة في 2020 إلى 300 نقطة شحن.

وفي إطار تعميق تواجد تكنولوجيا السيارات النظيفة "الكهربائية" في السوق المصري، عقدت شركة "دارشال إيجيبت" المتخصصة في تسويق تكنولوجيا السيارات الكهربائية ومكوناتها اتفاقية في أغسطس الماضي مع شركة أبيل ستور الصينية لتصنيع بطاريات السيارات الكهربائية محليًا بطاقة إنتاجية تصل إلى 2000 وحدة سنويًا.

وجاء ذلك بعد أشهر من تدشين دارشال بالتعاون مع شركة "SMG" الهندسية لصناعة السيارات أعمال أول مصنع لتجميع شواحن السيارات الكهربائية في مصر بتكنولوجيا صينية، وبطاقة إنتاجية تصل إلى 2000 شاحن سنويًا.

وقال المهندس حسن دسوقي رئيس شركة دارشال في تصريحات سابقة لـ"مصراوي" إن الشركة تسعى للوصول بنسب المكون المحلي في السيارات الكهربائية إلى 70 % بحلول عام 2022، وكانت الخطوة الأولى لتحقيق ذلك من خلال تدشين خط تجميع الشواحن داخل الشركة الهندسية.

وأضاف أن استيراد شواحن السيارات الكهربائية مكلف جدًا، مشيرًا إلى سعي الشركة للمساهمة في خلق بيئة نظيفة، بالإضافة إلى اتساع رقعة البنية التحتية لنشر ثقافة السيارة الكهربائية في مصر من خلال تصنيع شواحن السيارات محليا بتكلفة منخفضة.

كان عدد من وكلاء العلامات التجارية كشفوا عن نيتهم طرح طرازات كهربائية في مصر خلال 2019، وجاءت بي إم دبليو في صدارة المعلنين عن توافر سيارة كهربائية ضمن اختيارات عملائها بالسوق المحلي بعد الكشف رسميًا في أبريل الماضي عن بي إم دبليو i3.

وأكدت الشركة المصرية العالمية EIM وكلاء علامة رينو الفرنسية في مصر عن توافر سيارة رينو TWIZY الكهربائية الصغيرة للعملاء في مصر بنظام الطلب الخاص؛ وأشار رامي جاد، مدير قطاع رينو في EIM، أن الشركة استطاعت بالفعل تسويق 8 وحدات من TWIZY الكهربائية.